سوق ‘النملة’ في بنغازي: أسلحة ثقيلة وخفيفة وذخائر للبيع
سوق ‘النملة’
في بنغازي: أسلحة ثقيلة وخفيفة
وذخائر للبيع والتجريب بين المتسوقين
ملابس عسكرية ومسكّرات
وحبوب هلوسة
بنغازي- جابر نور سلطان:
ما هذه الأقراص التي تبيعها؟ هذه ‘حبوب’ يا أستاذ .حبوب تخلي جوك سمح .
الحبوب التي يبيعها هي حبوب ‘هلوسة’ تفقد متعاطيها القدرة على التمييز والسيطرة وتتسبب في ارتكاب جرائم . وخطورتها أن سعرها بخيس .
هي محرمة بحكم القانون في ليبيا
لكن لا تجرؤ جهة على تطبيق القانون والقبض على مروجيها.ليس هذا الشاب فقط
من يبيع هذه الأقراص المهلوسة المضرة بالصحة و التي قد تؤدي إلى أمراض
خطيرة كما يقول دكتور معاذ : يصبح الشخص مدمناً و ما يترتب على الإدمان من
أمراض في القلب والجهاز العصبي .. ‘الترامادول ‘ مسكن قوي يصرف لتخفيف آلام
المصابين بالحروق والعمليات الكبيرة والمغص الكلوي .الشخص المتعاطي
للأقراص قد يتناول شريطاً كاملا في اليوم من هذه الأقراص الخطيرة.
على
مقربة من هذا الشاب الذي لا يتعدى عمره سبعة عشر عاما شاب آخر أمامه طاولة
.ماذا يقع فوق الطاولة؟ مسدسات حقيقية أشكال وأنواع بلجيكي تركي فرنسي
.وبإمكانك أن تجرب وتطلق طلقات حية في الهواء وربما تصيب أحد رواد السوق
المفتوح ‘في الخلاء’ و بالفعل حدث هذا وفقد أناس أبرياء حياتهم .سوق سريالي
أتحدى أكبر رسام عالمي أن يجسد هكذا فكرة حقيقية:لوحة تسويقية.
‘سوق
العشية ‘ في بنغازي أو ‘سوق دينارين ‘ أو سوق ‘النملة’ كلها مسميات لمكان
واحد يباع فيه: مسكرات ،حبوب هلوسة، مسدسات ، ذخائر حية، معاطف بثمن بخس ،
ملابس عسكرية ، رتب بأنواعها ،أوسمة وأنواط ، أدوات منزلية زهيدة الثمن،
عصائر ، نقالات بجميع أنواعها ،أحذية، طعام كلاب وقطط ، بقايا آلات مخردة ،
أفارقة إلى جانب عرب وليبيين يعزفون سيمفونية عجائبية خارج تغطية أي قانون
.
من حين لآخر سيضج السوق بإطلاق رصاص في الهواء ، لن يتأثر أحد وكأن شيئاً لم يكن سيستمر الأمر على حاله .
تم دهم هذا السوق أكثر من مرة من قوات الصاعقة ، وسقط ضحايا كثيرون وتمت السيطرة على السوق بل و إلغاؤه .
لكن لم تمر فترة طويلة حتى عاد هذا السوق من جديد.ربما حجم الأسلحة تراجع و نوعيتها حيث كانت الأسلحة الثقيلة توجد أيضا هنا .
جانب
آخر من مشهد عام لا يزال يتشكل في ليبيا بعد ثورة قاسية خاضها الليبيون .و
لا تزال ملامحه تتجسد في حراك ليس سلمياً في كل الأحوال وليس يسيراً و
إنما ربما يحتاج إلى وقت طويل، حتى يظهر هويته الحقيقية تستقر سفينته على
بر الأمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق