الخميس، 31 ديسمبر 2015

ما هي الطاقة... وكيف نستغلها؟

 ما هي الطاقة... وكيف نستغلها؟



  مفتاح الأربش

31/12/2015
 

الطاقة هو الوصف العلمي للحرارة او النار. كل ما نراه من لهب وانوار في الليل مصدره الشمس وكذلك الحرارة التي بأجسادنا. الاضواء بالمباني والشوارع، والكهرباء عموما، هي طاقة ضوئية شمسية عتيقة خزنت منذ زمن بعيد بالمواد العضوية التي دفنت في باطن الارض وتحولت إلى وقود احفوري مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري.

كل النباتات، التي هي مصدر عيش الاحياء الاخرى، تستعمل ضوء الشمس في بناء خلاياها ويساهم في نموها. تخزن الخلايا الضوء بداخلها عبر عملية التمثيل الضوئي. وحيث ان النباتات تتغذى على الكربون الذي تستخلصه من غاز ثاني اكسيد الكربون العالق بالجو وتكون منه اجسادها، تتحول هذه الاجساد الكربونية إلى مخازن للطاقة او حاويات للنار. عندما نشعل الحطب وفي وجود الاكسجين يتأكسد الكربون ويتحول مرة اخرى إلى ثاني اكسيد كربون وتتحرر الطاقة الضوئية الشمسية المخزنة بالحطب لتصبح نارا وكذلك الحال مع النفط والغاز والفحم الحجري.

اما في حالة الطاقة الكهربية يتم توليد الكهرباء من الام الاصلية وهي الوقود الحامل بالطاقة الضوئية الشمسية التي لُقِّحَت بها منذ عصور. ولهذا، اي نور او حرارة موجودة على وجه الارض مصدرها الاصلي الشمس. وكذلك هي مصدر الحرارة بالحمم البركانية الكامنة بباطن الارض الذي لازال منصهرا رغم انفصال الارض عن الشمس قبل 4560  مليون سنة.

تحديد مصدر الطاقة هذا يهدينا بان نكثف جهودنا لنجعل من الشمس الساطعة المصدر الوحيد للطاقة التي يحتاجها الانسان في حياته اليومية. ومن ثم يمكن الاستغناء كليا عن الطاقة العتيقة المخزنة بالحاويات الكربونية والمصاحبة لكثير من الملوثات. كيف لنا بذلك اي بالاستغناء عن الطاقة العتيقة؟ نستطيع بناء محطة طاقة عملاقة لتوليد الرياح تنبسط على الصحراء الكبرى وصحاري آسيا العربية التي هي في الحقيقة امتدادا للصحراء الكبرى. تولد هذه المحطة الرياح على مدار الساعة وتحولها إلي طاقة كهربية. توفر هذه المحطة عند الانتهاء من تنفيذها احتياجات العالم الكلية من الطاقة. حاجته القصوى في سنة 2020 هي 22 تيراوات تصل 43 تيرا في سنة 2050.

توصل الطاقة المنتجة إلى دول العالم عبر شبكات ارضية متطورة وذكية من خلال عدة بوابات تربط المحطة بالأميركتين واوروبا واسيا واستراليا وافريقيا.

قامت هيئة ليبية خاصة بإعداد الدراسات الهندسية والاقتصادية لتنفيذ المشروع على عدة مراحل بالاشتراك مع شركات استثمارية دولية ليتم تنفيذ المرحلة الاولى بليبيا. كان مخططا بان تبدا الهيئة التنفيذ في يناير 2014 ولكن لأسباب معروفة تأجل ذلك. ربما تستأنف الهيئة مجهودها عندما تصبح الظروف مواتية. من ضمن خططها تكوين برنامج بحثي موسع  لتطوير وسائل نقل عبر الفضاء لتصل الطاقة المناطق النائبة بالكرة الارضية وذلك بتحويلها إلى حزم ليزرية قابلة للنقل فضائيا.

ستكون الانعكاسات ايجابية على الدول الحاضنة للمحطة وكذلك للعالم باسره. الغاية من المشروع هو تكوين مصادر طاقة نظيفة بغرض تصفير انتاج الغازات الدفيئة وعلى رأسها ثاني اكسيد الكربون لإتاحة سبيل للحرارة المحتبسة داخل الغلاف الجوي للعبور خارجه حتى تبرد الارض ويرجع المناخ إلى طبيعته. سيكون المردود الاقتصادي على الدول الصحراوية المنتجة كبيرا الامر الذي سيعود عليها بالرخاء ورغد العيش وكذلك على دول العبور والدول المستهلكة للطاقة. يضاف إلى ذلك امكانية توفير بيئة حياتية ملائمة للإنسان وذلك بالوقاية من الامراض السائدة في الوقت الحاضر نتيجة تنفس الهواء الملوث بالغازات الخطرة الناتجة من حرق الملوثات المصاحبة للوقود الاحفوري، وكذلك تناول غذاء هو الاخر ملوث بالمواد المسببة للأمراض واخرى مسرطنة، واستخدام مياه تلوثت هي الاخرى بما حفظ في باطن الارض لدهور طويلة. ستكون الوقاية عند استعمال طاقة نظيفة هي الناتج الجانبي المهم والمكمل للعيش الكريم للإنسانية جمعاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق