الأربعاء، 25 يونيو 2014

فقر موائد رمضان في ليبيا

 فقر موائد رمضان في ليبيا 


محمد على

الكاتب / محمد علي المبروك


يحل على ليبيا شهر رمضان . ولا يرتوي فيه الصائم الظمآن . ولا يشبع فيه الصائم الجوعان . ولا يتلذذ فيه مدمن القهوة والشاى والدخان . اذا الأفطار فيه حان  . 
وعلى مايبدو سيأتي  رمضان بمائدة فقيرة على البعض من الأسر الليبية ، مائدة هى الأشد فقرا من موائد الأعوام السابقة أعواما تتبدل سوءا عاما بعد عام وذلك بفضل مرتبات دنيا لبعض الأسر وأسعار عليا مما يحفز شحا في الصرف والشراء والاقتصار على الضروري ، فارتفعت اسعار الغذاء ارتفاع مأهول . حتى صار الشراء عند هذه الأسر أشبه بغول . 
مما سيفقد بعض الموائد الرمضانية الليبية ، الوجبات الجانبية الشهية والتى عرفت في شهر رمضان لانها مكونة من اللحوم والخضار والبيض وهى مواد ترتفع أسعارها ارتفاع ظالم مما سيشطب هذه الوجبات الشهية  من قوائم الموائد الرمضانية الليبية وستفقد بعض الموائد ، الحليب الجيد والتمور الجيدة والمشروبات الجيدة وذلك لتصاعد الأجود منها سعرا وقد تجد بعض الأسر العزاء  في عسرها المعيشي  في الأغذية  الردئية  فتجلب لموائدها أردأ حليب وأردأ تمر وأردأ مشروبات وأردأ أطعمة لانخفاض أسعارها و هى أرخص وأدنى  مانضحت به أسواق الغش وهى أردأ  ما أنتجته المصانع المتعثرة الخارجة عن الرقابة الصحية . 
وستشهد المائدة الرمضانية عند بعض الأسر الليبية وجبة أساسية واحدة هى كالوجبات المعتادة في غير شهر رمضان ويأتي فقر المائدة الرمضانية هذا العام في إطار أزمة معيشية من اهم ملامحها ارتفاع شاهق في الأسعار وهى أزمة عززتها السلطات القائمة التى لا تأبه لمعيشة الأسر الليبية فلم تخفض الأسعار ولم تحمى المستهلك وكأنها سلطات تعيش لذاتها ولا تعيش لشعبها وإلا كيف تحترق كرامة عيش المواطن الليبي بأسعار مرتفعة ومرتبات دنيا فيتحول  الى فقير . حياته تعاسة وتقتير .
 والسلطات القائمة تسمع ولا تتحرك وكأنها مشلولة  . وترى ولا تخطو وكأنها مغلولة .  واليكم عينة لسعر اهم مادة غذائية في شهر رمضان بالنسبة لليبيين وهى اللحوم وفيها  مقارنة بين الأسعار السابقة ،ماقبل فبراير وما بعد فبراير :- 
*---------------------------------------------------------------------------------
نوع اللحوم               سنة 2010 م وسنة 2011 م      سنة 2014 م قبل رمضان بخمسةايام  _______________________________________________________________
ضأن وطني                  12 دينار ليبي كجم .             23 دينار ليبي كجم، مرشح للارتفاع 
_______________________________________________________________
ضأن مستورد.               8 دينار ليبي كجم                17دينار ليبي ، كجم مرشح للارتفاع  
______________________________________________________________
جمل وطني ، لحم           9 دينار ليبي.كجم                20 دينار ليبي كجم، مرشح للارتفاع  
_______________________________________________________________
جمل وطني بالعظم         8 دينار ليبي كجم                16 دينار ليبي ،كجم مرشح للارتفاع  
_______________________________________________________________
بقر ، لحم                     8 دينار ليبي كجم               18دينار ليبي كجم ، مرشح للارتفاع 
_______________________________________________________________
بقر لحم بالعظم              7 دينار ليبي كجم             16 دينار ليبي كجم ، مرشح للارتفاع 
_______________________________________________________________
بقر مستورد مجمد           5 دينار ليبي  كجم                13 دينار ليبي كجم 
_______________________________________________________________
ضأن مستورد مجمد         7 دينار ليبي  كجم                14 دينار ليبي كجم
_______________________________________________________________

هذه عينة من مادة غذائية أساسية لليبيين في شهر رمضان وهى مرشحة للارتفاع بأضعاف الأسعار المذكورة . ومع هذه المادة الغذائية التى هى اللحوم هناك عديد المواد الغذائية الداخلة في الموائد الرمضانية والتى ترتفع أسعارها ارتفاع شاهق ولا تجرؤ بعض الأسر حتى التفكير فيها ،كيف سيتكيف معيشيا مع هذه الأسعار من كان مرتبه ، 450 دينار او 500 دينار او 600 دينار ؟ 
ومع أزمة الغذاء التى تدفع الأسر الليبية بعيدا عن اقتناء الأشهى والاطيب من الطعام ، تتعددالأزمات  وهى في حقيقتها أزمة  واحدة ، هى أزمة حكام* ، ومن هذه الأزمات ، أزمة غاز الطهي الذى انقطع الا اليسير منه ، يستحوذ عليه بعض الحمقى ويبيعونه بأسعار عالية غير مسبوقة  وهذا يبدئ ان الأسر الليبية ستطهو طعام أفطارها في شهر رمضان على مواقد الفحم والخشب وذلك كما حدث لأسر المنطقة الغربية من ليبيا في شهر 8 سنة 2011 م ، فكانوا يطهون طعام أفطارهم على مواقد الفحم والخشب لانقطاع غاز الطهي في تلك الفترة بسبب احداث فبراير .
 وأزمة تنبض بعد كل حين وهى أزمة وقود السيارات ، لشح الوقود ، هذا الشح الذي يجلب على محطات الوقود الزحام . الذي يوقع خصام . لا يفضه الا القتل بين أبناء ليبيا خصوصا في شهر رمضان وسيفرض شح الوقود على الأسر الليبية الإقامة الجبرية في بيوتها لشح الوقود الا من فر من أسر هذه الأيام الى الشقيقة تونس والشقيقة  مصر حتى ينعموا بصيام  هانئ . 
الأزمة الاخرى التى ظهرت طلائعها من ايام وأرادت التعاقب على شهر رمضان وكل شهر في رمضان هى أزمة الكهرباء الذي ينقطع في مدد طويلة وتعتمد عليه الأسر الليبية في حياتها ، في إنارة بيوتها وتشغيل معدات المطبخ ودفق المياه في داخل بيوتها وتبريد او تدفئة بيوتها وهو ماسيربك حياة الأسر الليبية في هذا الشهر .  مع تقديري للشركة العامة للكهرباء ، لأنني  اعلم بان انقطاع الكهرباء بسبب الظروف السيئة التى تعمل فيها هذه الشركة وهو خارج عن إرادتها.
ماهى وظيفة المؤتمر الوطني والحكومات ، ان لم يرعوا معيشة الأسر الليبية  ؟ ماهذه الظواهر البائسة المزخرفة بالكذب والدجل والبهتان  كوزارة الاقتصاد وجمعيات حماية المستهلك  ؟ التى لم تحمى الأسر الليبية ، اي حكام هؤلاء يرفعون دخولهم ومرتباتهم ويحمون أسرهم ولايأبهون لأمر الأسر الليبية  ، هل هناك عاقل ، أريب ، يحل على قومه حاكما اذا حل عليهم حلت التعاسة يرضى ان يبقى حاكما الا اذا كان ............. اترك لكم باقي الكلام ، لقد سأمت من شتم هؤلاء حرقة علي وطني وابناء شعبي  هم لايحسون  بشعب كامل يشتمهم لمعاناته  فكيف سيحسون بشتمي وانا فرد من هذا الشعب . _______________________________________________________________
*  أسعار اللحوم : مصدرها سوق اللحوم بمدينة الزاوية ، وهو من اكبر أسواق اللحوم في المنطقة الواقعة غرب طرابلس .
* أزمة حكام : يبلغ الخنق المعيشي  للمواطن الليبي ، مبلغا بقرار رئاسة الوزراء ان يوم الأربعاء الموافق 25 -6 - 2014 م هو يوم عطلة بمناسبة انتخاب مجلس النواب وذلك يعنى إقفال للمصارف وتعطيل المواطن على قبضه لمعاشه تطلبا لشهر رمضان ، ويعنى ازدحام شديد على المصارف في يوم الخميس لان اليوم الذي يليه هو يوم الجمعة وهو يوم عطلة للمصارف ثم يليه يوم السبت وهو أيضاً يوم عطلة للمصارف واليوم الذي يليه ربما شهر رمضان فيبلغ المواطن الليبي شهر رمضان ولا يبلغ معاشه الا اذا حدث استثناء وفتحت المصارف يوم السبت ، وكان الأجدر استثناء المصارف من هذه العطلة تيسيرا للمواطن الليبي .
محمد علي المبروك خلف الله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق