الخميس، 8 أغسطس 2013

كارثة بيئية تحل باجدابيا


كارثة بيئية تحل باجدابيا 

 

أجدابيا

مناشدة إلي وزارة البلديات بالحكومة المؤقتة…. اجدابيا تمر بكارثة بيئية نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة مما يترتب عليه أخطار بالبنية التحتية للمدينة نأمل الإسراع بأخذ التدابير السريعة لحل هذه المشكلة البيئية الخطيرة بالنظر إليها وتكليف مكاتب استشارية متخصصة لحل هذه المشكلة.

***

في البداية نعطي فكرة عن المياه الجوفية في مدينة اجدابيا المياه الجوفية في اجدابيا كانت مياه شبه سطحية ليس لها مصدر إلا من مياه الأمطار التي كانت تمطر موسميا علي مدينة اجدابيا ونظر قلة عدد السكان في القرون الماضية في هذه المنطقة كانت المياه تتجمع تحت الأرض علي مسافات متفاوتة من أربعة متر إلي سبعة متر لأن اجدابيا ليست ارض منبسطة بل توجد بعض المناطق بارتفاعات متفاوتة عن سطح البحر ونظرا لمصدر المياه هي مياه أمطار فكانت هذه المياه صالحة الشرب إلي حد ما من ناحية العذوبة فقط أما من ناحية التلوث فكان التلوث ليس بالقدر الموجود في هذه الفترة ولكن هذه المياه أصبحت ملوثة عندما دخلت عليها الحداثة في أواسط الستينات من القرن الماضي ومن تلك الفترة بدأت المياه غير صالحة للشرب إطلاقا ومن هذه الفترة بدأت اجدابيا تعاني من تجمع المياه الجوفية من مياه أمطار والمياه السوداء المنبثقة من المجاري وبدأت اجدابيا في أوائل السبعينيات من الشرب والاعتماد علي مياه البحر بعد تكريرها ومن تلك الفترة بدأت منسوب المياه بارتفاع منسوبها دون ما يدرون أهلها فقط كانت تسحب في بعض استخدامات مثل الزراعة وري بعض الماشية وكان السحب متوازن مع هطول الأمطار وبعض التسريبات من مياه المجاري,,,

ولكن عند ربط شبكة مياه النهر الصناعي بالشبكة الداخلية بالمنطقة ومع تدفق يوميا من عشرون إلي ثلاثون ألف متر مكعب يوميا إلي مدينة اجدابيا من المياه بدأت المشكلة تتفاقم دون علم أهل المنطقة وبدأت المياه تتسرب من تحت أقدام أهل المدينة إلي جوف الأرض ومع وجود النظام السابق ونظرا لشح الكادر الفني والخبراء الوطنيين  ومع النظام المنهار في مؤسسات الدولة لا يوجد مكاتب بحوث ولا نظام إعلامي حر مما زاد الطين بله بتفاقم هذه المشكلة من تزويد مدينة اجدابيا في أوسط التسعينات من القرن المضي بمياه النهر الصناعي دون تقديم دراسات في كيفية حلول مثل هذه المشاكل ولا تقديم أي مركز متخصص لدراسة مثل هذه الظاهرة البيئية كان النظام السابق لا يهتم لمثل هذه الظواهر وفي أوائل هذا القرن بدأت المشكلة بالبزوغ علي السطح بعد أن انهارت منظومة الصرف الصحي بالتفاقم ولم تقوم بالدور المناط بها في حسن استخدام هذه المياه السوداء وعدم وضع دراسة وخارطة عمل في كيفية استغلال هذه المياه وبدأت تتسرب إلي باطن الأرض مع أن في البداية لا توجد دراسة متخصصة في وضع هذا الخزان جنوب اجدابيا وما هي الأضرار المترتبة عليه في حال انهيار هذا الخزان في حالة حدوث كوارث بيئية لا قدر الله حيث أن وجوده الآن فوق منسوب مدينة اجدابيا (أي أعلي من منطقة اجدابيا ببعض الأمتار) بالإضافة إلي عدم وعي الجماهير مدينة اجدابيا بحسن استغلال هذه المياه نقصد مياه النهر حيث المواطنون يزيدون العبء بملي مياه الجوفية بترك حنفيات مياه النهر المرتبطة بالمنازل مفتوحة داخل أبار المنازل طول الوقت ظنا منهم أنها سوف تزيد من عذوبة المياه الجوفية نظرا لعدم وجود الوعي الثقافي لدي المواطنين في اجدابيا,,,

من عام 2000 م بدأت المشكلة تتفاقم ويزداد مخزون المياه الجوفية في هذا العام كان منسوب المياه في موقع داخل مدينة اجدابيا كان علي بعد أربعة أمتار من سطح الأرض تقريبا  ومن تلك الفترة أنا شخصا هاجرت المنطقة خارج الوطن وبعد مضي عشر سنوات رجعت وجدت أن منسوب المياه في تلك المنطقة قد وصل إلي واحد متر من علي سطح الأرض مما ينبئ بكارثة بيئية خطيرة جدا جدا وأن مدينة اجدابيا سوف تسبح في بحيرة مائية وهذه الكارثة سوف يكون لها مردود سلبي علي كل البنية التحتية للمدينة وأول من يتضرر شبكة المياه الرئيسية وشبكة الكهرباء من الجهد المتوسط والمنخفض وكذلك شبكة التلفونات وأيضا شبكة الصرف الصحي وهذا هو الأعظم خطورة علي بيئتنا وهذا متوقع ليس ببعيد ممكن من أربع إلي خمس سنوات من الآن إذا لم يأخذ بجدية وتتكاتف كل الجهود أهل المدينة لحل هذه المشكلة أو يهجروها.

عليه فإن سكوت علي هذه الكارثة هو بعينه السكوت علي نهاية مدينة اجدابيا ومستقبلها ويجب من الآن تتكاثف كل الجهود وخاصة المجلس المحلي بطلب من وزارة البلديات بتكليف مكتب عالمي بدراسة هذه الظاهرة البيئية الخطيرة ووضع حلولا لها  في أقرب فرصة ممكنة قبل أن تتفاقم أكثر فأكثر وذلك بتشكيل لجنة من التخصصات جميعها (السلامة والبيئة والزراعة والكهرباء والاتصالات والطرق والمياه والبترول وكل من له علاقة بالبيئة والبنية التحتية) وتضع لها كل الإمكانات المتاحة ولها الصلاحيات المطلقة لدي كافة الوزارات ولها صلاحيات كاملة بتكليف مكاتب ذات لاختصاص بعد تنسيق مع رئاسة  الحكومة.

كما تقوم إدارة الأوقاف بالمدينة بالتحريض عن طريق المساجد ولمدة سنة كاملة كل يوم جمعة وتذكير المواطنين بخطورة هذا الأمر وإقامة ورش عمل لكل المؤسسات داخل مدينة اجدابيا وكذلك كل المدارس بدون استثناء عن كيفية تفادي وحل هذه المشكلة وأيضا بنشر ملصقات دعائية تنبه بخطورة هذه الكارثة البيئية التي سوف تحل بمدينة اجدابيا مع استمرار الإرشاد التوعوي دون توقف لمدة سنة كاملة


المهندس/ فتحي الكاسح
Beaco7@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق