الجمعة، 20 يونيو 2014

حقائق عن عملية الكرامة



حقائق عن عملية الكرامة 



الكاتب / محمد علي المبروك 
20/6/2014 

عندما تصرخ مدن ليبيا ، تستنجد .. تستغيث . وهى غارقة في بحر الدم . وعواصف الهم . وأعاصير الغم . بعواقب القتل والاغتصاب والتفجير والسطو وتلوين هذه المدن البرئية بلون الدم الأحمر وبلون الظلام الأسود والمؤتمر الوطني  في خمود . وحكوماته في جمود ، كيف يكون عليه العتب ويكون عليه الشتم . ويكون عليه التهم . للذي  استجاب لصرخات .. لصيحات . المدن الليبية من أفراد الجيش الليبي ، فسموا عملية الكرامة التي يقوم بها الجيش الليبي بالانقلاب وهو بالفعل انقلاب ولكنه انقلاب على المأساة التي تعيشها ليبيا ،وسموها خروج عن الشرعية بينما شرعية المؤتمر الوطني وحكوماته لا تتجاوز لكل فرد منهم حدود المساحة المكانية لمكاتبهم اي لا تتعدى بضعة  أمتار ، والشرعية الفارضة لنفسها في مدن ليبيا ، هى القتل والخطف والاغتصاب والتفجير والسطو ، نعم ،أفراد الجيش هم خارجون عن شرعية المأساة التى ظللت بظلامها الارض الليبية ، ماهى الشرعية التي خرج عنها أفراد الجيش الليبي  ؟  ولا وجود في ليبيا الا شرعية المأساة وسلطة الأجرام .
هؤلاء الخارجون عن الشرعية كما يقولون ، هؤلاء الخارجون عن شرعية المأساة كما حق القول ، هم القوة الوطنية الوحيدة الرسمية المتبقية في ليبيا فهى قوة عسكرية متمثلة في وحدات من العسكر الليبي التى لها ترسيم وطني أصيل مستمد من قانون الدولة الليبية والقوانين العالمية الخاصة بالعسكر وبحسب القانون وللمهام المسندة دوليا للعسكر فلهذه القوة الحق في اتخاذ اي اجراء قتالي لحماية مجتمعها حتى دون الرجوع الى السلطات القائمة ، استنادا لمهام العسكر في حماية المجتمعات البشرية وعالميا لا تمنح المهمة القتالية الا للعسكر ورجال الأمن بمختلف أنواعهم ، ولا تمنح للمجموعات المسلحة كما فعل المؤتمر الوطني وحكوماته ، بمنحها للكتائب والعصابات الدينية والسياسية  ، وهذه تصنف بمجموعات خارجة عن القانون  .
 وتبقى قوة العسكر التى تقوم بعملية الكرامة ، قوة وحيدة يعول عليها ، تقع تحت السيطرة الوطنية ، بحكم القانون والأحكام العسكرية التى تفرض على هذه القوة الانتماء لليبيا ، مع وجود قوى متعددة في ليبيا خارج السيطرة الوطنية وهم انصار فبراير بقواهم المسلحة وانصار القذافي بقواهم المسلحة وانصار المعتقدات الدينية المنحرفة عن صحيح الاسلام وهم بقواهم المسلحة ولاضمانة لليبيا بين هؤلاء الا قوة العسكر اي الجيش الليبي الذي يقود عملية الكرامة ، ومن ثمار عملية الكرامة التى قطفتها ليبيا اخيراً هو التلاؤم في بعض الانقسامات الوطنية ، خصوصا الانقسام بين بعض انصار فبراير وبعض انصار القذافي ، حيث اجتمع الطرفان على هدف وطني واحد وذلك بتأييد عملية الكرامة .
لقد هبت قوة العسكر فزعا . حتى تكون لمجتمعها درعا . فالمأساة عظيمة وهى مهلكة لليبيا ، المزعج في هذا الصدام ، هو بقاء المؤتمر الوطني وحكوماته في مأمن عن الصدام وهم رؤوس الامر في ذلك  فهم  من أسس ودعم وجامل  هذه الجماعات التى تتصادم مع الجيش الليبي والمزعج الاخر في هذا الصدام ان المتهم غير معين اي لا متهم محدد في القتل والخطف والتفجير* ، والقتال واقع على سبيل الشبهة ، والسبب في ذلك للحكومات المتعاقبة ومؤتمرها الوطني السفيه . الذي استنسخ مجلس نواب الآن به شبيه ، فقد أعلنوا عن تحقيقات . في كل الاغتيالات . والتفجيرات . وطالت كل العصابات . (بئس الامر أمرهم  ) حتى انهم استوردوا محققين من دول اخرى ولاشئ ، الا بهتان القول .والكذب على العقول . وتاليه فان قوة العسكر على ما بدا لي تواجه كتائب بعضها متهم وبعضها غير متهم ، المتهم جاز مقاتلته وغير المتهم لا يجوز فيه اولا الا المفاوضة ليلقي سلاحه ويجب هنا تجنب المشتبه به وأحكام الصدام على المتهم فقط  ، ان الحرب التي تقيمها قوة العسكر هى حرب في الظلام وبالتالي المواجهة بالضرورة تكون عامة فلا يوجد عدو واضح مرئي في هذا الظلام  يقع عليه الصدام وتاليه المواجهة على مد الظلام ، المسؤولية في ذلك على وزارات الداخلية والمؤتمر الوطني الذين ما حددوا للعيان متهما بعينه ، قاتل للابرياء .
 الإزعاج الأكبر في هذه العملية ان طرفي القتال من قوة العسكر او من العصابات المسلحة كليهما يريد ان يحسم الامر لذاته باستخدام السلاح الثقيل وبين هؤلاء وهؤلاء عائلات .. اطفال .. نساء .. شيوخ .. .. مرضى .. عجزة .. معاقين ، وغير مايصدم هؤلاء من دوي القذائف رعباً ورهبا مما يجعلهم ينزعون فرار . الى غير قرار . مهجرين مشرذين ، قد تصيبهم القذائف المدمرة الهوجاء . فتحيل أجسادهم الى أشلاء ، فالقذائف والصواريخ والراجمات لا تفرق  بين مدني ومقاتل ، ولايجوز أخلاقا في المدن استخدام الأسلحة الثقيلة ، ويعرف في المدن ، استخدام الأسلحة الخفيفة ، فقط وهى البنادق والرشاشات بأنواعها مع الحرص بتحديد مرمى النيران تجاه الخصم ، ان من الأخلاق ان تنكس المدافع وفوهات القذائف عندما تكون في مرمى المدنيين الأبرياء ، حرمة للنفس البشرية ، ولكن هذا ما لايعرف به المقاتل الليبي .
   
وما تعلق  بفتوى العلامة ، فضيلة مفتي ليبيا العالم الصادق الغرياني ، والذي أفتى حول عملية الكرامة ، فتوى يعلم الكثير منا مضمونها ولاداعى لطرح مضامينها المعلومة من الجميع ، هذه الفتوى صحيحة في ذاتها ولكنها باطلة في أساسها ،فالمعلومات التى قامت عليها الفتوى هى معلومات مدسوسة وهى معلومات قلب فيها الحق باطلا والباطل حقاً ، والذي أمد هذا العلامة بهذه المعلومات هم ذاتهم أعداء عملية الكرامة من اعضاء المؤتمر الوطني والعصابات الدينية المسيطرة على الشأن الليبي ، لذلك فان هذا الأساس الذي قامت عليه الفتوى هو أساس باطل والفتوى في ذلك صحيحة بحسب المعلومات التى قامت عليها، وغير صحيحة بوقائع عملية الكرامة ، التى تخالف تلك المعلومات لذلك نقلت معلومات لهذا العلامة مخالفة لواقع عملية الكرامة  حتى تكون الفتوى محققة لمصالح العصابات المسيطرة على الشأن الليبي ، ومن المعلومات التى نقلت بهتانا وزورا لهذا العلامة  والذي هو برئ منها ، ( ان قوة العسكر التى تقود عملية الكرامة ، هم ذاتهم كتائب القذافي التى قاتلت مع القذافي في فبراير ، وهم مدعومون من انصار القذافي في الخارج ، وان قوة العسكر تقاتل ثوار فبراير وتهدف الى إرجاع نظام القذافي لليبيا ) .
يبقى أفراد الجيش الليبي الذين يقودون عملية الكرامة ، الأمل الوطني الوحيد لليبيا ، ولا أمل  لليبيا في مجلس نواب او دستور اومجالس بلدية   *( كيف تقام أركان أساسية على فراغ قاعدي  ؟، هذه هى ذات الظروف ،بل أشد التى قام عليها المؤتمر الوطني البائس ويقوم عليها الآن مجلس النواب والذي سيكون بائسا ، وذات الظروف ، بل أشد التى قامت عليها المجالس المحلية البائسة وتقوم عليها الآن المجالس البلدية والتى ستكون نسخة بائسة من المجالس المحلية ، هذا الدستور لن يكون حبل نجاة بل سيكون حبل هلاك وخطرا على الشعب الليبي لانه يصاغ في بلاد غير مستقرة وتفتقد لأي قواعد مؤسسة للدستور ولا يكون دستورا للشعب الليبي وسيكون دستورا للعصابات . وجماعات الانقسامات . لانه سيصاغ تحت سلطان هذه العصابات والكتائب المسلحة ).
__________________________________________________________________
* من المهم ان يعلم الشعب الليبي ، ان ليبيا عامة وبنغازي خاصة صارت ساحة يحتشد فيها القتلة والمجرمين والسفاحين والجزارين ، وغير الجماعات الدينية المتطرفة ، هناك جماعات ومنظمات اجنبية مسلحة ، من هذه الجماعات المسلحة ماكانت ردا على دعم حكام فبراير لبعض المعارضين لبعض الحكومات فأرسلت لليبيا انتقاما على ذلك ، ومنها جماعات مسلحة شيعية ، ومنها جماعات مسلحة إجرامية ، وجماعات مسلحة مخابراتية وعسكرية  تتبع دولا ،  وهناك قرائن أمنية في قضايا ضبطت سابقا تشير الى ذلك وان تحجب او تهمل او تغفل  دلالات هذه الحقائق  ، فانه والله خيانة وطنية ، لك الله ياليبيا ، لك الله .
* عبارات من مقال سابق ، توافقت في المعنى مع الخاتمة ، عنوانه : لن ينفع ليبيا دستور او مجلس نواب اومجالس بلدية . 

محمد علي المبروك خلف الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق