مصر تعامل
ليبيا بالمثل رغم زيارة
زيدان
2/2/2014
عمالة مصرية في مطار بنغازي
الجزيرة نت - خالد المهير - بنغازي:
على
وقع زيارة رئيس الوزراء الليبي علي زيدان للعاصمة المصرية القاهرة أمس
السبت بدأت مصر بمنع المسافرين الليبيين من دخول أراضيها عبر منفذ السلوم
الحدودي، واشتراط دخولهم من خلال المنافذ الجوية.
وكانت ليبيا قد اتخذت مثل هذا القرار قبل عشرة أيام، الأمر الذي جعل مراقبين يعتبرون ما أقدمت عليه مصر من باب "المعاملة بالمثل".
وللوقوف على تداعيات القرار المصري، اتصلت الجزيرة نت بالصحفي الليبي عادل
الزاعم المقيم في منطقة أمساعد على الحدود مع مصر، حيث قال إنه شاهد
تأثيرا كبيرا للقرار على المرضى الليبيين، خاصة المقيمين في شرق ليبيا.
وأكد
الزاعم أن تداعيات القرار لن يشعر بها سكان غرب وجنوب البلاد الذين دأبوا
على السفر إلى مصر جوا. ورجح أن مصر تود ضبط الأمن "لأنهم يعرفون أن مصادر
مشاكلهم الأمنية من ليبيا"، وأن غياب مظاهر الدولة في الجانب الليبي أربك
السلطات المصرية، مشيرا إلى اختفاء من سماهم "بلطجية الحدود" منذ إغلاق
الحدود البرية أمام المسافرين العاديين.
ووصف
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنغازي صالح السنوسي القرار المصري بأنه
في مصلحة ليبيا، وأن طرابلس لن تحتج عليه، مشيرا إلى أن الخطوة ربما جاءت
بعد تنسيق مسبق بين الجانبين.
التأشيرات المزورة.
صهد: ضبط التأشيرات المزورة
على الحدود البرية غير ممكن
بدوره،
يقدر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المؤتمر الوطني العام إبراهيم صهد حرص
مصر على أمنها، مؤكدا أن للقرار تأثيرات مستقبلية كبيرة على حركة المسافرين
الليبيين للعلاج والسياحة، لكنه يرفض بشدة القول إنه تنسيق بين الجانبين.
ويرى أن بلاده اتخذت مثل هذا القرار في السابق حفاظا على أمنها، متوقعا
أنها ضرب من سياسة "المعاملة بالمثل". ويقول صهد إن مصر ترى أن الانفلات
الأمني بليبيا يستدعي ضبط دخول الليبيين إليها عبر الحدود البرية.
ويضيف أن الحل يكمن في توفير الإمكانيات لضبط حركة المسافرين على الحدود
المشتركة، لكنه يؤكد أن الأطراف الليبية والمصرية لا تملك القدرات الحديثة
لمتابعة المطلوبين.
ويضرب
صهد مثالا على ذلك بالتأشيرات "المزورة" التي تدخل بها العمالة المصرية.
ويقول إن ضبطها في الحدود البرية أمر غير ممكن، عكس المطارات التي تضبط
فيها بسهولة، مضيفا أن على الطرفين الوصول إلى حلول أخرى بدلا من إغلاق
الحدود في وجه المسافرين.
وسألت الجزيرة نت صهد إن كانت ليبيا ستقدم على خطوة طرد العمالة المصرية
البالغ عددها مليوني عامل، فقال إن سياسة ليبيا الجديدة لا ترغب في تكرار
سياسات الحكم السابق باستخدام ورقة العمالة مع أول أزمة سياسية مع مصر،
وقال إنه لا ينبغي التفكير في هذا الأمر.
لكن صهد يقول إنه من الأهمية بمكان ضبط العمالة المصرية وغير المصرية حتى لا تصبح مصدر قلق لليبيا.
تحت الطاولة.
الأمين
العام لحزب التضامن أشرف الشح توقع إقدام القاهرة على هذه الخطوة بعد قرار
المنطقة العسكرية بطبرق المجاورة لمصر منع المصريين من دخول ليبيا من دون
التشاور مع الحكومة المركزية في العاصمة طرابلس.
الشح
قال إن المنطقة العسكرية بطبرق اتخذت القرار بدافع وطني بسبب غياب ضباط
الجوازات في منفذ أمساعد والفوضى والتهريب، واصفا القرار المصري بأنه رد
فعل طبيعي على الإجراء الليبي.
ويؤكد الشح في تصريح للجزيرة نت أن الشواهد على الأرض لا تشير إلى أي
تنسيق أمني ليبي-مصري في هذا القرار، مؤكدا أن مصر لم تجد أي خيار سوى
إغلاق منفذها. وبشأن توقعاته لردة فعل حكومة زيدان، قال الشح إنها لن ترد،
وإن زيارة رئيس الوزراء الليبي أمس للقاهرة كانت لتلطيف الأجواء معها بعد
اختطاف الدبلوماسيين المصريين الأسبوع الماضي في طرابلس وربما لعقد تحالفات
تحت الطاولة، على حد تعبيره.
ويدور في محيط هذا الرأي رئيس حزب الوسط الليبي عبدالحميد النعمي الذي لا
يتوقع أي رد فعل رسمي من الجانب الليبي أو تصعيد ضد مصر، والذي أكد أن مصر
تعلم علم اليقين قدرة الحكومة الليبية المحدودة على المناورة السياسية.
وأضاف أن ليبيا ليست لديها القدرة على الدخول في صراع مع دولة جارة وكبيرة مثل مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق