الثلاثاء، 26 يوليو 2016

حلم الدكتور والباشمهندس!

حلم الدكتور والباشمهندس!

 Monday, 25 July 2016 

زمان.. كان الطالب الذي يدرس الطب يحلم بتحقيق «الخمسة عين» يعني خمسة أهداف عليه تحقيقها.. ولذلك كان يلتحق لدراسة الطب هي: عيادة. وعزبة. وعمارة. وعربية. وعروسة!! تري هل مازال هذا الحلم يداعب كل شاب يحلم بدراسة الطب.. أم تغيرت الأحلام بعد أن زاد عدد الأطباء.. وتكدسوا في المستشفيات الحكومية.. وأصبحت لافتاتهم تتلاصق مع بعضها خصوصاً في عمارات وسط البلد، أو أي شارع تنتشر فيه عيادات الأطباء.. أم انخفض هذا الحلم بعد أن احتكر كبار الأطباء.. أو أولادهم الذين توارثوا المهنة والعيادة.. وأيضا توارثوا الشهرة.. كل شيء.. وأصبح مريض الريف، أو الصعيد.. أو أي مدينة صغيرة يشد رحاله إلي الأطباء الكبار.. في القاهرة. أو الإسكندرية.. وان كان بعضهم يذهب- إن كان من أبناء الوجه البحري- إلي المنصورة حيث «قصر العيني التقليد لقصر العيني الأصلي علي نيل القاهرة.. أو إلي أسيوط.. عاصمة الصعيد..

<< علي أي حال مازال لقب الدكتور- والصحيح الطبيب بعد أن اختفي لقب الحكيم- له عشاقه.. وما أكثرهم. والدليل هو هذه البكائية التي سادت مصر كلها منذ أعلنت نتيجة الثانوية العامة.. وتكشفت الحقائق.. وهي أن من كان يحلم بلقب الدكتور قد أصيب بصدمة.. وان كان بعضهم مازال يحلم بالحصول علي اللقب.. إذا قبلته إحدي كليات الطب الخاصة ولكن بالفلوس، وبعضها بالدولار!!

ونفس البكائية امتدت إلي من يحلمون باللقب ولو كان صيدلانياً أو طبيباً للأسنان. أو بيطرياً.. أو حتي للعلاج الطبيعي.. أهو كله طبيب أو دكتور.. والسلام!!

<< وليس من يحلم بلقب دكتور هو من سيجلس علي الأطلال بعد أن ضاعت فرصته بسبب المجموع.. بل هناك حلم لقب باشمهندس وكأن الإنسان يقاس مقامه في المجتمع بهذين اللقبين: دكتور أو باشمهندس.. حتي ولو كان مهندساً للري، وبالمناسبة كان مهندس الري من الصفوة يتصدر المجالس، عندما كان مهندس الري يملك في يده حياة الفلاح.. وحياة الأرض. ربما لأن وزارة الري كانت توفر لمهندسيها سكناً مفتخراً داخل تفتيش الري.. وكان غالباً يقع علي شط النيل، ليكون قريبا من مقر عمله!! وكم شهدت مصر من مهندسين عظام عملوا- وبرعوا- خلال مسئوليتهم عن تفتيش الري في أي بقعة.. ومازلت أتذكر مقر تفتيش الري المصري علي تلك الربوة الشهيرة المطلة علي النيل الأبيض ومنها يتابع المهندس المصري- ورفاقه- منسوب مياه النهر عند خزان جبل الأولياء جنوب الخرطوم بحوالي 117 كيلو مترا.. وهو خزان أسهمت مصر في إنشائه.. وكذلك مقر مهندس الري المصري عند منطقة الروصيرص علي النيل الأزرق..

<< المهم أن أصحاب المجاميع حتي ولو كانت حول 90٪ لن يحصلوا علي لقب دكتور أو حتي باشمهندس.. لأن هذه المجاميع لن تتيح لهم دخول كليات الطب أو الهندسة.. وهذا يضيع فرصتهم في تحقيق «الخمسة عين» والعروسة الحلوة التي كانت «الخاطبة» تغريها بأنه دكتور قد الدنيا.

<< لقد تغيرت الدنيا.. وتغيرت المفاهيم. ولكن مازال البعض يحلم بلقب الدكتور.. أو المهندس.. ونسي هؤلاء أن البعض يطلق علي السمكري يا باشمهندس.. وعلي التمورجي.. يا دكتور..

يا الله.. والدنيا حظوظ وألقاب!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق