الأحد، 2 فبراير 2014

يوم حضرت الجالية وغاب السفير!

يوم حضرت

الجالية وغاب السفير!

محمح عقيله العمامى
بقلم / محمد عقيلة العمامي

توالت أسئلة مدير الندوة الإعلامي حسن الامين. فقال محمود شمام، قبل أن يتحدث عن (الشرموله): نحن جيل علمه أساتذة أجلاء من مصر، وتعود سمعه على موسيقاها، وعينيه على فنونها. وقال الدكتور جمعة عتيقة:

علينا واجبات إعلامية جسيمة لنوضح للناس أن كل البلدين هما عمقا طبيعيا للثاني، وأنه ينزعج كثيرا عندما تتحدث قامتين عاليتين مثل الاستاذ محمد حسنين هيكل ويوسف زيدان بما ليس واقعيا عن ليبيا. أما  إدريس المسماري فقال:

"نحن لم ننسى وقفة مصر، ومرؤة اهلها مع الثورة الليبية. وتحدث الاستاذ عمر الكدي عن العلاقات التاريخية بين القطرين.

وأنا قلت: (عليك يا مصر بعد الله نعتمد * أنت الرجاء والغوث والسند) وهذا مطلع القصيدة التي القاها شاعر الوطن أحمد رفيق، حين استقبل أعيان بنغازي سنة 1947م الباخرة فوزية المحملة بالغذاء لمواجهة مجاعة تعرف في تاريخنا (عام الشر). وأكد الاستاذ خالد زغلول، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، ما سبق وأن قاله سفيرنا السيد فائز جبريل للتلفزيون المصري:

أن في ليبيا مليون أم مصرية، يعني هناك ثلاثة ملايين من الليبيين بمقدورهم أن يصيروا يوم غد مصريين بحكم انتمائهم إلى امهاتهم المصريات.. "هكذا صرح سعادة السفير، وهو لمن لا يعرف أحد معارضي حكم القذافي، وأشهد أنني رأيته منذ الأيام الأولى يساهم، إعلاميا، وبفاعلية في دعم ثورة 17 فبراير في الساحة المصرية.

وقد تواصلت الندوة وانتقلنا إلى المحاور التي تهتم بالواقع الليبي، واستحسن الحضور، الذي ملأ صالة نادي الجالية الليبية بمصر النقاش، المناقشاتن ,اسهم بالمداخلات، وسمع الناس مداخلة سعادة الاستاذ هاني بسيوني قنصل عام جمهورية مصر العربية، التي شكره وعقب عليه وعلى الندوة سعادة السفير السيد عاشور أبوراشد مندوب ليبيا بجامعة الدول العربية.

وكانت الجالية وضيوفها مبتهجين، متفائلين، مقتنعين أن ليبيا التي انجبت أولئك الأبطال الذين اسقطوا النظام الطاغي بصدور عارية، لقادرين على الخروج من نفق ازماتنا وتأسيس الدولة التي نريد، وبعد الندوة انتشر الحاضرون متحلقين ضاحكين مرحبين ببعضهم البعض، وبحثت عن سعادة سفيرنا المناضل فائز جبريل، فأخبرني احد أعضاء مجلس إدارة النادي أنه مصمم على عدم المشاركة في مناشط النادي لأسباب لم يعرفها أحد، حتى انه امتنع عن دفع ايجار المقر على الرغم من التعليمات الصريحة  التي وصلته من وزارتنا الخارجية.

ومع ذلك لم يشغلني هذا التصرف كثيرا، لأنني لا أعرف وجهة النظر الأخرى، ولكن ما أفزعني جدا هو اصدار- كما علمت من مصدر موثوق - السيد السفير تعليمات مباشرة إلى موظفي السفارة بعدم المشاركة في هذه الندوة، علما بأن السيد حسن الأمين منظم الندوة أكد لي انه وجهت دعوات مباشرة للسفارة، وأنه كان من المقرر مشاركة القسم الثقافي الذي اعتذر بسبب تعليمات السيد الوزير!! .

هذه - يا أصدقائي- كارثة حقيقية، وهذا امر واضح يؤكد أن القناعة الشخصية غلبت الضرورة الدبلوماسية، في ظرف حرج نحتاج فيه لمعونة سيدك عبدالسلام، ولو بحبيل، والواضح كما علق أحد المتابعين أن عقلية المحلل السياسي (الثانوية) عند سيادة السفير، غلبت العقل الدبلوماسي، الذي هو صميم عمله.

وهذه مصيبة؛ السكوت عنها خيانة لأمانة الكلمة، والتشهير بها تجعلنا جزءا من المشكلة، ونحن الذين نرى أن الإعلام ينبغي أن يكون جزءا من الحل، لا من المشكلة.. ولولا هذه القناعة، لدعونا إلى ندوة ثانية يطرح فيها هذا العار الذي لاحق بالدبلوماسية الليبية، وجعلناها بدلا لمحاضرة عنوانها (الدستور الذي نريد) للدكتور جمعة عتيقه التي ستقام يوم الأحد: 2/2/2014م  في النادي الجالية الليبية  نفسه، والتي ستبلغ السفارة عنها! لأنها ببساطة جزء من الحل وليس من المشكلة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق