الشيخ الفاضل المرحوم
سالم إكريم راقى بوسعيده .
سم الله الرحمن الرحيم
أهالى الجبل الأخضر والبطنان ودرنه
يودعون اليوم الخميس الموافق 29/2/2013م رجل الكلمة الطيبة وأحد عُمد
وحكماء ومشائخ الوطن وأحد أعضاء جمعية عمر المختار بدرنه المرحوم بإذنه
تعالى / سالم إكريم راقى بوسعيده القطعانى.
تعزيــــــه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ” كل نفس ذائقة الموت “
وقال عز وجل “إذا جاء أجلهم لا
يستأخرون ساعة ولا يستقدمون”
تتقدم جمعية عمر المختار بكل من
بنغازى ودرنه وموقع شرفاء ليبيا بأحر التعازى فى وفاة المغفور له بإذنه
تعالى الشيخ والعمدة الأستاذ الفاضل الحاج / سالم إكريم راقى بوسعيده
ونخص بذلك أبنائه ( الشيخ العلامة / أحمد القطعانى) والأخ/ عبالمجيد سالم ،
والذى وافته المنية عن عمر ناهز 91 عاماً والمرحوم هو حفيد المجاهد
راقى القطعانى الذى كان له دوراً نضالياً فى حركة جهاد الليبيين ضد الغزو
الإيطالى … فإلى جنة الخلد ايها الرجل الطيب الهادئ صاحب الكلمة الطيبة
بين الناس ونحن إذ نعزى أهل الفقيد ومعارفه ونعزى أنفسنا وأهل الجبل الأخضر
والبطنان و درنه وكافة أبناء الوطن ، ليس لدينا ما نقوله سوى أنا لله وأنا
إليه راجعون .ولا حول ولا قوة إلا بالله .
جمعية عمر المختار
موقع شرفاء ليبيا
المهندس / فتح الله سرقيوه
المصدر صفحة (حمزه القطعانى)
فضيلة الشيخ المستشار / مصطفى عبد الجليل اليوم في مدينة درنه يقدم العزاء في وفاة المرحوم بأذن الله الحاج / سالم اكريم راقي.


ولد كريم راقي هاشم
بوسعيدة القطعاني سنة 1874م بنجع عائلته بمنطقة البطنان وانتقل إلى رحمة
الله في 1960/8/5 م ودفن بالروضة بالحي الذي يحمل اسمه { حي الحاج كريم
بوسعيدة } شرقي مدينة طبرق بحوالي 40 كم .
وكان مقصدا لكل عشائر
المنطقة في حل القضايا سواء الإجتماعية أو العرفية على مختلف تنوعها ولا
زال المحبون والعارفون به وبسلالته المباركة يقومون بزيارة روضته وقراءة
الفاتحة له .
صحب المجاهد أحمد
الشريف وانخراط معه في حركة الجهاد وقد كان ضمن المجاهدين الذين بذلوا جميع
ما يملكون في سبيل الذود عن الوطن وقد تعرض لكل أنواع التعذيب والصفد
بالسلاسل والضرب بالسياط وتم اعتقاله ضمن نخبة من المجاهدين بعد حضورهم
كأعيان لإجتماع تقابلي من كل أنحاء البلاد ..
وكانت وقعت حادثة تاريخية هامة في سياق النضال الوطني :
المجاهد المعروف
الشهيد هاشم سليمان بوسعيدة القطعاني … وهو الذي كان مكلفا من قبل شيخ
الشهداء عمر المختار بمهام البريد من قيادة الجهاد إلى العشائر وبالتحديد
مشايخ وأعيان العشائر حيث تحرك ومعه حافظة تحوى رسائل من شيخ الشهداء ومن
ضمن هذه الرسائل رسالة إلى الشيخ كريم راقي هاشم ، تقول بالنص :
إلى السيد العمدة كريم راقي هاشم
السلام عليكم ،،،
القادم إليكم المجاهد سليمان بوسعيدة القطعاني نائبا عنا في استلام العادة المتبعة وهي العشر من المواشي والزرع .
جزاكم الله خيرا سلموه ما ذكر أعلاه حيث حاجتنا الماسة إلى مؤن وذخيرة لأدوار المجاهدين .
عمر المختار
وعند دخوله إلى منطقة
البطنان وبالتحديد نواحي مدينة طبرق المركز الإداري والسياسي آنذاك بإدارة
ايطاليا الفاشية رصد تحرك المجاهد هاشم سليمان القطعاني وجرت معه مواجهة
بالرصاص وذلك في مدخل مدينة طبرق من الجهة الغربية مشارف الوادي المعروف
باسم وادي السهل ، فاستشهد رحمه الله ومثل به من قبل العسكريين الفاشست
الذين نهبوا الحافظة التي بها البريد المكلف به من قائد المجاهدين عمر
المختار ، ومن ضمن الرسائل كانت المنوه عنها .
فورا أصدر الحاكم
الفاشستي لمدينة طبرق أوامره بالقبض على الشيخ كريم وأحضر وتم استجوابه على
فحوى الرسالة وعلاقته بقيادة عمر المختار ..وكان التحقيق تحت التنكيل
والترهيب وفي لحظة انفراج ربانية أبدى الحاكم الإيطالي بطبرق رغبته في أخذ ـ
رشوة ـ مبلغ خمسة الآف فرنك نقدية مقابل إيقاف اجراءات التحقيق وأعطى فرصة
زمنية قدرت بساعتين وأن يدبر المبلغ بأي شكل وفي حالة العجز فسوف يستمر
التحقيق وحكم الإعدام وارد .
ودائما على مجريات
التاريخ لا يخلو الوطن من الخيرين والوطنيين الشرفاء ، فقادت الشيخ كريم
راقي خطواته والحرس العسكري المسلح يرافقه إلى المناضل الخير المرحوم عوض
حمد الحصادي أحد تجار مدينة طبرق وعند عرض الأمر عليه تحركت الحمية الوطنية
فدبر المبلغ المطلوب وأقرضه للحاج كريم يسدده على المدى البعيد ، وقال
كلمته التي لا زالت تذكر :
المال الذي لا يفدي رأسك ياسيدي كريم مال حرام.
ومقابل ذلك فقد تم الإفراج عن المجاهد كريم ، وسدد المبلغ بعد فترة .
ورجوعا إلى الشهيد
سليمان سليمان بوسعيدة القطعاني فقد تم بناء روضة تضم رفاته على مشارف وادي
السهل ، ولا تخلو روضته من الزوار الذين يقرءون له الفاتحة ، وقد قال عنه
الشاعر الكبير المرحوم سالم البنكه الأبيات التالية التي نقشت على رخامة
مدخل روضته :
ليش ما يحطوك في العلو *** نين يلحظوك الحرابي
يافارسا تردع الميل *** مشهور يوم هد الطوابي
جوك السبايس مدابيل *** او يوم الكراهب مغابي
خليت خيلهم والبغاويل *** والعسكر محاديف قابي
اومنك يردوا مجافيل *** بمكوغط وراهم ينابي
عنا وطن مو ضرب تمهيل *** تحكيمك لهم عالركابي
رافع النظر بالتجاميل *** حطاط الحلق بالحسابي
راقد السهل في التماثيل *** بو زيد ولا اذيابي
الله يرحمه هيل مو كيل *** بوصيت كيف الصحابي
وبعد هذه النبذة
التاريخية عن الشهيد المجاهد هاشم سليمان الذي ارتبط تاريخه في حمل الرسالة
بالمجاهد كريم راقي نعود لسرد بعض الجوانب التاريخية عن موضوع هذه
المذكرات .
ـ فقد التحق كريم راقي
بالجهاد مع المناضل والعلامة السيد أحمد الشريف طوال الفترة الجهادية التي
قادها إلى أن رحل إلى الحجاز مارا بتركيا حيث وفاته بالمدينة المنورة ودفن
بالبقيع رحمه الله وجزاه خيرا عن الوطن والإسلام .
ـ متابعة المخبرين
والجواسيس استمرت تتابع تحركات المجاهد كريم راقي فاعتقل بحبس مرسى لك
الواقع شرق زاوية جنزور مقر مركز الشرطة الإيطالية عدد من مشايخ العشائر
بالمنطقة هو منهم ووضعوا هم وأسرهم تحت الحراسة المشددة كرهائن خوف أن
يقوموا بتوجيه رجال العشائر القادرين على الجهاد إلى مراكز المجاهدين .
ـ حضر معركة جعيده بضواحي طبرق .
ـ وكذلك حضر معركة
الناظورة الشهيرة عند مرتفعات مدينة طبرق الجنوبية ، وفي هذه المعركة تكبد
الإيطاليون عددا كبيرا من القتلى وقد استشهد فيها الشيخ المبري ياسين و عدد
من المجاهدين رحمهم الله .
ـ أعتقل وسجن بالسجن
المعروف باسم برج شويليك بضواحي بنغازي قرابة الثلاث سنوات ، وتذكر الرواية
أنه عندما أدخل السجن المذكور ومعه ابن عمه المجاهد حمزه أبوبكر بوسعيدة
كان بالسجن عدد كبير من المشايخ والأعيان منهم المجاهد علي حامد العبيدي
فلما وقع بصره عليهما مكبلين بالسلاسل نادى المجاهد ياسين المبري الذي كان
ضمن السجناء ايضا ، وقال له :
يأنسوك سيدي كريم وسيدي حمزه .
فرد ياسين : والله ما جاءونا إلا بالفرج وإننا مسرورين بقدومهم .
وتوالت الأيام بالشيخ
كريم راقي داخل المعتقل هو ورفاقه إلى أن تم أسر شيخ الشهداء ، وما جرى بعد
ذلك من تشكيل محكمة صورية بمدينة بنغازي مكان المكتبة الجامعية حاليا
والحكم بإعدام الشهيد عمر المختار ونفذ الحكم فيه كما هو معروف بمنطقة سلوق
.
اثناء ذلك كان عدد كبير من الأعيان ومشايخ القبائل قد أغلق عليهم باب المعتقل منهم :
الشيخ ارواق بو درمان
المنفي ، والشيخ عبد الجليل ، والشيخ كريم راقي ، والشيخ حسن المخمس ،
والشيخ أحمد حمد بوسيف ، والشيخ رجب بو حويش ، وعلمت السلطات الفاشيستية
الحاكمة بأن المعتقلين حزنوا ومنهم من بكى ومنهم من صدم تأثرا بإعدام شيخ
الجهاد عمر المختار فجندت جماعات متنكرة للتجسس وحصرت اسماء كل من حزن
وتأثر وأمرت بجلد عدد كبير منهم وبالحبس الإنفرادي وأول من جلد بالسياط
والجميع مكبلين بالسلاسل كان المجاهد ارواق بو درمان وهو من أقارب شيخ
الشهداء عمر المختار .
ـ اثناء الحرب
العالمية الثانية واشتداد أوجها بين دول التحالف والمحور ومن معهما نشطت
الإستخبارات الايطالية في متابعة بعض من لهم علاقة أو سبق اعتقالهم
بالمعتقلات الإيطالية وكان ضمن المتابعين من عيون الجواسيس والعملاء
المجاهدان الشيخ كريم راقي وياسين المبري فاضطرا للهجرة إلى مصر سنة 1940م
حفاظا على حياتهم ومكثا بها قرابة الثلاث سنوات وخلال تواجدهما هناك واصلا
عطاءهم الوطني حتى رجعا بعد أن وضعت الحرب أوزارها
وتكريما ووفاء من ثورة الفاتح من سبتمبر لكل من جاهد في سبيل الوطن فقد أطلق اسم المجاهد كريم راقي على مدرسة ثانوية بمحلة القعرة.
رحمه الله ورحم كل شهداء الوطن الذين بذلوا الروح من أجله .
عن صحيفة البطنان الصادرة في طبرق في عددها رقم 369 الصادر في 2009/12/21 م .
بقلم / سالم كريم
|
السيرة العطرة
للمرحوم / سالم إكريم راقى
من ناكري الذات
والباحثين عن سعادة الناس قبل اهتمامه بهمومه ومشاكله الشخصية وممن لا
ينشدون من الخلق جزاء ولا شكورا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، فجزاه الله
عنا كل خير هو وأمثاله من النبلاء الذين لم ينساقوا خلف المصالح الشخصية أو
أهواء الآخرين .
وهو علم من أعلام برقة كبير قبيلة القطعان الشيخ والمتحدث والبركة الحاج سالم كريم راقي هاشم بوسعيدة القطعاني
تاريخ ومكان الميلاد 1930م طبرق / ليبيا
بالرغم من الظروف
الصعبة التي عاشتها ليبيا ذلك الوقت من استعمار وانعدام خدمات وصعوبة
التعلم إلا أنه كافح حتى تحصل على المؤهل الدراسي الثانوي نظام قديم .
في محراب التعليم المقدس:
عمل بالتدريس مزاولا
لمهنة التعليم منذ عام 1949م بمدرسة كمبوت بضواحي مدينة طبرق شرقا ، ثم عين
مديرا لمدرسة كمبوت الابتدائية سنة 1953م ، ثم بمدينة درنه بمدرستي النصر
وعمر المختار.
انتقل بعدها وذلك سنة 1957 م للعمل الإعلامي والثقافي والصحفي ليكون أحد رموزه الرسمية والوطنية في ليبيا
فعين سنة 1961م أمينا
إداريا بالإذاعة الليبية ببنغازي التي يعتبر احد مؤسسيها ، ثم رقى إلى منصب
مراقب بمصلحة الإرشاد القومي والثقافة ببنغازي سنة 1963 م ، ليتم اختياره
عضوا بلجنة تزويد الإذاعة الليبية بالمقتنيات التاريخية من داخل ليبيا
وخارجها لحجرات البث المرئي سنة 1970م .
وفى 1970/9/10 م رقى رئيسا لمراقبة المراكز الثقافية القومية بالمحافظات الشرقية من ليبيا
مثل الجمهورية العربية
الليبية في الحلقة الدراسية حول الإحصائيات الثقافية والإعلام التي عقدت
بأديس أبابا بالحبشة في 4/ 1972م ، كما اختير رئيسا للوفد المشارك بمعرض
الكتاب بمدينة فرانكفورت بألمانيا في 10/1973م ، ليرقى عام 1974م إلى نائب
مدير عام الثقافة ووكيلا لوزارة الإعلام والثقافة ببنغازي وليكلف ايضا في
سنة 1975م بعضوية لجنة العمل التعبوي ، مثل وزارة الإعلام والثقافة الليبية
في معرض الكتاب الدولي بالقاهر لثلاث دورات متتالية 1974ـ 1975 ـ 1976 م .
كما اختير عضوا بلجنة
وزارة الإعلام في معرض المكتبات والوسائل السمعية البصرية باسطمبول بتركيا
سنة 1979م إضافة لعضوية لجنة دعم الإعلام الليبي بالتجهيزات الفنية من
ايطاليا وذلك سنة 1980م ، وفي نفس السنة 1980 م انتقل الى مدينة درنه ليكون
أمينا للإعلام بها
العطاء الوطني:
أسس الشيخ سالم كريم
صحبة بعض الأفاضل الأماجد أول جمعيه للكفيف ببنغازي سنة1961م واختير رئسا
لجمعيتها العمومية منذ تأسيسها ثم أصبح عضو شرف دائم بمجلس إدارتها ، وهو
ايضا عضو مؤسس للجنة منظمة التحرير الفلسطينية فتح سنة 1969م لدعم نضال
الشعب الفلسطيني بليبيا، ، ومؤسس لأول جمعية ببنغازي لتوفير الغذاء
للموظفين بسعر التكلفة .
وكاتب صحفي في العديد من المطبوعات والدوريات الليبية لمدة تزيد عن الستين عاما أذكر منها قديما :
مجلة الإذاعة الشهرية ـ
مجلة ليبيا الحديثة ـ جريدة برقة الجديدة ـ جريدة الرقيب يومية ـ جريدة
الحقيقة اليومية إلى سنة 1969 م ، ثم كتب في جل الصحف والمجلات الحديثة
التي عاصرها بعد ذلك .
صوفي من رجال الطريقة
العيساوية مهاب محترم مسموع الكلمة عاقل ناضج الرأي ، له حضور فاعل وبناء
في مجالس الصلح والتحكيم الشعبي وفض المنازعات بين أبناء المجتمع عامة
امتدادا لنهج أبيه وأخوته وأسلافه في هذا الشأن المبارك ، لا ترد له كلمة
ولا يخالف له رأي ولم يقتصر في ذلك على منطقه بعينها بل كل ليبيا بل
ويستدعى أحيانا لفض نزاعات قبائل وعائلات البدو في مصر ، وحظي بثقة كل أهله
واحترامهم فزكي من قبل كل بيوت وبطون قبيلة القطعان البالغ تعدادها نحو 25
ألف نسمة بكافة تركيباتها الاجتماعية ليختاروه مستشارا رسميا لكل القبيلة ،
وفى عام 1988م اختير رسميا لرئاسة لجان الصلح والتوفيق الشعبي المركزية
على مستوى كل ليبيا
بعض الأوسمة والشهادات
تحصل الشيخ سالم كريم على العديد من الأوسمة والشهادات التقديرية علمت منها:
1 / وسام من جمعية الكفيف الليبي بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها وذالك في عام 1971م
2/ شهادة تقديرية رفيعة المستوى مـن القوات المسلحة العربية الليبية .
3/ شهادة تقدير من
اللجنة الشعبية العامة للإعلام والثقافة والتعبئة الجماهيرية تقديرا لجهوده
في الحقل الإعلامي الثقافي وذلك في 10/ 11/ 1998م .
متعه الله بالصحة والعافية والسعادة وغفران الذنوب ومنّ علينا برضاه وصالح دعائه وأدامه خدمة لبلده وأهله
بقلم / زين العابدين أحمد
عضو رابطة غدق
تحرير.
حفيد المجاهد : محجوب جادالله محجوب محمد بن دابه .