الأحد، 18 أغسطس 2013

المرحوم / المهندس جمعه سالم الأربش رجل من رجالات الوطن الأوفياء والمخلصين (الجزء الثالث)


المرحوم / المهندس


جمعه سالم الأربش


رجل من رجالات الوطن الأوفياء والمخلصين (الجزء الثالث )


أهلنا فى مدينة العجيلات تلك المدينة الهادئة التى تٌبسط ذراعيها بين البحر والجبل وسط الخضرة والمياه العذبة بمجرد أن تسمع بضيف قادم تهلل أهلاً وسهلاً ومرحباً شامخة برأسها من بين الأشجار الباسقات لما حباها ألله تعالى من جمال طبيعة وكرم أهلها وتاريخهم المشرف وطيبتهم المعهودة ونقاء سريرتهم ، كيف لا وهى تحتضن أحد اولياء إلله الصالحين (سيدى بوعجيله) أحمد حركات الأنصارى فلا تستغربوا فأهلنا فى الوطن الغالى وفى كل بقعة طاهرة منه يجلّون ويحترمون ويكرّمون الأولياء ويتباركون بإحتضانهم ويتفاخرون أيما إفتخار ، عقيدة الفطرة وحب الأولياء ليست بالجديد عليهم فقد توارثوها جيلاً بعد جيل ، فهذا سيدى بوعجليه وذاك سيدى عبدالسلام الأسمر الشهير وبجواره سيدى أحمد الزروق وسيدى أرويفع الأنصارى فى الجبل الأخضر وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فى مدينة درنه … كل بقعة فى ليبيا الغالية أبت ألا تحتضن فى جوفها العديد من تلك الأجساد الطاهرة من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكان أحفادهم خير خلف لأفضل وأطهر سلف .

فى مدينة العجيلات العزيزة كان مسقط رأس أحد شرفاء ليبيا المرحوم / جمعه سالم الأربش وبالتحديد فى سنة 1934م فى أسرة متواضعة كغيرها من الأسر الليبية التى عانت الأمرين من وجود إستعمار إيطالى غاصب لأرضها ولكن فى الوطن رجال فلم يهدأ بال قبائلنا وعشائرنا وعائلاتنا فى ليبيا إلا بعد تحرير الوطن وطرد الغاصب الدخيل ، فها هو وطننا الغالى يندمج أهله فى رابطة الدم جمعت بينهم الجذور العربية الأصيله فما من قبيلة ولا عشيرة ولا عائلة فى غربنا العزيز إلا ولها رابطة دم ومصاهرة فى شرقنا الغالى ولا قبيلة ولا عشيرة ولا عائلة فى شرقنا الغالى إلا ولها جذور فى غرب الوطن الحبيب وجنوبه ، ميزة قلما توجد فى أى بقعة على الأرض فما إندماج الأهل فى الغرب والشرق والجنوب والشمال إلا هبة من ألله العزيز القادر على جمع الناس فى بوتقة واحدة لينصهروا معاً لكى يهبوا هبة رجل واحد عندما ينادى المنادى حى على الجهاد حى على الجهاد ولنا فى التاريخ عبرة … الله أكبر هذه هى ليبيا .

أقول بكل فخر …. لقد بدأت علامات النبوغ والتفوق تظهر على ذاك الطالب منذ أن كان فى الفصول الدراسية الأولى الإبتدائية والإعداية بمدينة العجيلات ، ثم إنتقل إلى مدينة الزاوية التى كانت تشع بالعلم والفكر والمعرفة لكى يدرس بمدرستها الثانوية ويتفوق بإقتدار وجدارة لكى يتم إيفاده إلى جمهورية مصر العربية للدراسة بجامعة عين شمس (كلية الهندسة) ويتحصل على ترتيب متقدم (إمتياز) فى سنة 1957 م ليكون من أوائل المهندسين الليبيين الذين تحصلوا على هذا الترتيب .

ما أن رجع المرحوم/ جمعه سالم الأربش إلى الوطن حتى باشر العمل والتخصص الذى كان يحمل شهادته بكفاءة عالية وعمل بالمحطة الوطنية لإنتاج الكهرباء ثم رئيساً لها ثم مديراً لإدارة التوزيع بطرابلس حتى تعيينه رئيساً للمؤسسة العامة للكهرباء .

وما أن قامت ثورة الفاتح من سبتمبر 1969 م أوقف عن العمل لمدة شهرين غير أن ملف هذا الوطنى الغيور أبيضاً فى خدمة الوطن ، حيث تم تعيينه مديراً للمؤسسة العامة للكهرباء ثم وزير الكهرباء لفترة وجيزة حتى تم تكليفه أميناً للجنة الشعبية العامة للكهرباء لعقدين من الزمن ثم أميناً للطاقة لمدة سنتين 1986/1988 م وفى سنة 1996م تقدم بطلب إحالته للتقاعد نتيجة لظروف صحية طارئة إلا أن الدولة كانت تكلفه بمهام جدير بها لمعرفتها بكفاءته وخبرته التى لا تقارع فى مجال تخصصه فقد تم تكليفه رئيساً للجنة دراسة الوضع المائى ثم رئيساً لشركة التفتيش بمالطا ثم رئيساً فخرياً لشركة صنع المحولات الكهربائية فى تونس .

الدولة الليبية لم تبخل على المرحوم / جمعه سالم الأربش من التكريم فقد تحصل على نوط الفاتح من الدرجة الأولى وكذلك وسام من رئيس وزراء الهند (أنديرا غاندى) … وهنا أود أن أضيف أن التكريم الذى يناله كل يوم ممن عملوا معه وعرفوه عن قرب بعبارة (ألله يرحمك يا عمى جمعه) هذه الدعوة الصادقة مستجابة إنشاء الله تعالى لأنها صادقة ونابعة من القلب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق