الخميس، 8 أغسطس 2013

غدامس لؤلؤة الصحراء الليبية تنتظر عودة السائحين



غدامس لؤلؤة الصحراء الليبية

تنتظر عودة السائحين


211[1]

غدامس(ليبيا) – من ماري لوي جوموتشيان ـ (رويترز) ـ يستند محمد ابراهيم المرشد السياحي (80 عاما) الى حائط منخفض في بلدة غدامس بالصحراء الليبية ويقول انه ينتظر عودة السائحين الاجانب الذي اعتاد ان يأخذهم في جولات.

وعمل ابراهيم مرشدا سياحيا في الواحة لاكثر من 30 عاما ورافق آلاف السائحين في جولات في المدينة القديمة، التي ادرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة على قائمة المواقع الاثرية العالمية، ويطلق عليها محليا لؤلؤة الصحراء.

وتوقفت زيارات السائحين الاحانب منذ المعارك التي اطاحت بالزعيم السابق معمر القذافي في عام 2011 إذ يضر غياب الأمن بصورة ليبيا في الخارج.

ويقول ابراهيم “عادة ما كنت اصحب الزائرين لكل الأماكن الجميلة في البلدة وكانوا يعجبون بها. لم يعد السائحون يأتون ولكن حين يعودون ساكون موجودا”.

وغدامس مدينة صغيرة يقطنها نحو 11 الف نسمة تقع قرب حدود ليبيا الغربية مع الجزائر. وكانت مقصدا للسائحين الذي يتوافدون على ليبيا قبل انتفاضة الربيع العربي هناك.

وتتكون غدامس من مئات المنازل المصنوعة من الطوب اللبن وبها شبكة من الممرات المتداخلة المصممة للحماية من شمس الصحراء الحارقة.

في الماضي كانت المدينة مركزا تجاريا للقوافل في الصحراء الليبية. ولا يعيش أحد في البلدة القديمة الان لكن بعض سكان المدينة ما زالوا يملكون قطعا من الأراضي يزرعون فيها البلح والتين والرمان. ويصلي الرجال في المساجد وفي الصيف يجلسون في الجو الرطب بالممرات الطويلة.

وعادة مايكون موسم السياحة في غدامس في الفترة من تشرين الأول/اكتوبر إلى ايار/مايو.

ويقول طاهر ابراهيم وهو معلم كان يعمل مرشدا سياحيا لبعض الوقت ان عدد الزائرين كان يتراوح بين 30 و35 الفا كل موسم.

ويقول وهو يسير في المدينة القديمة حيث تجري اعمال تجديد حاليا ” كان يأتي الينا سائحون من جميع انحاء العالم. وعززت زياراتهم دخل السكان المحليين – الفنادق والمرشدين السياحيين والسائقين…لكن أعدادهم لم تكن كبيرة إلى هذا الحد. لم يركز النظام السابق كثيرا على السياحة.. كانت السياحة تتم في إطار خاص”.

وتحدث الحكام الجدد لليبيا عن زيادة عائدات البلاد – والتي يرد معظمها من النفط- عن طريق السياحة. لكن ليبيا لا تزال تزخر بالاسلحة وتطبق الميليشيات كثيرا القانون بنفسها لذا يظل الأمن يمثل أولوية.

وقال سراج الدين الموفق رئيس المجلس المحلي في غدامس إن السياحة ليست احدى الأولويات الان ولكنها هدف بعيد المدى. وأضاف أن ليبيا تعتزم إنعاشها في المستقبل.

ويؤكد السكان أن غدامس لا تعتمد على السياحة، فالكثير من سكانها يعملون في وظائف حكومية أو يديرون مشروعات خاصة. لكن تأثر البلدة بتراجع عدد الزوار واضح.

وقال جعفر عبد الحميد المسؤول عن فندق بن يدر الذي لا يزال يعمل في وسط البلدة “قبل الثورة كانت هناك سبعة فنادق في غدامس لكن فندقين فقط يعملان الان طوال الوقت. أتمنى عودة السائحين الأجانب في المستقبل بمجرد أن توجد حكومة قوية وحالة أمنية أفضل”.

وتزور وفود أعمال ووفود دبلوماسية أحيانا البلدة التي تأتي إليها ثلاث رحلات جوية فقط من العاصمة التي تبعد عنها حوالي 600 كيلومتر في الأسبوع. ويقول السكان إن مطارهم الصغير بحاجة للاستثمار حتى يستوعب أعدادا أكبر من الزوار في المستقبل.

وقال محمد الموفق وهو صاحب محل لبيع التذكارات “الأجانب مشترون جيدون للغاية لذا فالعمل تأثر بالفعل”. وأضاف “والان فإننا نعمل بشكل أساسي عبر السياحة المحلية الليبية”.

وتقيم بلدة غدامس مهرجانا في تشرين الاول/أكتوبر لمدة ثلاثة أيام كل عام ويأتي إليه الزوار للاستمتاع بالغناء والرقص في الشوارع ومتابعة غروب الشمس عند الكثبان الرملية القريبة.

ويأمل المسؤولون المحليون أن تتمكن البلدة من تحقيق ذلك بالعام الحالي ويرون أن غدامس قد تسمى عاصمة للثقافة الليبية العام المقبل.

وقال إبراهيم “كل من يأتون إلى غدامس يحبون غدامس ويقولون جميعا إنهم لم يروا شيئا مثلها قط. وهذا مشجع بالنسبة لنا”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق