الاثنين، 12 أغسطس 2013

رؤية في سياق الاحداث



رؤية في سياق الاحداث




كاتب

بقلم : أ . ح . بن سعود

 

كما يقول المثل الشهير ، مرغما من بجانبك  وليس بطلاً ،  في سياق ذلك المثل ، الاتحاد الاوروبي بلهف يتواصل مع أهم رموز الدولة  وأطياف المعارضة في مصر المحروسة  ، ينصت ويستوضح  المطالب لجمع الشمل حسبما يبدوا للمتابع  ، وهي بمثابة خطوة واجبة في اتجاه دعم الحلول التوافقية الواجبة التي من شأنها أن تُنهي الازمة وتنزع فتيلها ، وتُساهم في إعادة تأهيل الأنشطة السياحية والوقوف بإجابية الى جانب دعم  الاقتصادي المصري المُترنح ، الذى أضحى ( قاب قوسين أو ادنى من لعنة الفراعنة ) ، بمعنى خطوات من لحظة الانهيار وحدوث الكارثة ، بسياق ماحدث في الجانب المقابل من الضفة الشمالية لشواطي المتوسط التي مازالت تُلملم أوجاعها ، وقد بالغت في شد حزامها حتى تعبر الى بر الآمان.



إذا ما حدث الإنهيار في مصر لا سمح الله ، ستكون أثاره موجعة  وجد خطيرة النتائج وسياق الاحداث ، نظرا لتعاظم حجم استثمارت دول الاتحاد الاوروبي ، التي تُمتل نصيب لا يُستهان به في المنطقة وفي مصر المحروسة بالذات ، إضافة الى ذلك ما سيؤول اليه المخاض ويفضي الى عدم الإستقرار وقد تخرج الأوضاع عن السيطرة ويتسبب ذلك في شل حركة التجارة الدولية  التي تُمتل 8% من إحتياجاتها عبر قناة السويس ، وهي بمثابة شريان الحياة الرئيسي للإتحاد الاوروبي جملة وتفصيلا ، وهو الذي يُعاني الآن من ظروف اقتصادية صعبة المّت به في مكمن وأوجعته في عمق استراتجياته التي رسمها أجداد هم  في ذلك السياق ، ونفدها أحفادهم  في ظروف مختلفة الأبعاد  .



معظم دول الاتحاد المّت بها ظروف اقتصادية  عسيرة وصعبة لم يعتادوها من قبل ، وهو ما سوف يزيد الطين بلة كما يقال … و ينعكس ذلك الاثر بصورة سيئة على تكلفة اسعار السلع والخدمات ، مما سيؤدي الى حالة حرجة تندر بتردي الاوضاع المعيشية للسكان ، ومنها على الخصوص تلك الاحتياجات الضرورية التي لا تستوجب الانتظار ، فهي بمثابة النار التي سوف تُشعل المنطقة برمتها ، وتدخلها في فوضى عارمة تنتشر كالنار في الهشيم ، لكون منطقة الإتحاد الأوروبي رغم التسترالخجول ، فهي على حافة بركان ، بسبب تردي الاوضاع المعيشية لأكثر من 35% من سكانها ،  نظراً لتعاظم الفوضى المالية المقننة والمستباحة ، وتُعد المنبّع الرئيسي لإنتشار الفساد المبيّت والمقيث  الذي تجلى بوضوح في مؤشرات الإنفاق العام للدولة ومؤسساتها التي لا تحقق عوائد ولا تُضيف للإقتصاد سوى الانفاق ، في غياب ميثاق شرف الرقابة وشرف القسم ، التي ساهم بصورة مباشرة في تغول الاقتصاد العالمي ليصبح خارج عن السيطرة واللجم ، كل ذلك مجتمعا أدى الى الإنهيار الكلي لإ قتصاد تُديره رؤوس أموال تعاظم ثراؤها وتكالبت على جمعه ، وأدى ذلك الى العجز الظاهر في موازين المدفوعات ، ثم تحقق الافلاس بشكله الحقيقي كنتيجة  حتمية لامفر منها ، بمعنى ( عدم قدرة مؤسسات الدولة على الإفاء بالتزاماتها واجبة السداد وعلى رأس تلك المؤسسات البنوك ) ، وهي الكارثة بعينها التي لاتبقي ولا تذر .


الخلاصة : إذا ما تقاعست أو راوحت دول الاتحاد الاوروبي في مد يد العون والمساعدة الفورية والعاجلة والغير مشروطة ،  للمساهمة  في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء  وأخذ المبادرة للملمة ونزع فتيل الآزمة  وتلطيف حالة التوتر وأستدراك نفس الاستقطاب الظاهر بين اطياف المجتع الواحد ، إذا ما تقاعست تلك الدول عن دورها الاخلاقي وحسن الجوار في منطقة البحر الابيض المتوسط ، الامر  الدي قد يُقحم منطقة الاتحاد الاوروبي  في أعراض تلك الاحداث الجانبية  ذات الأثر المباشر ، وهي بمثابة الكارثة  ، في صيف ساخن لا تُحمد عقباه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق