الخميس، 29 أكتوبر 2015

الأصل في حادثة تحطم الطائرة المروحية غرب ليبيا



الأصل في حادثة
 تحطم الطائرة المروحية غرب ليبيا 

 
بقلم / محمد علي المبروك

حادثة مروعة هى حادثة الطائرة المروحية في الساحل الغربي من ليبيا ،  طائرة تحلق، مراوحها تدور فتحرك الهواء من أعلاها فتخف كثافته فترتفع محلقة ومحركها الدافع يدفعها للتحليق اماما بما ادار  قائدها المقود  باتجاه الشرق الليبي نحو طرابلس ، تُحلق على الساحل و تسترخي من أسفلها على طبقات الهواء الكثيفة وكأنها تسير عليه كما يسير السحاب على طبقات الهواء ، من تحتها البحر ممتد معتد ، تعرج الامواج صفحته ، امواج يدفعها الريح أفواج ، على صفحته التى تبرق بأضواء مضطربة عكستها الشمس على سطحه المضطرب أمواجا   ، في داخل الطائرة *تجلس جماعة من ابناء الشعب الليبي منهم من يصوب بصره عبر النافذة بعيدا متأملا الأفق الأقصى للبحر  ومنهم من مستغرق في تفكيره ومنهم من  يتحدث في أمور البلاد ومنهم من يأخذه المزاح في ألفة انسانية عابرة للأجواء . 
معلقة في السماء .  ولان الموت قد لا يأتي على مهل وقد لا يأتي رويدا بل يأتي بصورة خاطفة فيفصل الموجود عن وجوده ويقطع فجأة اللحظات والموجودات والجلسات والوقفات وينقل كل شيء الى مايشبه الفراغ وهو عالم الغيب  فتختفي الطائرة فجأة بركابها، اختفاء آثم  لتظهر حطاما مفكك طفا وغرق في البحر بالأبرياء من ركابها على سواحل المنطقة الغربية ،من بعد حادثة اختفاء الطائرة المروحية يندفع المؤتمر الوطني وحكومته والجيش الافتراضي التابع لهما في غرب ليبيا الى اتهام منطقة ورشفانة اتهاما ظنيا دون بينة او تحقيق في حادثة تحطم الطائرة واي اتهام دون بينة ودون إثبات ودون تحقيق هو اتهام لايصدر الا من  الجهلة وهو اتهام خارج عن تعاليم ديننا الاسلامي والذي من تعاليمه السمحاء (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ))* وهو خارج عن الأخلاق الانسانية والعقول السوية وهو اتهام قد يحمي المجرم الحقيقي الذي أدى الى كارثة الطائرة المروحية ولم يتوقف الامر على الاتهام الظني لتندفع العصابات المسلحة نحو حدود منطقة ورشفانة ويجهز الجيش الافتراضي في غرب ليبيا التابع للمؤتمر الوطني حربه على منطقة ورشفانة التي يقطن فيها اطفال ونساء وشيوخ وابرياء والمجرم الحقيقي من بعيد يضحك عليهم وقد حقق غرضه وهو الحرب بين الاخوة.
 ولاشك ان الأرواح البريئة لضحايا الطائرة تطوف عليهم بهيئة من نور تتألم بحسرة وتريد ان تخبر المندفعين للحرب التى ستجر معها فظائع حاضرة ولاحقة قد تطال اجيالا من الطرفين  ، ان المجرم الحقيقي في مأمن وان الحرب مع المجرم بذاته وليس بين منطقة ومنطقة وأهل وأهل ولكن لاتستطيع  إيصال رسالتها لانها معزولة في عالم الروح ونحن في عالم المادة والارواح من انفصالها عن عالم المادة تعلم مالم يعلم في عالم المادة.
ايها المندفعون للحروب وللثأر والانتقام لتعلموا أنكم تعذبون ارواح ضحاياكم بأي انتقام بأي ثأر بأ ي حرب فلاتعذبوهم بل أكرموهم براحة البال والسكينة بالإصلاح وعقاب المجرم الحقيقي بذاته وليس عقاب منطقة كاملة او طائفة كاملة والى اهل الضحايا ، اسأل الله ان يرحم ويغفر موتاكم الذين هم موتانا، فعليكم بالتريث حتى التبين في حادثة الطائرة بالتحقيق وجمع الأدلة فهذه الحادثة اظنها ارتكبت من مجرمين اخرين واستغلت للايقاع بين أهل الزاوية وأهل ورشفانة ولكن من هو المجرم الحقيقي في حادثة تحطم الطائرة ؟ 
ايها الليبيون انتم لستم وحدكم على الارض الليبية فهناك أعداء كثر بينكم لا يهنأون الا اذا قاتلتم بعضكم بعضا فهناك كتائب تنظيم الدولة غير الاسلامية وهناك عملاء لدول اجنبية مجندين لبث الكوارث بينكم وهناك كتائب مسلحة تتبع دول خارجية وأفرادها ليبيين وهناك اجانب يخترقون يوميا اجواء وبحر ليبيا وهناك مالايحصى من الأعداء المتربصين بكم ، والغالب في ظني ان الدليل القاطع الذي يوجه الاتهام في حادثة الطائرة  لجهة معينة هو موجود في الاتحاد الأوربي وفي الولايات المتحدة الامريكية فالسواحل الليبية جميعها مرصودة بطائرات استطلاع أوروبية ومرصودة بالاقمار الصناعية بسبب اوضاع الهجرة والأوضاع الامنية الاخرى .
ولا اعتقد ان حادثة الطائرة كانت خارج الرصد الكثيف لسواحل ليبيا ، الامر يحتاج الى حكام اقوياء تطالب الدول الأوربية والولايات المتحدة الامريكية بكشف الحادثة ولكن للاسف لايوجد في ليبيا حكام اقوياء فلا تجدون الا الجبناء والضعفاء .
 خالص العزاء لكم وهو عزاء لنا جميعا في كل ليبي داهمه الاشرار برصاصة او قذيفة اوعبوة ناسفة ، اسال الله ان يعوضهم عنا بالجنة . 
_________________________________________________________________________
*جلوس الضحايا وحالاتهم هى محاكاة افتراضية خيالية تحاكي اي جلسة معروفة في المجتمع الليبي .     
* سورة الحجرات الآية (6).
محمد علي المبروك خلف الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق