السبت، 31 أكتوبر 2015

هل ينجح كوبلر فيما فشل فيه ليون؟


هل ينجح كوبلر
فيما فشل فيه ليون؟


فرج قرمان

  د. فرج قرمان

31/10/2015 

من الواضح، أن المُجتمع الدولي مُتمثلا في الأمم المتحدة، ليس له رؤية واضحة لكيفية حل الأزمة الليبية.  فإرسال مبعوثيه الأمميين إلى ليبيا وتركهم على غير هُدى، يجعل الواحد منهم محاصراً في متاهة لا يخرج منها إلا ساعة استبداله بمبعوث آخر. تاه طارق متري واستُبدل ببرناردينو ليون، وتاه ليون وها هو يُستبدل بالدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر، ويستمر استبدال المبعوثين وتستمر معه معاناة الشعب الليبي.
أعتقد أن أهم أسباب فشل ليون هي أنه:
1- لم يستطيع أو لم يُفضّل جمع الفرقاء الليبيين على طاولة واحدة.
2- كان طوال الوقت مُتردداً ولم يكن حازماً. 
3- كان مُخْلفاً لوعوده ووعيده.
4- كان مُخطئاً في اختيار أفراد أطراف الحوار من اليوم الأول.
5- لم يتحصل على الدعم والمُساندة اللازمة من المجتمع الدولي أو على الأقل  من أحد الدول العظمى.
6- لم يتواصل مع الفاعلين الحقيقيين على الساحة الليبية ويدعوهم للحوار أو انه فضّل دعوة الحمائم من الطرفين بدل دعوة الصقور منهم.
ولكن قد ينجح مارتن كوبلر في مهمته إذا ما:
1- استدعى الأطراف الفاعلة فقط للحوار واستبعد المستقلين والأحزاب  وكلاً من ليس له تأثيراً على الأرض، بل خصّ بالدعوة الصُقور من الجانبين.
2- بدأ بالمسار الأمنى أولاً،  فيستدعي حفتر وصلاح بادي و وسام بن حميد ورئيس مجلس شورى مجاهدي درنة وإبراهيم الجضران ورئيس المجلس العسكري في كل من الزنتان ومصراتة والزاوية وصبراتة وعمر تنتوش وعبد الحكيم بالحاج… الخ واستعمل معهم كل ما يملك من خبرة (في أسلوب العصا والجزرة) بهدف الوقف الفوري لإطلاق النار في جميع الجبهات وهدد بفرض العقوبات الدولية الرادعة على كل من لا يأتي للحوار منهم أو يعارض وقف اطلاق النار أو يعارض الحوار من أصله.
3- فرض في اليوم الأول للحوار، على جميع المتحاورين الجلوس على طاولة واحدة.
4- كان حازماً وليس متردداً ولا يُخلف وعداً أو وعيداً.
اعتقد أن فُرص نجاح كوبلر ستكون أكثر من فُرص سلفه  ليون، فالرجل وراءه دولة عظمى وعُرف عنه الحزم. يبقى عليه أن يفرض على أطراف الحوار، أن يكون المتحاورون مخوّلين بالتوقيع دون الرجوع إلى مقارهم (هذا يتطلب وجود الصقور لا الحمائم)، وأن يتم جلوسهم على نفس الطاولة وأن لا تتم مغادرة  مقر الحوار إلا بعد التوقيع على اتفاق. هذا بالضبط هو التكتيك الذي استخدمه الرئيس الأمريكي الأسبق جمي كاتر مع كل من الرئيس المصري أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل  مناحم بيغن حين استدعاهما إلى منتجع كامب ديفد  في 17 سبتمبر 1978، لإيجاد حل للصراع المصري الإسرائيلي في ذلك الوقت، ونجح هذا التكتيك في وصول المتحاوران بعد 12 يوما من الحوار المتواصل، إلى اتفاق رغم، معارضة معظم المصريين والفلسطينيين ومعظم الدول العربية لهذا الاتفاق بعد ما تم إعلان التوقيع عليه.
حفظ الله ليبيا
د. فرج احمد قرمان
Fargarmn@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق