الأحد، 18 أغسطس 2013

المرحوم / المهندس جمعه سالم الأربش رجل من رجالات الوطن الأوفياء والمخلصين (الجزء الخامس)


المرحوم / المهندس


جمعه سالم الأربش


رجل من رجالات الوطن الأوفياء والمخلصين



لقد غادرنا العزيز فجاة وفي عز شباب التقاعد (67) ولحقت به الحاجة عواشة (59) بعد سنتين فقط من ذهابه التي اوصت بان تدفن بجانبه، ولحقت بهما الدكتورة سهام (48) منذ حوالى اربعين يوما، فخسارتي كبيرة وذهب بيت بحاله كان من اكثر البيوت قربا لي. كنت اقضي الساعات مع (عمي جمعة) المفكر والاستاذ  بالحديث في مواضيع كثيرة وخاصة التقنية منها في جلسات شاهي عري يطيب بهدوء على بياض نظيف تقوم عليه يد ماهرة وهي الحاجة عواشة التي كانت تتجاذب معنا اطراف الحديث بين الحين والآخر. لقد خططت بان اقضي معهما وقت طويلا بعد رجوعي وخلال فترة تقاعدهما – بعد بلوغي انا الآخر مرحلة الهدوء والتباطؤ وربما النضوج الشيابيني – ولكن سبقني القدر إليهما حيث التحق ثلاثتهم بالرفيق الأعلى. وفقدتُ وفقد معي والداي اعز الناس علينا. لقد بكت امي كثيرا وابكتني معها الجمعة الماضية. فعندما وصل الموعد ناديت “يُمّى” وأنا خارج البيت في الساحة التي كنا نلتقي الحاج بها وعائلته الكريمة، وقلت “عيت الحاج وصلوا”، انهمرت امي (75) بالبكاء ودمعت عينا والدي العجوز (82). كانت الخاطرة تلقائية، وربما حابا ومتمنيا ان يعود الزمن الى الوراء، وخاصة إلى ذلك الزمن الهادئ الجميل منتصف السبعينات عندما كان الحاج في عز عطائه.

ابّنتُهُ يوم وفاته بكلمة غُمِست بنهر من الدموع وضعتها على صفحة خاصة به على الانترنت – ارفقها لك.

رحم الله الحاج جمعه وزوجته وابنته، ونتوجه بالدعاء إلى العلي القدير ان يجمعهم مع بعضهم وان يجمعنا بهم في جنة الخلد يوم اللقاء، وربما نعاود تلك الجلسات الجميلة مع اطهر الأطهار بذلك المكان الخالد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق