الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

أمهات في ليبيا قلوبهن تحترق :: بقلم / محمد على المبروك


أمهات في ليبيا قلوبهن تحترق 

محمد علي المبروك

قطعة من جسدها الحاضن للحياة انفصلت عنها في صورة وليد وقد دبت فيه الحياة من بعد الروح ترعاه اكثر مما ترعى نفسها فينمو فيشتد وعلى يديها يمتد وفجأة يختطف لتصطدم بلهفة عنيفة تقدح في قلبها ألهاب من نيران لاتلسع بل تحرق قبضة الفؤاد الحاني الذي كتم النيران المستعرة بجدرانه العضلية الخافقة رغما عنه فأصبح حاضنا لنيران تلفح روحها بوهج حار يكاد يدوي بصراخ  تهتز له الأسماع و تنفح في إدراكها المصدوم أفكارا ملتهبة حارة ساخنة تشكلت امنيات وتساؤلات ، لو انها ماتت وماخطف طفلها.. الموت اهون من فقدك .. دنياك ولا هذه الدنيا ياطفلي .. ماذا يفعلون بك ياطفلي ؟  ماذا تأكل ؟  ماذا تشرب ؟  كيف تنام ؟ امنيات وتساؤلات وبعدها بكاءً مرير يدفع من عينيها دمعا غزير وشهقات خانقة من الحسرة في صدرها هى اشد من الموت .. الموت الذي يقضي على الإحساس والشعور بالألم مما يكون أهون من الحياة التى يحيا فيها الإحساس والشعور بالألم ، أنهن امهات ليبيا اللائي يرتبطن بأطفالهن ارتباط يتجاوز الحياة ويتجاوز الموت ونعم الأمهات هن .  
   
حال الطفل الذي سلخ عن أمه وأباه كحال الشاة المسلوخة عن جلدها وهى حية ، مذهولا مذبولا من صدمة الخطف التي أفرغت منه الإحساس وبلغت بدماغه مساس وهو بين مجرمين وجودهم في الحياة موظف للجريمة وليس موظف لبث الحياة في الحياة كوظيفة البكترياء والجراثيم الضارة والبكترياء والجراثيم الضارة قد تكون أنفع منهم للحياة البشرية العامة .  
هذا مشهد مفرد وقع على جمع من الأمهات في ليبيا ، عاشته مئات الأمهات .. انتبهوا ليس العشرات .. المئات ،انه ظاهرة الخطف التي أصبحت ظاهرة وطنية وقضية انسانية تعدادها لايصدق .. لايعقل ، عادة اجرامية يومية من عادات ليبيا طالت اطفال وفتيان وفتيات وشباب ورجال ونساء وشيوخ ، ان هذا التعدي على اطفال ليبيا والفئات العمرية اللاحقة هو حلقة من سلسلة حلقات التعديات المتعانقة على شعب يتعرض لأسوأ التعديات ، تعدي على خبزه .. تعدي على حياة افراده .. تعدي على سكناهم التى هجروا منها.. تعدي بما وهبه الله من رزق بقفل نفطه .. تعدي على امواله التى تهدر وتسرق وتخصص .. تعدي على معابره التى تقفل .. تعدي على صحته ومعيشته وتعليمه وتاريخه .. تعدي على سمعته التى اخزيت بين شعوب العالم ، ولاتنتهي سلسلة التعديات وعلى هذه التعديات السائرة في حياة ليبيا لاتكتفي ليبيا بمزيد من التعديات و يكتفي المؤتمر الوطني وحكومته ويكتفي محلس النواب وحكومته ولجنة صياغة ( الدستور ) ورؤساء العصابات المسلحة بالحياة بين القصور والفنادق الفخمة في ليبيا وتونس ومصر وتركيا وغيرها من الدول ويكتفون ان يكونوا حكاما دون مسؤولية متمتعين باموال المعتدى عليهم دون خجل بل بصفاقة وحماقة وقد بدلوا حياتهم الى الأفضل بتبديل حياة الشعب الليبي الى الأسوأ فدفع الشعب الليبي الثمن وقبضوا هم الثمن وسيدفع الشعب الليبي الثمن تلو الثمن وسيقبضون هم الثمن تلو الثمن مادام تجارة الشعب الليبي الصمت والسكون على هؤلاء .  
*(( مع هذه التعديات اصبح الوضع في ليبيا موتا اوحياة اما ان يخرج الشعب الليبي لحياته وحياة وطنه او يبقى صامتا لايتحرك لموته وموت وطنه الذي يحتضر ، ايها الليبيون.. الامر بإرادتكم ..  مستقبل اطفالكم بإرادتكم  .. حياتكم وعيشكم بإرادتكم  .. التغيير بإرادتكم  .. فاخرجوا عليهم ولاتخافوهم  فأفق ليبيا ملبد بغيوم قاتمة لاتحمل معها الغيث بل تحمل في ارحامها  مآسي اخرى مرعبة ستتهاطل عليكم وتدرككم انتم ولاتدركهم هم الذين اتخموا حساباتهم الخارجية من مالكم المسروق فأدركوا وطنكم من هؤلاء، اخرجوا عليهم فلا يعجزونكم العجزة ولايخملونكم الخاملون البائسون  الذين يحكمون على ضياعكم وضياع ليبيا .. لاتفوتوا عليهم يوما فكل يوم يفوت تتمكن فيه الشرور والمآسي في ليبيا..  اخرجوا عليهم يوما .. نصرة لليبيا ولأنفسكم ولأطفالكم  .. يوما قد تجدون فيه عسرا ولكن يسرا تجدونه مما يليه من ايام .. هتكوا أعشاش الغربان . التى حركت بأجنحتها  في الأجواء الاحزان . ولوثت بنعيقها الآذان .. اقتلعوا الاشجار الخبيثة التى نمت في خمس سنوات ولم تؤت الا الثمار المسمومة .  والصور المذمومة .  والظلال المشؤومة . لامؤتمر وطني ولامجلس نواب ولاحكومات ولا عصابات مسلحة ولاثوار ولا احزاب  ولامجالس لصوصية سرقت اسماء الشورى والحكماء والأعيان ، قامت لتقوم علينا جبال من البلايا والرزايا ، اخرجوا عليهم عبر الشوارع سيولاً . ولن تخلفوا الاخصبا وسهولاً . من بعد تقصفا وذبولاً .)) والا انتظروا مزيدا من التعديات .
________________________________________________________________________
* مابين الأقواس جزء معدل من مقال سابق لي رأيت له ضرورة ان ينتهي به النص كحل نهائي تنتهي به التعديات على الشعب الليبي مع استمرار هذه التعديات . 
محمد علي المبروك خلف الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق