الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

فى ذكرى مولد سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم


  فى ذكرى مولد  سيد الخلق


محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم 




المهندس / فتح الله سرقيوه 


(ولد الهدى ..فالكائنات ضياء

وفم الزمان تبسم وسناء)

لقد تعود أهل مدينتى درنه من أحباب رسول الله عندما يدخلون رحاب الصحابة يقرأون الفاتحة على شهداء الصحابة جميعهم ، يتجولون فى خشوع ورهبة حول المقبرة الصحابية التى تضم رفاة الصحابة الذين منهم من أدرك الرسول الكريم حيث البئر الذى شرب منه أحباب رسول الله ، إننى لا أستطيع أن أصف لكم تلك اللحظات فهى لحظات روحانية لا مثيل لها .

درنه مدينتى الغالية الحبيبة الجميلة لقد حباك الله بمجاورة أصحاب رسولنا الكريم ولقد مرت عليك جيوش الغُزاة والمستعمرين والمتربصين فنجّاك الله ببركة الصحابة وكرامة الصالحين .. هنيئاً لك وأنت تحتضنين أشرف الرجال من أتباع سيد الخلق.

أقول ـــ  سيدى يارسول الله إنها لتعجز الكلمات عن التعبير ويجف حبر القلم عن الكتابة ويتوقف اللسان عن الكلام فى ذكراك العطرة يا سيد البشر يا أكرم الأكرمين .. ماذا يستطيع اللسان أن يقول فى ذكرى حبيبى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ ماذا نقول فى كل عصر فى  كل  جيل ؟ أين نحن من سيد الدنيا وأشرف الخلق ؟ إن قصارى ما يبلغه القلم أن يشير فى خشوع وهيبة إلى مكانة نبينا العالية وقيمه السامية وأخلاقه الحميدة حيث إختاره الله سبحانه وتعالى وبعثه إلى الناس بعد أن ضاعت الحقوق وأرتُكبت المعاصى وأنتهكت المحارم فصاروا أصناماً تعبد أصناماً وملأوا الأرض ُظلماً وعدواناً وخرافات وأوهاماً .. وأصبح القوى يأكل الضعيف وإستعلوا الملوك والحكام والسلاطين على الشعوب والعامة والفقراء  وتحكمت القلة فى  الكثرة وتحكّمت الشهوات فى  الكل حتى إستنجدت الأرض بخالقها ليُخلصها من شر البشر الذين إنتهكوا القوانين الإلهية التى تعارف عليها الناس بالفطرة.

وهنا كنت المُنقذ والمُعلم والموجه  إلى طريق الحق ، طريق الهداية حيث إصطفاك الله سبحانه وتعالى وأختارك أيها الصادق الأمين .. فبك إسترد البشر إنسانيتهم بعد أن كانوا عبيداً للحكام والملوك يأتمرون بأمرهم ويعبدون ما يعبد مُلوكهم وأسيادهم من أصنام وخشب وحجر وأصبح لا فرق بين عربى على أعجمى إلا بالتقوى .. تقوى الله سبحانه وتعالى ترفع المقام والمكانة  بين الناس ليس بمنصب أو جاه يأتيك بالتقرّّب من الحاكم أو السلطان أو من ذى شأن فى الدنيا .. فكانت رسالتك التى غطت بعظمتها ورحمتها الأرض فآمن من آمن وإحترمها أهل الكتاب غير المغضوب عليهم ولا هم الضالين .

لقد أنصفك المؤرخون من أهل الكتاب ممن قرأوا تاريخ مولدك وحياتك العطرة ورسالتك التى بعثك الله بها حيث كان كتاب المؤرخ (مايكل هارت) ( الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الذى يعمل فى  هيئة الفضاء الأمريكية وهو العالم الفلكى والرياضى حيث ذكر فى  كتابه ( لقد إخترت محمد صلى الله عليه وسلم فى  أول هذه القائمة ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الإختيار ، ومعهم حق فى  ذلك .

ولكن محمداً عليه السلام هو الإنسان الوحيد فى  التاريخ الذى نجح نجاحاً مُطلقاً على المستوى الدينى والدنيوى .. وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائداً سياسياً وعسكرياً ودينياً ، وبعد ثلاثة عشر قرناً . فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قوياً (متجدداً.)

أين هذا المؤرخ المُنصف من أولئك الذين يتطاولون من وقت لآخر على رسولنا الكريم من خلال مؤلفاتهم وصحفهم وفضائياتهم ؟؟ الذين تحركهم الأحقاد الدفينة التى تملء قلوبهم .. وهنا أقول لأولى الأمر منا فى هذا الزمن الردئ .

أقول ….. اليوم سيدى يا رسول الله لقد تحقق الأمل وإنقشع ظلام الإستعباد والإستبداد   والظلم وأشرقت الشمس على بلادى  ليبيا الحبيبه وإنتصرالحق ،  كل ذلك بفضل إستجابة الله تعالى لدعوات الطيبين الصادقين ، نسأل الله تعالى أن يعم الأمن الأمان فى وطننا الغالى وأن يمُنّ علينا بالخير والمحبة والمصالحة الوطنيه ونسيان الماضى البغيض من أجل بناء دولة جديدة يسودها الود والتواصل والمحبة وأن يتقبل كل من خرج مجاهداً وضحى بحياته على قناعة فى تحرير الوطن ،  وأن يجنّب الله شبابنا الأفكار الدخيله التى تُسيئ إلى مشاعرنا وإحترام الصالحين فى ظل الشريعة الإسلامية الوسطيه إنه سميع مجيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق