الاثنين، 25 يوليو 2016

رياح حرب بين أوروبا والإسلام

رياح حرب بين أوروبا والإسلام

صحف عبرية

 
Jul 25, 2016

 

ليس أقل من 1256 كاميرة حراسة توجد في نقاط مختلفة في مدينة نيس في الريفييرا الفرنسية تجعل المدينة الأكثر تصويرا في فرنسا وربما في أوروبا كلها. ولكن هذه الشبكة لم تكن تكفي لمنع مذبحة فظيعة في المتنزه في منتهى العيد الوطني في نهاية الأسبوع الماضي. كاميرات مشابهة كانت أيضا في المركز التجاري في ميونخ حين قام منفذ منفرد، ألماني إيراني ابن 18 بارتكاب مذبحته هناك، والذي بزعم قادة الشرطة «لم يكن مرتبطا بالإرهاب الإسلامي» (خلافا لمنفذ عملية الطعن قبل بضعة أيام من ذلك في قطار في المنطقة).
في نهاية الاسبوع الماضي، بعد أن نشرت في وسائل الإعلام الفرنسية ولا سيما في صحيفة «ليبراسيون» صور تبين بان سيارة شرطة واحدة فقط توجد في النقطة التي اقتحمت فيها بسهولة شاحنة الموت لمحمد الحويج بوهلال حاجز الحراسة البلاستيكي، توجهت سلطات الامن الفرنسية بطلب غير عادي لبلدية نيس: لعرض 30 الف ساعة تسجيل لديها منذ بداية العمل في يوم الجمعة مساء وحتى منتهى السبت.
وسارع رئيس المجلس الإقليمي كريستيان استروزي إلى اتهام الدولة بمحاولة «شطب الآثار». ورفضت البلدية الطلب وتستعد لاستخدام الأشرطة في استيضاح الدعاوى القانونية التوقعة من عائلات الضحايا والمصابين.
وأمر وزير الداخلية برنار كزمب بالتحقيق داخل الشرطة بعد نشر الصور، وان كان يواصل الادعاء بان الحراسة عملت كما كان مخططا.
خلافا لصورة الوقفة المتماسكة في مواجهة تهديدات الإرهاب من جانب فرنسا بعد العمليات الإرهابية في كانون الثاني 2015، وبقدر اكبر في حملة الإرهاب في تشرين الثاني من العام الماضي، هذه المرة سقطت الاقنعة وتفعل الانتخابات المقتربة للرئاسة فعلها. فزعماء في اليمين ايضا ممن مجدوا دوما الوحدة الوطنية، سمحوا لأنفسهم بانتقاد قصور الحكم الاشتراكي، بينما على بؤرة الاستهداف الرئيس اولاند ورئيس الوزراء فالس. وفي الحكم نفسه يزداد الحرج. فباستثناء تمديد حالة الطوارىء تطرح مرة اخرى اقتراحات، رمزية في أساسها، لحظر اظهار «العلائم الخارجية» الإسلامية وغيرها في الاماكن العامة. وذلك بعد ان حظر الحجاب في المدارس الرسمية وحظر البرقع، ينطبق رسميا في الأماكن العامة.
في ألمانيا، التي تواصل تبني سياسة استيعاب اللاجئين المسلمين، كانت ردود الفعل على عمليات هذا الاسبوع منضبطة جدا وقيدت وسائل الإعلام الانشغال بها. ورغم الاعلانات عن تشديد القتال ضد الإسلام المتطرف، فان «الخوف من الإسلام» تواصل كونها عبارة مرفوضة في فرنسا، في ألمانيا، في بلجيكا وفي أوروبا كلها. ولكن الجمهور الذي بات يخاف أكثر فأكثر من المسلمين، يطالب بمتابعتهم ويرفض، حسب الاستطلاعات المختلفة، السكن بجوارهم.
وحسب الأصوات التي انطلقت ليس فقط من اليمين المتطرف، في العديد من الدول في القارة، يثور فجأة الاحساس بالعودة إلى التاريخ القديم، إلى الحرب بين المسيحية والإسلام، بين أوروبا والغزو الإسلامي الذي يهدد من الجنوب ومن الشرق.
والتمييز بين السُنة والشيعة، المؤيدين والمعارضين للغرب، داعش وغير داعش، يتبدد امام عين الكاميرات. فلا يوجد مسلمون أخيار واشرار. خذوا مثلا تركيا، موردة المهاجرين رقم واحد إلى ألمانيا ـ محاولة الانقلاب الفاشلة والخطوات التي جاءت في اعقابها وضعتها، مثلما كان ذات مرة، في مركز صورة التهديد الإسلامي على أوروبا. والان يبدو انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي، رغم اتفاقات اللاجئين، أبعد من أي وقت مضى. فرنسا، مثل أوروبا، حذرت أردوغان من آثار حالة الطوارئ لديه (رغم تمديد حالة الطوارىء في فرنسا نفسها) ونالت منه ملاحظة مهينة حول التدخل في شؤونها الداخلية. وهكذا، على طول وعرض أوروبا تتعاظم التصريحات عن الاختلاف بين قيم الإسلام وقيم الديمقراطية والغرب.

جدعون كوتس
معاريف 24/7/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق