الخميس، 8 أغسطس 2013

المجاهد / محمد إدريس المهدى السنوسى



المجاهد / محمد إدريس المهدى السنوسى


إدريس

المجاهد / محمد إدريس المهدى السنوسى

الملك محمد إدريس الأول (12 مارس 1890 م – 25 مايو 1983 م) هو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وعن قوات الحلفاء في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951 م وحتى 1969 م. وهو من العائلة السنوسية، من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية. وورث موقع جده.

السنوسية


حركة إصلاحية ذات طابع إسلامي توجد في ليبيا والسودان تأسست في مكة عام 1837 وتأسست بليبيا عام 1843 بمدينة البيضاء. وتميزت هذه الحركة عن غيرها من الحركات الإصلاحية الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بوسائلها وأهدافها الأكثر عمقًا وفعالية، ويرجع أصلها لسلالة الأدارسة الذين حكموا المغرب في القرن التاسع. وعمت مراكزها الدينية شمالي أفريقيا والسودان الرأس الأخضر، وبعض البلدان الإسلامية الأخرى.

  • الشيخ محمد بن علي السنوسي 1202هـ ـ 1276هـ 1787 ـ 1859م وهو المؤسس للدعوة السنوسية، وتنسب السنوسية لجده الرابع. وُلد في مستغانم في الجزائر، ونشأ في بيت علم وتُقىً. وعندما بلغ سن الرشد تابع دراسته في جامعة مسجد القرويين بالمغرب، ثم أخذ يجول في البلاد العربية يزداد علماً فزار تونس وليبيا ومصر والحجاز واليمن، ثم رجع إلى مكة وأسس فيها أول زاوية لما عُرِف فيما بعد بالحركة السنوسية. وله نحو أربعين كتاباً ورسالة منها: الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية وإيقاظ الوسنان في العمل بالحديث والقرآن.

  • الشيخ المهدي محمد بن علي السنوسي 1261 ـ 1319هـ (1844 ـ 1902م) خلف والده في قيادة الدعوة السنوسية وعمره اثنا عشر عاماً.

  • الشيخ أحمد الشريف السنوسي ابن عم المهدي ـ ولد سنة 1290هـ (1873م) تلقى تعليمه على يد عمه شخصيًّا، وعاصر هجمة الاستعمار (*) الأوروبي على شمال إفريقيا وهجوم إيطاليا على ليبيا فاستنجد في عام 1917م بالحكومة العثمانية، فلم تنجده. وقد وقف مع (مصطفى كمال أتاتورك) ظناً منه أنه حامي الدين ـ كما كان يطلق عليه ـ[بحاجة لمصدر] ولصد الهجمة الغربيَّة على تركيا.. ولما تبين له توجهه العلماني، غادر الشيخ أحمد تركيا إلى دمشق عام 1923 م، وعندما شعرت فرنسا بخطره على حكومة الانتداب طلبته فهرب بسيارة عبر الصحراء إلى الجزيرة العربية.

  • الشيخ عمر المختار 1275هــ 1350هـ،1856 ـ 1931م وهو المجاهد الليبي الذي لم تحل السنوات السبعون من عمره بينه وبين المقاومة ضد الإيطاليين المستعمرين لليبيا، حيث بقي عشرين سنة يقاتل قوى أكبر منه بعشرات المرات، ومجهزة بأضخم الأسلحة في ذلك العصر، إلى أن تمكن منه المستعمرون الإيطاليون، ونفَّذ فيه حكم الإعدام وذلك في يوم الأربعاء السادس 16 سبتمبر 1931 م.


المملكة الليبية :

المملكة الليبية تأسست بعد استقلال ليبيا في 24 ديسمبر 1951 وعاصمتها مدينتي طرابلس وبنغازي حتى عام 1963، ثم البيضاء من 1963 حتى 1969.[1][2] سميت في البداية باسم المملكة الليبية المتحدة حتى 26 أبريل 1963 حين عُّدل إلى “المملكة الليبية” وذلك بعد إلغاء النظام الاتحادي الذي كان يجمع بين الولايات الليبية الثلاث طرابلس، برقة وفزان. واستمرت تلك المملكة حتى الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في 1 سبتمبر 1969 والذي أنهى حكم الملك ادريس الأول والغاء الملكية وإنشاء الجمهورية العربية الليبية.


سيرة حياة محمد إدريس المهدى السنوسى :


هو محمد إدريس ابن محمد المهدي السنوسي ابن محمد بن علي السنوسي الخطابي الإدريسي الحسني العلوي الهاشمي القرشي ولد في الجغبوب جنوب شرق طبرق بشرق ليبيا (20 رجب 1307 هـ/12 مارس 1890 م.

نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها.

قد التحق إدريس السنوسي بالكتاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية “الكفرة”، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة سنة (1320 هـ – 1902م)، وتوفي في ذات العام والده “السيد المهدي” بعد أن بلغت الدعوة في عهده الذروة والانتشار، ووصل عدد “الزوايا” إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب، وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته. قاد أحمد الشريف السنوسي في فترة من فترات إمارته للحركة السنوسية المجاهدين الليبيين وبعد هزيمته في المعركة التي قادها ضد الإنجليز في مصر تنازل لابن عمه محمد إدريس السنوسي.

وبعد قيام الحرب العالمية الأولى سحبت إيطاليا كثيرا من قواتها بليبيا بسبب اشتراكها في هذا الحرب، وفي الوقت نفسه رأى السنوسيون أن يساعدوا الدولة العثمانية التي دخلت الحرب أيضا، فقام السيد أحمد الشريف بحملة عسكرية على مصر، كان الغرض منها إرغام بريطانيا على القتال في حدود مصر الغربية، ومن ثم شغلها عن الحملة التركية الألمانية على قناة السويس، غير أن هذه الحملة فشلت، وعاد السيد أحمد شريف إلى بلاده منهزما، تاركا مهمة قيادة الدعوة السنوسية إلى ابن عمه محمد إدريس السنوسي وتحت إلحاح مشايخ وزعماء برقة، فاستطاع أن يقبض على الأمور بيد قوية ويضرب على أيدي المفسدين فأنقذ البلاد من خطر التشرذم والحرب الاهلية _ وبعد أن أفنت الحرب والاوبئة ثلث سكان برقة _، واتخذ من مدينة اجدابيا مقرا لإمارته الناشئة، وأخذ يشن الغارات على معسكرات الإيطاليين.

تولى إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسيّة في عام 1916م من ابن عمه السيد أحمد الشريف. دخل إدريس بن المهدي السنوسي في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي في مفاوضات مع إيطاليا. منها مفاوضات الزويتينة (من يوليو إلى سبتمبر 1916م).. مفاوضات في ضواحي مدينة طبرق منطقة عكرمة (من يناير إلى أبريل 1917م)، مفاوضات الرجمة (1914) وكان أهم شروطها هو الاعتراف بالسيد/ إدريس السنوسي كأمير سنوسي لإدارة الحكم الذاتي بحيث يشمل نطاقها واحات: الجغبوب وجالو والكفرة ويكون مقرها في إجدابيا، واتفاقية أبو مريم واجتماع إدريس السنوسي بوزير المستعمرات الإيطالية أمندولا في عام 1922 م في منطقة غوط الساس بالقرب من جردس العبيد. لم تستمر حكومة إجدابيا طويلاً لأنّ إيطاليا أرادت التخلص من اتفاقاتهاوذلك بعد زحف ارتال الفاشيين على روما. فقرر إدريس السنوسي الرحيل إلى مصر وكلف شقيقه الأصغر محمّد الرضا السنوسي وكيلاً عنه على شؤون الحركة السنوسيّة في برقة، وعين عمر المختار نائباً له وقائداً للجهاد العسكري في شهر نوفمبر 1922م

لما قامت الحرب العالمية الثانية في عام 1939م راهن الأمير إدريس السنوسي على الحلفاء وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم وعقد اتفاقا مع البريطانيين. ودخل إلى ليبيا بجيش أسسه في المنفى (الجيش السنوسي) في 9 أغسطس 1940م متحالفاً مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين. ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في (شعبان 1364 هـ الموافق يوليو 1944 م)، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانيّة والفرنسية (الحلفاء). تحصلَ في نوفمبر 1920م على حكم ذاتي (حكومة إجدابيا)، ثم أعلن استقلال ولاية برقة في 11 أكتوبر 1949م، وانتقلت سلطات الإدارة العسكريّة البريطانية إلى حكومة برقة،

  إحياء الذكرى الثلاثين

لوفاة الملك إدريس السنوسي

26/5/2013

أحيت الحركة الملكية الدستورية الديمقراطية ظهر اليوم السبت بمدينة بنغازي الذكرى الثلاثين لوفاة مؤسس دولة ليبيا الحديثة الملك محمد إدريس السنوسي.وأعتبر “رئيس الحركة الملكية الدستورية الديمقراطية في كلمته أن إحياء هذه الذكرى بحضور كافة أطياف العمل السياسي والاجتماعي والثقافي يعد انتصارا جديدا لقيم ذلك الملك الذي سيبقى منارة ونهج يسلك بالأفعال لا بالأقوال” وأكد أن إحياء هذه الذكرى جاء لنُذكر ونتذكر شيئا من سيرة وحياة ذلك الملك الصالح الصابر الزاهد المجاهد، وعهده الميمون للاستلهام الدروس من سيرته في العمل على إقامة الدولة الليبية في ظروف كانت قاسيه وبإمكانيات بسيطة، ووضع أساسها على العدل والتسامح والعفو ولم الشمل ونبذ الفرقة والأحقاد وتغليب المصلحة العامة. وقدمت خلال هذه المناسبة ورقتين تطرقت الأولى منها للمحطات التاريخية في حياة الملك منذ ولادته إلى وفاته، فيما تناولت الورقة الثانية دور الملك محمد إدريس السنوسي في خلق الهوية الوطنية. كما تخلل البرنامج إلقاء قصيدة رثاء للملك وعرض شريط وثائقي بعنوان (وطن ورجل). وحضر أحياء هذه الذكرى رئيس وأعضاء الحركة الملكية الدستورية الديمقراطية وعدد من رؤساء وممثلي الأحزاب والتكتلات السياسية والهيئات والمؤسسات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، وعدد من أبناء وأحفاد المجاهدين الذين قاوموا الغزو الايطالي وكذلك عدد من الشخصيات التي تشرفت بالعمل مع الملك وبذلوا معه الجهود المضنية في سبيل بناء ليبيا، بالإضافة إلى عدد كبير من المواطنين.

المصدر: وال

حيُ إدريس سليل الفاتحين



9097705c117e3bfda0bc33092954aa9b_174[1]

محمد إدريس أبو سيف

26/5/2013

منذ ثلاثين سنة وفي يـوم الأربعاء 25 مايو (أيار) سنة 1983 توفي في القاهرة رجل مسن نسيه العالم هو ملك ليبيا السابق  “محمد إدريس المهدي السنوسي” عن عمر يناهز “93″ عاماً، واختتم بوفاته فصلاً من فصول التاريخ العربي الإسلامي. قـامت عائلة السنوسي خلال 150 عاما تولت فيها الدعوة الإسلامية  بتوحيد القبائل البدوية تحت زعامتها، لكن قلال هم الذين يذكرون ما قامت به العائلة السنوسية أو يولونها الاحترام الكامل الذي تستحق. إذ غالبا ما يقوم العسكريون الثوريون في الوطن العربي بالسعي إلي طمس عمل وانجازات أسلافهم كما لو أن تاريخ بلادهم يبدأ بالانقلاب الذي قاموا به. ولليبيين أسبابهم كي يفتخروا بتاريخ السنوسيين الذين وطدوا مبادئ الإسلام الحنيف في مجتمعاتهم، ووحدوا الشعب في امة واحدة حاربت المستعمر الايطالي طيلة “16″ سنة قبل توطيد أسس دولة حديثة تقوم علي الثروة النفطية.

مــؤسس الحركة السنوسية هو الداعية لدين الله (محمد بن علي السنوسي) سليل الفاتحين ملوك المغرب الأقصى، والمعروف بالسنوسي الكبير وكان علامه ومصلحاً اجتماعياً ولدا بمستغانم بالجزائر في عام 1787 م حيث كان أجداده حكام تلك البلاد، استقر بالجبل الأخضر في ليبيا حيث أسس الزاوية البيضاء التي هي منطلق للدعوة لدين الله. وانتشـرت هذه الدعوة عبر السنين حتى وصلت إلي عمق الصحراء (الجغبوب) قبل أن يبلغ السنوسي الكبير سن الستين، وهناك أسس مقره وجمع حوله الإخوان من تلامذته لينهلوا العلم والمبادئ السامية من مكتبة تضم 8 آلاف مجلد محولاً هذه الواحة الصحراوية إلى جامعة إسلامية لا يفوقها في القارة الأفريقية سوي الأزهر الشريف.

وعمـل السنوسي الكبير لإعادة المجتمع الإسلامي إلى نقاوته الأصلية التي كانت في أيام الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وخلال 20 عاماً تمكن من جعل الدعوة السنوسية لدين الله سائدة من النيل إلى الحدود التونسية ومن البحر الأبيض المتوسط إلى الصحراء الكبرى. ثم قام ابنه محمد المهدي المولود بزاوية البيضاء (دنقره) 1844م الزعيم الروحي والخطيب المفوه بتعزيز نفوذ هذه الدعوة حتى توغلت أكثر في أعماق الصحراء وامتدت إلي السودان، وفي عام 1895م قام الإمام المهدي بنقل مقره أكثر باتجاه الجنوب حتى واحة الكفرة ملتقي الطرق الصحراوية، وأصبح هذا المكان هو مركز الدعوة السنوسية لدين الله والتي تبعد مسافة مأمونة عن العثمانيين الموجودين علي الساحل الإفريقي الشمالي والفرنسيين الذين وصلوا حديثاً إلى أواسط أفريقيا.

حتى السنوات الأولى من هذا القرن كانت الدعوة السنوسية لدين الله محبة للسلام ذات رسالة تبشريه بالدين السمح ونشر العلم والمعرفة والحضارة والمدنية والتعاليم الدينية إلى تلك الربوع التي كانت تقطنها القبائل الوثنية آنذاك. ثـم جاء الاستعمار الأوروبي علي شكل عدوان ايطالي مستهدف في العام 1911م زعزعة الأتراك العثمانيين من معاقلهم في شمال أفريقيا وخاض الايطاليون حربا طاحنه دامت ست سنوات ضد المقاومة السنوسية تحولت هذه الأخيرة خلالها من دعوة إلى حكومة برئاسة الأمير (محمد إدريس السنوسي). ولكــــــــن طبيعة هذا الرجل جعلته اقرب إلى المفكرين والدبلوماسيين فعندما حاول الايطاليون بقيادة موسوليني في أوائل العشرينات تشديد قبضتهم علي ليبيا أنتقل الأمير الادريس إلى منفاه الأول في القاهرة، وأوكل السيد عمر المختار وعزز مكانته عند القبائل الليبية لقيادة الحرب بين السنوسيين والايطاليين طيلة عشر سنوات بين العام 1922 – 1932م كان الدعم  الوجيستي يأتيه من القطر المصري من خلال الأمير (إدريس السنوسي) وحتى القبض عليه وإعدامه شنقاً.

بقــــــــي الأمير إدريس مصدر الإلهام الروحي للقومية الليبية حيث توجه إليه البريطانيون طلبا للمساعدة من اجل إدارة دفة البلاد عندما قاموا بهزيمة الألمان الايطاليين في الصحراء الغربية في العام 1942م وأصبح إدريس ملكا علي ليبيا المستقلة في العام 1951م.

- هل كان إدريس ملكا صالحاً؟ وهل كان سجله مشرفاً؟ وهل أعطاه التاريخ حقه من التقدير أم لا؟

مما لا شك فيه انه كان ملكا زاهداً في العرش وقد حاول عدة مرات التنازل علي العرش، كما لم تكن له أي مطامع دنيوية فقد شب علي حب المطالعة والصلاة في الواحات المنعزلة، وكان يميل كأجداده السنوسيين إلي العزلة والانقطاع عن الناس، أما حياته فكانت تتسم بالبساطة والتواضع، ومن أفضاله الكثيرة انه في ظله توحدت مقاطعات ليبيا الثلاث لتصبح دولة واحدة كاملة السيادة. واستنـاداً إلى بعد النظر والرؤية الثاقبة للملك إدريس تجعله يميل إلى عزلة ليبيا لحمايتها من القوي الأجنبية الخارجية وسطوتها، ولكن المصيبة انه حكم في وقت لم يكن فيه العالم يترك ليبيا وشانها. إذ أن هناك القومية العربية والسياسات النفطية والتنافس بين الدول الكبرى والتي دخلت كلها الحلبه الدولية تلك الحلبه التي دخلت فيها ليبيا خلال الأربعون سنة الماضية ولا زالت.

رحـــــــم الله الملك إدريس والرجال الذين كانوا معه جعلوا لليبيا علماً ونشيداً وسجلوها بالمحافل الدولية.

عــاشــــت لـيـــبـــيـا

محمد إدريس أبو سيف

نص وثيقة تنازل الملك

محمد ادريس السنوسي

 


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد يا إخواني الأعزاء – رئيس وأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء مجلس النواب   ̶

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أقدم لكم هذا الخطاب قائلا:

منذ أن قلدتني هذه الأمة الكريمة الليبية ثقتها الغالية بتبوئي هذا المقام الذي شغلته بعد إعلان استقلال بلادنا العزيزة ليبيا. قمت بما قدر الله لي مما أراه واجبا عليّ نحو بلادي وأهلها وقد لا يخلو عمل كل إنسان من التقصير، وعندما شعرت بالضعف قدمت استقالتي قبل الآن ببعض سنوات، فرددتموها وطوعا لإرادتكم سحبتها، وإني الآن نسبة لتقدم سني وضعف جسدي أراني مضطرا أن أقول ثانية إني عاجز عن حمل هذه الأمانة الثقيلة، ولا يخفى أنني بليت في سبيلها خمسة وخمسين سنة قبل الاستقلال وبعده، قد أوهنت جلدي مداولة الشؤون وكما قال الشاعر׃

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش          ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

وقد مارست هذه القضية وعمري سبعة وعشرين سنة والآن في الثانية والثمانين ولله الحمد أتركها في حالة هي أحسن مما باشرت في بلائي بها، فأسلمها الآن لوليّ العهد السيد الحسن الرضا المهدي السنوسي البالغ من العمر ثلاثا وأربعين سنة هجرية، الذي يعتبر من اليوم (الملك الحسن رضا المهدي السنوسي الأول) على أن يقوم بعبئها الثقيل أمام الله وأمام أهل هذه البلاد الكريمة على نهج الشريعة الإسلامية والدستور الليبي بالعدل والإنصاف فاعتمدوه مثلي ما دام على طاعة الله ورسوله والاستقامة، وبعد اعتماده من مجلس الأمة يحلف اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة قبل أن يباشر سلطاته وإني إن شاء الله عقدت العزم الأكيد على اجتناب السياسة بتاتا والله على ما أقوله وكيل.

والذي أختتم به قولي، بأن أوصي الجميع من أبناء وطني بتقوى الله في السر والعلن، وإنكم جميعا في أرغد عيش وأنعم النعم من الله تبارك وتعالى.فاحذروا من أن يصدق عليكم قوله تعالى׃ ((ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آِمَنةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)). فالله الله مما يغضب الله، وتعاونوا على البر والتقوى لاتعاونوا على الإثم والعدوان ولاتفرقوا كما قال صلى الله عليه وسلم:

((لتأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم))


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


محمد ادريس المهدي السنوسي 
اليونان في 21 جمادى الأولى 1389 هجري الموافق 4 أغسطس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تكريم

الملك إدريس السنوسي

والمجاهد عمر المختار

بمقر الاتحاد الأفريقي

2013-05-26

في خطوة تعبر عن وفاء الشعوب الإفريقية لتضحيات مناضليها وبحضور نائب رئيس الوزراء للشؤون الفنية السيد/ عبد السلام القاضي رئيس  الوفد الليبي تم يوم السبت الموافق 25 مايو 2013 بمقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا وعلى هامش القمة  الاستثنائية  لقادة دول وحكومات الاتحاد ألإفريقي واحتفالا بالذكرى الـ50 لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية “الاتحاد الإفريقية”تم تكريم الملك محمد إدريس السنوسي ملك المملكة الليبية باعتباره أحد الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية التي انطلقت في العام 1963 وقد تم بهذه المناسبة وضع صورته بمكان بارز بمبنى الاتحاد الأفريقي ويأتي هذا التكريم اعترافاً من الشعوب الأفريقية بالدور الهام الذي لعبه الملك الراحل في بعث هذه المنظمة في الوقت الذي كانت تاني أغلب الدول الإفريقية من الاستعمار ودوره في إرساء دعائم الوحدة بين شعوب القارة والتي توجت بتحررها من كافة أشكال الاستعمار .

 

كما تم تكريم شيخ المجاهدين البطل عمر المختار باعتباره أحد المجاهدين والمناضلين الأفارقة اللذين أخذوا على عاتقهم مقارعة الاستعمار وبذلوا حياتهم في سبيل حرية الشعوب الأفريقية وما مثله هذا المجاهد الفذ من نبراس اهتدى به الكثير من المناضلين في جميع مناطق العالم في تحرير شعوبهم والذود عنها فأضحى رمزاً للتضحية والفداء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق