الخميس، 26 ديسمبر 2013

السيد أحمد الزبير أحمد الشريف السنوسي




السيد أحمد الزبير أحمد

الشريف السنوسي




الزوبير لاسنوسى



الإنسان الشريف المجنى عليه



نقلاً عن صفحة وجوه ليبية مشرقه بنغازى .



كانت الدفعة 33 (1954 ـ1957) منذ تاريخ إنشاء الكلية العسكرية العراقية والدفعة الثانية إلى العراق بالنسبة لليبيا مكونه من عشرين طالباً ـ 15 من برقة و5 من طرابلس ـ وهم: من برقة فوزى وأخوه جلال الدغيلي، صالح وأخوه حسن السنوسي، جاد الله عبدالحفيظ،، محمد سعد جبريل، أحمد الزبير السنوسي، رمضان غريبيل، محمد الهلالى، أحمد فوزى هلال، محمد شحات فالح، عبدالحميد الماجرى، عبدالقادر خليفه، أحمد السبيع، وحليم البورى. أما جماعة طرابلس فكانوا: محرم نديم بن موسى، طارق خيرى السراج، الطاهر الناجح وسليمان الفقيه حسن ومن زوارة جمعه مولود شعبان.


وقد استقال حليم البوري لصعوبه التدريب الذى لم يتحمله واستمر 19 طالباً بالكلية حتى تخرجهم. ولكن أثناء التخرج رفضت ليبيا منح أحمد الزبير السنوسي رتبته العسكرية وفصل من الجيش لأن الملك إدريس لم يكن وقت التخرج راضياً عن عائلته السنوسية بسبب قتل محمد الشريف محي الدين السنوسي لإبراهيم الشلحي خادمه وناظر خاصته آنذاك في خامس من أكتوبر 1954 بمدينة بنغازي.


المهم أن العراق اعترفت بتخرجه ومنحته الرتبة. ولما كان الملك فيصل متعاطفاً مع الملك إدريس لم يرض باستخدامه بالجيش، أي لم يرض أن يلتحق كضابط بالجيش العراقي، ومنحته الكلية بعض المال من مدخراتها الخيرية وسافر الى سوريا سنة 1957 بعد ما أتم التدريب فى صنف المخابرة (الإشارة) واكتسب خبرة تمكنه من العمل. وكانت سوريا برئاسة شكري القوتلي فى أوائل 1958 على وشك الإنفتاح على مصر حيث تبنت قضايا عربية كثيرة.


وعلمت سوريا بأن أحمد الزبير السنوسي هو أمير من العائلة السنوسية وحفيد المجاهد أحمد الشريف السنوسي، وأنه مطارد لا يجد عملاً فأوجدت قيادة الجيش له عملاً بصفة مدنية كفنى أجهزة لاسلكية، وألحق بالخدمة فى فرع بالجيش قرب ضاحيه المزة. ووجد أحمد الزبير حجرة على سطح إحدى المساكن فسكن فيها واستمر يعيش حياته فى تلك الحجرة وفي عمله كفني مخابرة بمرتب قدره 150 ليرة في الشهر، وكان يعيش على الكفاف. وأثناء عودة طلبة الكلية الليبيين من الإجازة كان البعض يسافر عبر لبنان وسوريا بالباخرة متوجهين إلى بغداد، وكان بعض الضباط والطلبة الموسرين يزورونه ويتركون له بعض المال دون أن يشعر بهم، كمساعدة له.


استمر أحمد الزبير في معيشته حتى قامت ثورة العراق في 14 يوليو (تموز) 1958. وكان آمر سريته عبداللطيف الدراجي قد صار وزيراً للداخلية في حكومة عبدالسلام عارف بعد مقتل عبدالكريم قاسم في 9 فبراير 1963، فاستدعاه بعد ما أرسل أحمد الزبير رسالة له يخبره بأنه يريد العودة للعراق والإنضمام للجيش. وهكذا رجع إلى بغداد ومنح رتبة نقيب كزملائه في ذلك الوقت، ومنحوه شقة للسكن واحتضنوه وشعر بالآمان وصار يعمل في مجاله في سلاح المخابرة حتى وصل إلى رتبة رائد.


رجع أحمد الزبير إلى ليبيا سنة 1968 وترك ما كان فيه، وكان في بغداد محل اهتمام وعناية، ولكن هكذا هى المقادير، وهكذا كان حظه السيئ. ففى يوم الجمعة 28 أغسطس 1970 أعتقل أحمد الزبير واتهم هو وأخوه راشد بالمشاركة في محاولة انقلابية، عرفت بمحاولة "الأبيار" وكان من بين المتهمين في المحاولة ثلاثة ضباط من خريجي العراق بل اثنان كانا من نفس دفعة أحمد الزبير هما عبدالقادر خليفه وعبدالحميد الماجرى الذى مات نتيجة التعذيب والثالث كان محمد على أحمد الضراط. في 17 مايو 1972 حكمت محكمة عسكرية خاصة برئاسة المقدم على الفيتورى بإعدام أحمد الزبير وبالسجن المؤبد وأحكام أخرى بحق بقية المتهمين.


أطلق سراح راشد الزبير في 2 مارس 1988 أما شقيقه أحمد فلم يفرج عنه إلا في 28 أغسطس 2001، أي أنه بقي في السجن واحداً وثلاثين عاماً صابراً محتسباً. وأصبح بذلك أقدم سجين فى العالم ـ حسب تقديرات منظمة العفو الدولية (أمنستي) ـ وهى مدة أطول من تلك التى قضاها نلسون مانديلا في سجون التمييز العنصري في جنوب أفريقيا. وهكذا كان أحمد الزبير السنوسي، ذلك الفتى الورع الطيب الكريم، ضحية لضغينة الحكام في العهد الملكي... وضحية للعساكر في جماهيرية القذافي الهمجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق