رحلة سيوه خلال شهر نوفمبر 2010م
الأستاذ الفاضل / أحمد مفتاح الغزوانى
المهندس / فتح الله مفتاح سرقيوه
الأستاذ المحترم / فرج بوشناق الجازوى
بقلم / فتح الله سرقيوه
الجغبوب / سيوّه
والتكامل الإجتماعى والتاريخى
(الليبى / المصرى)
المهندس / فتح الله سرقيوه

درنه وموروثها الحضارى
(كانت العين مزار … فى زمان عدا يا
علم)
عندما يتحدث أهلنا فى درنه عن تاريخ مدينتهم يتذكرون عشرات الآلاف من النخيل المثمرة بجميع أنواع البلح والرطب حيث كانت درنه قبل خمسة عقود من الزمن تشتهر بزراعة النخيل والموز وهى الزراعة المتميزة التى جاء بها البعض من سكانها من الجنوب الليبى ومن حضارة أهل الأندلس أصحاب العلم والمعرفة فى شتى المجالات ، فعندما يشتد الحوار والنقاش والدردشة يتحسّر أولئك الكبار من أهل هذه المدينة على نخيل درنه الذى جرفته آلات ما يسمى بالحضارة الجديدة وبناء المدن ويزيدهم ذلك تحسراً عندما يجدون أسعار الرطب والبلح وهى تتعدى الخيال وهنا يردد البعض (آه يا سيوه يا ما فيك من تمر واجد) هذه كناية عن ضخامة وكثافة النخيل المتواجد فى قرية سيوه الصحراوية وتحسراً كذلك على مدينتهم التى كانت مُصدرة لإنتاج النخيل والموز والرمان والأعناب والتين ، فدرنه إنتهت وتحولت إلى مدينة جرداء من النخيل بعدما كان يقدر عدد أشجار النخيل فيها بــ (50 ألف نخله) فى سنة 1965م واليوم نشاهد آلات فتح المسارات الجائرة تُجرّف ما تبقى من تلك الثرورة فلم يبقى سوى بضع نخيلات علّها تذكرّها بالماضى الزاهر لمدينة عاشت حضارة إجتماعية وإقتصادية وزراعية حضارة سادت ثم بادت بفضل أؤلئك البسطاء من المسؤولين السذج الذين لا يدركون قيمة هذا الموروث الحضارى فأفسدوا فيها فحق عليها القول فدمّروها تدميرا بفضل جهلهم وعدم درايتهم بالتاريخ ، حتى أصبحت شبه قرية جرداء وكأن جيوشاً غازية دخلتها وزادتها دماراً وخراباً بحوافر الخيل ، جيوشاً من المسؤولين الذين لم يكن همهم سوى الكسب الحرام أؤلئك الذين خرجوا من رحم مرابيع الفساد المظلمة ، فلم يعد هناك أمل فى إصلاح ما أفسدته تلك المرابيع ولا فى من يحركها ويصرف عليها من المتنفذين الكبار الذين وقفوا ضد التيار الإصلاحى الذى أضاء نوراً فى آخر نفق الفساد المظلم سوى ماتغنّى به الشاعر الشعبى عندما فقد الأمل فى رجوع محبوبته التى هجرته فطال إنتظاره كما ننتظر نحن من آمنّا بالإصلاح حيث يقول متحسراً كما نتحسر نحن على الإصلاح فيقول … (رجيتك وطال رجاى …. إنسيتك ألله غالب على ).















ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق