الجمعة، 21 فبراير 2014

إثر دعوات لكبح الخطاب المتطرف

إثر دعوات

لكبح الخطاب المتطرف

تونس تحاول

استعادة السيطرة على مساجد

تديرها تيارات مصنّفة 'ارهابية'


February 20, 2014


20z496[1]
تونس- ‘القدس العربي

من حسن سلمان:


يثير الخطاب المتطرف لبعض رجال الدين جدلا كبيرا في تونس، في ظل تزايد العمليات الإرهابية ضد قوات الأمن والجيش وغياب الرقابة على بعض المساجد.

وكان وزير الشؤون الدينية منير التليلي دعا الأربعاء إلى اتخاذ إجراءات رادعة تجاه المخالفين بخصوص ظاهرة السيطرة على بعض المساجد.

وأكد خلال اجتماعه بعدد من رجال الدين ونقابات الشؤون الدينية امس على ضرورة التشاور حول آليات استرجاع المساجد الخارجة عن سيطرة الوزارة و’ضمان خطب خالية من اي توظيف حزبي وتوظيف الجهود لمقاومة التيار المتطرف وانقاذ البلاد من الارهاب ونشر قيم الاسلام السمحة’، وفق ما نقلته عنه بعض وسائل الإعلام المحلية.

وتأتي تصريحات التليلي بعد ساعات من صدور حكم قضائي بسجن امام جامع ‘سيدي علي بن صالح’ في ولاية الكاف (شمال غرب) لمدة اربعة اشهر بتهمة التحريض على العنف في احدى خطب الجمعة.

وقبل أيام، أكد المسؤول في وزارة الشؤون الدينية عبدالستار برد لصحيفة ‘الشروق’ المحلية وجود خمسة جوامع كبرى في ولاية أريانة (شمال) خارج سيطرة الوزارة، مشيرا إلى أنها ‘تخضع لسيطرة تيار سلفي متشدد مصنّف كتنظيم إرهابي منذ نهاية شهر آب/أغسطس الماضي’.

وكانت قوات الأمن التونسية نجحت في شباط/فبراير الحالي بقتل القيادي بتنظيم أنصار الشريعة المحظور كمال القضقاضي واعتقال زميله حمد المالكي الملقب بـ’الصومالي’ المتهمين بالمشاركة في اغتيال القياديين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي خلال عمليتين أمنيتين في منطقتي روّاد وبرج الوزير التابعتين لولاية أريانة.

ودفع الحادث أنصار الشريعة للقيام بهجوم انتقامي ضد دورية لقوات الأمن في ولاية جندوبة (شمال شرق) مما تسبب بمقتل ثلاثة عناصر أمن ومواطن موجود في المنطقة وجرح أحد الضباط.

ودعت نقابة الصحافيين التونسيين الى عدم فسح المجال لكل خطاب يبرر الارهاب أو يدافع عن الارهابيين، داعية الإعلاميين إلى ‘مواصلة دورهم في كشف خطر الارهاب والارهابيين وأنصارهم ومموليهم وفضح مشاريعهم الظلامية الاستعمارية’.

وقالت النقابة في بيان لها ردا على فوضى التعاطي الاعلامي مع اعتداء جندوبة ‘لا حياد مع الارهاب والارهابيين، فالصحافي غير محايد في الذود عن الوطن ضد الارهاب وهو جزء لا يتجزأ من حركة المجتمع المقاومة للترهيب والرعب والقتل’.

ويتزامن موقف النقابة مع انتقادات يواجهها رئيس حزب التحالف الوطني للسلم والنماء إسكندر الرقيق بسبب ربطه بين مقتل عناصر الأمن في جندوبة والبحث عن الآثار.

وكان الرقيق كتب في صفحته على موقع فيسبوك غداة وقوع الهجوم الإرهابي في جندوية ‘ارحموا عقولنا ما الذي جعل أمنيين يتوجهون إلى بلاريجيا (المنطقة التي وقع فيها الهجوم) وهي مكان أثري به الكثير من الكنوز وفي الساعة الواحد صباحا؟’.

ورأى البعض في موقف الرقيق إساءة لقوات الأمن عبر اتهامها المبطن بالتورط في التنقيب عن الآثار والكنوز المدفونة في المنطقة، حيث اتهمته الباحثة سلوى الشرفي في برنامج تلفزيون بـ’تمجيد الارهاب’.

يذكر أن رجل الدين المتشدد أثار جدلا كبيرا مؤخرا بعد نعته زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن بـ’البطل’ واعتباره كمال القضقاضي ‘شهيدا’ وليس إرهابيا، وهو ما دعا البعض لاتهامة بـ’بعث رسائل مشفرة لتنفيذ عملية جندوبة تحت إشراف تنظيم القاعدة’.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق