لسان حال المؤتمر الوطنى (نحن باقون غصباُ عن الشعب الليبى)
لسان حال المؤتمر الوطنى
(نحن باقون غصباُ
عن الشعب الليبى)
بقلم المهندس / فتح الله سرقيوه
16/2/2014
بعد بسم الله الرحمن الرحيم ، أود أن ابدأ بغناوة علم لعلها تكون مدخلاً لما أردت الكتابة عنه .
(ما نا إعطاش سوايا ** شاربين
من القدّم نين روايا .. قولوا للجدد)
لقد تعالت الأصوات منذ
السابع من فبراير 2014م الماضى وهددت هذه الأصوات المدوية يرفع أصحابها
المكانس ومواد التنظيف لتطهير ما يٌسمى المؤتمر (بكنسّ) أعضائه من داخل
القاعة بالمكانس ووجه المتظاهرون الشتائم والإهانات لكل من يجلس على كراسى
المؤتمر العام ونعتوهم بصفات تجاوزت حد اللياقة ، فأستقال من إستقال ربما
حماساً أو مجاملة لساحات المتظاهرين أو لأصوات أبناء مناطقهم التى طالبتهم
بالإستقالة وطالبوهم بتسجيل موقف تاريخى يُحسب لهم يوماً ما ، وتراجع من
تراجع عن الإستقالة ومنهم من قال (التوقيع ليس توقيعى) وإعتذر من إعتذر ولم
يتغير شئ .
كنت أقرأ منذ قليل قصيدة
للشاعر حسن لقطع الفاخرى فحل من فحول الشعر الشعبى ، التى يفخر فيها بعزة
نفسه واصله العريق وكرامته وشموخه والتى بعنوان (مفطوم عالعصر) والتى يقول
فى مطلعها (لو متت ما ناكل مو إللى طيب ** الخالق غنى وإللى خلق ما إسيّب) ،
قوة إيمان قل ما تتواجد لدى الشعراء الذين ينصب همهم على العطايا والهبات
من قبل الحكام والسلاطين .. فقلت فى نفسى هذا الشاعر خرج من مدينة الشعر
أجدابيا تلك المدينة التى لم تنال حظها أيام النظام السابق من ثروات الوطن
فنالها ما نالها من الإقصاء والتهميش والظلم ، وهنا أتساءل هل قدم نواب
إجدابيا إستقالاتهم ؟ أم أنهم إستكانوا للمثل الشعبى القائل (زامق وإيدا فى
القصعة)!.
فإذا كان التواجد فى قاعة
المؤتمر من أجل ليبيا كما تدّعون فذلك لن يُقنع أحداً !! وإذا كان التواجد
من أجل المزايا والمرتبات فقد نالكم من أموال الشعب الليبى ما يكفيكم ويكفى
أحفادكم ولكن أعلموا أنه دون موافقة الشعب الليبى الذى يتطلب منكم مناشدته
للعفو عنكم وطلب السماح منه فى ما إستلمتم غصباً عنه ودون إرادته من
ثرواته ، ولهذا ما عليكم إلا أن تقرأوا تلك القصيدة لعلها تُرجعكم إلى
صوابكم وتتركوا تلك القاعة سلمياً التى سُجّل من فيها أو لوّث نفسه بدخولها
فى صحفات التاريخ السوداء فحاولوا أن يكون لكم موقفاً لعله يحفظ لكم
توازنكم بين أهلكم واقاربكم وأصدقائكم وأحبابكم إذا كان لا زال لكم أحباباً
أومن يحترمكم فى مدنكم التى كانت تنتظر منكم الكثير فخذلتموها بعد خداعكم
لها بشعارات كاذبة.
إلا أن نواب بعض المدن
(مضروب عليهم الطبل كما يقول المثل) والتى أعرفها جيداً فإننى على يقين
أنهم لم ولن يفعلوها ولن يكون ذلك أبداً وحتى تفرغ مخصصات المُرتبات
والمزايا والمهمات الرسمية ليجمعوا ما يكفيهم ويكفى أحفادهم فهم يعتبرونها
فرصة ثمينة لن تتكرر ، فالأمر يبدوا أنه مادياً بدرجة إمتياز والتاريخ لا
يصنعه سوى الوطنيين أصحاب المواقف المشرفة وليس من عُرف أجدادهم بخيانة
الوطن والعمالة ، ولا يسعنى إلا أن أتوجه للنائبة المحترمة الدرناوية
(فريحه البركاوى) زوجة السجين السياسى الأستاذ / رجب الهنيد التى نالت شرف
الإستقالة قبل الجميع وأدركت أن الصيت أطول من العمر فخرجت رافعة صوتها لن
أبقى فى هذا المؤتمر أبداً بعد أن عرفت الحقيقة.
أقول … ليبقى من أراد
البقاء برضاه حتى يأذن الله بأمر كان مفعولا ، ولا تنسوا أن الوقت لن
يُسعف أحداً وكما هبّت عاصفة فبراير التى أطاحت بالنظام السابق قد تهب
عاصفة أخرى فى غفلة منكم تجتثكم من على كراسيكم ومن مراقدكم فى ريكسوس
والعد التنازلى قد بدأ ، والتاريخ يُسجل كل كبيرة وصغيرة فنحن فى زمن ردئ
أتاح للأنذال من التواجد فى مقدمة الأجواد والشرفاء وأقول لهم أن تواجدكم
وتعنتكم بعدم الخروج طواعية سيؤرخ به فى ليبيا شئتم أم أبيتم فأنقذوا
أنفسكم من الطوفان القادم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق