الجمعة، 22 يوليو 2016

المجاهد الشاعر الفضيل باشا المهشهش


المجاهد الشاعر الفضيل باشا المهشهش



سيرة حياته وجهاده


بقلم/ م .عبدالناصر عبدالرحيم المهشهش

توطئة:

هذه سيرة موجزة نحاول فيها استعراض حياة بطل من ابطال الجهاد الايطالى فى ليبيا, والذى ضحى بالغالى والرخيص فى سبيل وطنه, شارك فى  اغلب المعارك الشهيرة التى جرت فى المنطقة الشرقية, مما يقع  فى نطاق ادوار الجهاد التى انظم اليها, كان شجاعا  لايخاف الموت, وقد شهد له كبار المجاهدين بذلك, وقد حاباه الله بثروة طائلة  انفقها  كلها فى سبيل الله, يزود المجاهدين بما يحتاجون له, حكم عليه الطليان بالاعدام , ورصدوا الجوائز للقبض عليه ,

 اضافة الى كل ذلك, كان شاعرا كبيرا لم يتناول من ضروب الشعر, الا الوطنى, فلم  يتطرق الى اصنافه الاخرى, لمكانته الاجتماعية والدينية ,وقد صور فى شعره الويلات التى لاقاها شعبنا الليبى على يد الاستعمار الايطالى.

ونتيجة للتقصير الواضح الذى حدث فى دولة الاستقلال الاولى, فى تدوين  وكتابة الجهاد الليبى, وهم كانوا قريبى العهد من تلك الفترة, وكان اغلب قادة هذا الجهاد احياء, لكن لم يلتفت احد الى ذلك, لاسباب كثيرة وهذا ليس مكان تناولها,  فقوبل عمل هؤلاء الابطال المخلصين بالطمس التام, وتغييب حقيقة جهادهم ودورهم الوطنى للاجيال اللاحقة, وهذا ماجعل الباب مفتوحا والفرصة   سانحة لمزورى التاريخ  من امثال المقبور القذافى, ولكن هيهات ان يستوى المجاهد الصادق الذى بذل الغالى والنفيس, والذى لم يركن لظالم ولم تغريه اموال المستعمر واغراءاته الكثيرة, وهاجر فى سبيل الله ومات على ذلك, وبين الذين ركنوا للمستعمر, بل عملوا الى جانبه, مبررين عملهم بالذرائع المختلفة, وكذلك مهما حاول الغير تبرير ذلك, وايجاد الذرائع له, لمحو هذا السقوط المدوى فى كنف المستعمرين.

وماامتناع اسرة المجاهد الفضيل باشا المهشهش  طيلة 42 عاما الماضية من حكم الديكتاتورية , عن  نشر هذه الحقائق التاريخية و ابراز هذه الوثائق, الا لإن اغلب هذه الوثائق له علاقة بالاسرة السنوسية الكريمة, فقد كانت القيادة السياسية والعسكرية فى المرحلة الاولى فى يد السيد المجاهد الكبير احمد الشريف السنوسى وفى المرحلة الثانية استلم القيادة السيد الامير ادريس  المهدى السنوسى( ملك ليبيا فيما بعد), وكانت جميع الادوار الجهادية تحت قيادتهم سواء العسكرية او المعنوية, وكان معلوما للجميع, ان النظام السابق لايقبل نشر شى يذكر الاسرة السنوسية او قادتها بخير, او نشر اى وثيقة فيها اسم احد من قادتها, لهذا كان قرارا حازما من ابناء المجاهد الفضيل باشا المهشهش عدم نشر اى شىى,, فلقد كان ممكنا نشر الاشياء التاريخية مجزئة, وممالئة للنظام السابق بها, كما فعل الكثيرين من الذين سمح لهم بالنشر اثناء حكم الطاغية ولكنهم رفضوا ذلك حتى تقدم الحقائق كاملة.

والان وبعد انبلاج هذه الثورة المباركة, ثورة 17 فبراير المجيدة, والبدء فى بناء صروح دولة الاستقلال الثانية, ندعو  من جديد الى كتابة تاريخ ليبيا الجهادى من جديد على اسس بعيدة عن الاغراض الشخصية والتعصب القبلى والجهوى وان تستخدم فى كتابته الاساليب العلمية لكتابة التاريخ , فالاعتماد على الوثائق والشهادات الحقيقية,والتى تذكر فيه الحقيقة المجردة وان بدت على البعض صعبة واليمة وان يعطى كل ذى حق حقه,  حتى نتركه ارثا صحيحا طيبا لاجيالنا الناشئة والقادمة . ومما عرضناه من وثائق هنا هو قليل من كثير مما امتلكه هذا المجاهد الكبير والتى تؤرخ لحقبة من تاريخ ليبيا الجهادى وكذلك التحضير لإستقلالها الاول فى دار الهجرة وهى وثائق لم يكشف النقاب عنها من قبل وعددها مالايقل عن 90 وثيقة تاريخية, انشاءالله تعالى سوف تصدرفى كتاب سيحوى بين دفتيه,  مناقب هذا المجاهد الكبير, وجهاده وخدماته لوطنه فى السراء والضراء, وهو سيكون اضافة حقيقية, لمن يريد معرفة تاريخ هذه البلاد الحقيقى والصحيح, فى حقبة  الاستعمار الايطالى وخلال التحضير لإستقلال ليبيا.

مولده ونشأته

هو الشيخ الفضيل موسى المبروك محمد عمر جبريل سعيد موسى المهشهش, من بيت محمد  من قبيلة المهشهش.  ولد هذا المجاهد فى مدينة اجدابيا حوالى ســـنة 1870م.  وقد شب الشيخ الفضيل باشا المهشهش, وترعرع فى بيت عز وكرم وفروسية, حفظ كتاب الله عن ظهر قلب, فنشأ فى هذه البيئة الطيبة, فنهل منها الفضائل والمكارم, , وكان الفضيل باشا المهشهش من اثرياء برقة المعروفين, وكان شجاعا وكريما, كان بيته  دائما مقصدا لكل طالب حاجة, وكان ذو حكمة وعقل راجح, لاتهزه النوازل والنوائب حتى لقب بعقل برقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق