الاثنين، 16 ديسمبر 2013

حقائق غائبة ! حول أحمد قذّاف الدم


حقائق غائبة ! حول

 أحمد قذّاف الدم




قتخ الله سلسى

بقلم الكاتب / فتح الله ساسي

هناك الكثير من الأ مور لا يعرفها المواطن ولا يستطيع أن يعرفها بسبب التعتيم الذى تُمارسه السلطة الحاكمة ، ويصبح الحصول على المعلومة الصحيحة أمر يتعذّر تحقيقه بسبب الإصرار على التعتيم والتعمّية وفي غياب قانون حُرية المعلومات الذى يُلزم الحكومة أو السلطة السياسية الحاكمةالتي تنتهج سياسة عدم الإعلان عن الاجراءات المخفية لصناعة القرار خلف الابواب المغلقة بالبوح عن ما تتخذه لكي لا يصبح مجال الفهم والمعرفة محدوداً أو معدوماً أمام الشعب ووسائل اعلامه !.

ما نحتاجه في مجتمعنا الآن هو ,, الشفافية ,, وفي غياب ,, الشفافية ,, التي هي عكس السرية في مجالات السياسة والادارة والقانون - في المساواة وفي حقوق الانسان واحترام الذات الانسانية - تسود المجتمع حالة من الارباك الذى يحدث بسبب حجب المعلومة الصحيحة والواضحة بسبب التعمّية والتستر والتغطية والتمويه والتضليل وإبعاد الناس عن الفهم والرؤية مما يُصبح المواطن مُربكاً مُحبطاً مُشّتت الذهن لا يعي حقيقة ما يدور حوله ، وهذا هو الإستخفاف بعقل المواطن ما يجعله يفقد الثقة في الحكومة أو في السلطة السياسية وحتى في وسائل إعلامه ! التي تتّسم غالباً بالزيف الإعلامي في الخطاب السياسي ! .

رغم أننا نسمع كثيرا تداول لفظ ,, الشفافية ,, ولكن أصبح هذا اللفظ مُعتماً لا شفافاً  ولايعني شيئا ولايُساعد في رؤية شيء ! بل أصبح لفظاً ثقيلاً على النفس لامعنى ولاقيمة له ! واصبحت كلمة ,, شفافية ,, كما يقولون : " غير شفافة " لأنها لا تعني شيئاً محدداً بل أصبحت من الفاظ النفاق في :  " الخطاب الذى يهدف في العلن الى غير ما يُبطن في السر " !

ما يحدث الآن من سخط ورفض وصل للشارع الليبي ، الا دليل واضح على سخط  المواطن وفقده الثقة في كل ما يحدث رغم أن الحكومة تُحاول جاهدة لا قناعة بصحة وسلامة منهجها السياسي الذى ثبت فشله على أرض الواقع ولم يُحقق للمواطن الليبي ولو القدر القليل من أمنه وسلامته وآماله وطموحاته في بناء دولة القانون والحرية !!.

المشكلة أنك لا تجدأحداً يقول الحقيقة التي تهم الليبيين ! هل صرّح المجلس الوطني الانتقالي " أن أحمد قذاف الدم " قد أعلن إنشقاقه عن النظام السابق في 25 فبراير 2011 وتبرأ منه .. وأنه قام بدعم المجلس الوطني الانتقالي بداية الانتفاضة بمبلغ : ( 4.8 مليار دولار ) من أموال كانت تحت تصرفه في وقت واجهت فيه انتفاضة فبراير ضائقة مالية لتوفير السلع الغذائية ودفع مرتبات الليبيين ! واستطاع المجلس الوطني الانتقالي تجاوز هذه المحنة في ذلك الوقت ..وهل قام  : " فرحات بن قدارة " محافظ مصرف ليبيا المركزي آنذاك  ..  بالمجيء الى بنغازي ؟ بداية الانتفاضة وفتح خزينة فرع مصرف ليبيا المركزي في بنغازي وسلّم المجلس الوطني الانتقالي ( ثلاثة مليارات ) !!.والسؤال : هل حدث هذا أم لم يحدث ؟!.نريد أن نفهم !! ..

     كثيرون من يُشكّكون في صحة انشقاق " أحمد قذاف الدم " عن النظام السابق ! ولكن الحقيقة تقول أن " قذاف الدم " انشق عن النظام السابق يوم الجمعة 22 ربيع الأول 1432 هجرية الموافق 25 فبراير 2011.. حيث أعلن استقالته من جميع مناصبه بالدولة الليبية ، جاء ذلك في بيان وصل الى " العربية " عن طريق البريد الالكتروني من مكتب " أحمد قذاف الدم " قال فيه أنه : ( نظرا للطريقة التي تتم بها معالجة الازمة الحالية في ليبيا ، وما يُقترف بحق أهلي وشعبي ، عليه  أعلن أنا أحمد قذاف الدم عن إستقالتي من كافة مناصبي بالدولة الليبية ، داعياً الجميع الى وقف حمام الدم من أجل ليبيا ووحدتها ومستقبلها ، وستبقى ليبيا فوق الجميع .. ) وهو خبرأكدته مصادر دبلوماسية موثوقة في - نيويورك -  عن صحة استقالته من مهامه .. كما أنه خبر أكدّت صحته صحيفة " ايفننغ ستاندرد " اللندنية .

هناك خبر أكدته : " وكالة عروس البحر للأنباء " تحت عنوان : مصر لن تُسلّم "أحمد قذاف الدم " لوجود اتفاق سابق مع المجلس الوطني " يقول الخبر الذى نشرته  "وكالة عروس البحر للأنباء " .. ( أنه أكثر من عضو سابق بالمجلس الانتقالي أكد صحة معلومات تحصلت عليها الوكالة عن الاسباب الحقيقية التي جعلت من مصر ترفض تسليم " أحمد قذاف الدم " والروايات تبدو متطابقة .. ففي شهر مايو 2011 توسط أحد رجال الاعمال الليبيين بين المجلس الانتقالي بقيادة السيد " مصطفى عبد الجليل  " من جهة وكل من " احمد قذاف الدم " و" فرحات بن قداره " محافظ مصرف ليبيا المركزي من جهة أخرى ..

وتوجه الى القاهرة المستشار " مصطفى عبد الجليل " و" عبد الحفيظ غوقه " وبحضور مندوب عن الحكومة المصرية " المجلس العسكري " اجتمع كل من رجل الاعمال الليبي الوسيط والمستشار " مصطفى عبد الجليل " رئيس المجلس الانتقالي و " عبد الحفيظ غوقه " نائب رئيس المجلس و " احمد قذاف الدم " و " فرحات بن قداره محافظ مصرف ليبيا المركزي ، وتم الاتفاق على ان يُسلم " أحمد قذاف الدم " مبلغ  : ( 4.8 ) مليار دولارمن حسابات كانت موضوعة تحت تصرفه بصورة شخصية نظرا لان المناطق المُحررة تحتاج الى سيوله مالية مع إعتبار " أحمد قذاف الدم " من الذين ساندوا الثورة .

وتم الاتفاق في نفس الاجتماع مع " فرحات بن قدارة " محافظ مصرف ليبيا المركزي على التوجه الى مدينة بنغازي على طائرة خاصة  لفتح خزينة فرع مصرف ليبيا المركزي والتي لا يملك شفرتها الاّ المحافظ وذلك للإستعانة بالأموال الموجودة بمصرف ليبيا المركز فرع بنغازي والمرصودة لتعويض جرحى وقتلى وأسرى ومفقودي حرب تشاد والبالغة أكثر من  ( 3 مليارات ) على أن يتم ضمان سلامة عودته الى القاهرة على نفس الطائرة .

وتم ما أُتفق عليه بين الاطراف وضمانة الحكومة المصرية .. واستلم المجلس الوطني الانتقالي الأموال من فرع مصرف ليبيا المركزي فرع بنغازي وتم تحويل الاموال التي كانت تحت تصرف " أحمد قذاف دم " وبذلك تؤكد مصادرنا أن الحكومة المصرية لن تُسلم " أحمد قذاف الدم " لعدة أسباب من بينها أنها راعية اتفاق سابق بين المجلس الانتقالي و " أحمد قذاف الدم " و " فرحات بن قدارة " محافظ مصرف ليبيا المركزي  ..) .. فهل هناك من سيقوم من " المجلس الوطني الانتقالي السابق " من يُؤكد هذا الخبر أو ينفيه ؟!.

والسؤال ؟ من الذى أجبر هاذين الرجلين أن يقوما بما قاما به لولا حبهم لوطنهم ومساندتهم لانتفاضة شعبهم ؟؟!! .. وبعد أن برأ القضاء المصري " أحمد قذاف الدم " تفتح قناة ليبيا أولا "وعبر برنامج  - تغطية خاصة - الذى يقدمه  " خالد سعيد "  على الهواء مباشرة  المجال أمام رجل الشارع الليبي الذى كثيرا من الأمور هي غائبة أو مُغيبّة عنه ليفرغ ما في جعبته ويفتح الباب على مصراعيه لكل من يريد أن يكيل الشتائم لهذا الرجل ويستكثر عليه براءته  من تهمة وقعت داخل مصر وليست في ليبيا في قضية هم يجهلون ملابساتها!! .

ولم يَسلم من ألسنة هؤلاء حتى القضاء المصري العريق المشهود له بالنزاهة والشفافية  حيث جَرّح بعضهم في حُكمه بعد أن نصبوا أنفسهم قضاة ً!! ويطالبون بتسليمه في الوقت الذى أصدر النائب العام المصري قراراً بعدم تسليمه لاعتبارات كثيرة منها أن  مصر اعتادت على إغاثة الملهوف والاّ تسلم لاجئيها .. وأن ,, أحمد قذاف الدم ,, مواطناً يحمل الجنسية المصرية فضلاً على كونه بطلاً من أبطال حرب اكتوبر 73 وحائز على " نجمة سيناء الذهبية" يُضاف إلى ذلك إذا ما تأكد صحة الخبر الذى يقول بوجود اتفاق سابق بين ,, أحمد قذاف الدم ,, والمجلس الانتقالي ومصر راعية لهذا الاتفاق .. فان هذا يعتبر سبباً آخراً يمنع تسليم ,, احمد قذاف الدم ,, مهما كانت المبررات والذرائع !!.

 كيف لهذه القناة ان تُثير قضية فصل فيها القضاءالمصري وقال فيها كلمته ؟ ثم لمصلحة من تأليب الشارع الليبي ضد مصر وقضائها ؟ من وراء محاولة خلق أزمة بين البلدين الشقيقين ؟ بترويج إشاعة منح السفير المصرى 48 ساعة لمغادرة طرابلس على خلفية تبرئة القضاء المصري  " لأحمد قذاف الدم " وهو ما جعل رئيس الحكومة الليبية المؤقتة أن يُدحض هذه الإشاعة المُغرضة التي لم يعد خافيا على أحد من هم الذين وراءها ويسعون لخلق حالة من التوتر بين البلدين زيادة في حدّة الازمة الحالية في مصر ؟ !! ثم يخرج علينا السفير الليبي في مصرفي لقائه مع الاعلامي " محمد سعيد محفوظ "  ويلقي الاتهامات جُزافا على هذا الرجل ويتهمه باستجلاب عناصر مرتزقة من أفريقيا للقتال في ليبيا وهو إتهام مكانه الصحيح القضاء اذا كان معززاً بدلائل ثبوتية والا أصبح - بوربقاندا – لامعنى لها إلا اذا كان القصد منه الإساءة للرجل !..

 قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي " حسن بديع " في استضافته في برنامج بثته قناة الفراعين المصرية أن الحكم ببراءة ,, أحمد قذاف الدم ,, انما جاء ليؤكد قيم مصر ونبل اخلاقها تجاه من يلجأ اليها لاجئاً .. ويُضيف : أن السفير الليبي الحالي في مصر كان لاجئاً سياسياً في مصر ولم يطلب ,, أحمد قذاف الدم ,, عندما كان منسقاً للعلاقات الليبية المصرية تسليمه للنظام الليبي السابق ! ..ثم يخرج علينا رئيس الحكومة المؤقتة مرة أخرى مُبدياً انزعاجه  للسفير المصري من ظهور " أحمد قذاف الدم " في إحدى القنوات الفضائية المصرية !!  ياترى .. ما الذى أزعج رئيس الحكومة المؤقتة والسفير الليبي في مصر من ظهور" قذاف الدم " في احدى القنوات الفضائية المصرية ؟!! ويُعلنا عن إنزعاجهما وامتعاضهما من هذا الظهور ؟!.

ثم من دفع " أحمد قذاف الدم " الى هذه التصريحات أليس نحن ؟ اذا كان في ذمة الرجل أموالاً لليبيين تتم ملاحقته بالقانون - والملاحقة الجنائية الدولية - وليس بالتهديد والوعيد وتأليب الرأي العام مثلما كان يفعل النظام السابق مع معارضيه ! واذا كان قد صرّح بأشياء لم تعجب بعض الليبيين الآن ..  فنحن من دفعه الى ذلك !  ألم يقل " قذاف الدم " في تصريح نشرته صحيفة الشرق الأوسط في شهر فبراير 2012  : ( أنه سيدعم الاستقرار والمستقبل وسينحاز لمطالب الثورة ..) ودعى للمصالحة وبناء الدولة الديمقراطية ؟! .

من يقرأ ما بين السطور يُدرك أن وراء هذه الحملة هدفاً واضحاً وهو إفساد العلاقة بين القطرين الشقيقين ليبيا ومصر ممن يخافون أن يمتد لهيب ثورة 30 يونيو الى الشارع الليبي المتأزم !!.

مثل هؤلاء الرجال لا يُريدون مناصب في دولة لم تعد موجودة أصلا ! ولا يسعون وراء تحقيق مكاسب .. ما قاما به هو للوطن وللشعب الليبي رغم أن هذا لا يعفيهما من قانون " العزل السياسي " الجائر سيء الصيت والسمعة الذى شمل حتى قادة الثورة ومُناصريها مثل : ( المقريف وجبريل وعبد الجليل وشلقم وحفتر والحرير يوعتيقة ..) وغيرهم ،ولم يُعفى حتى من أستشهد من أجلها ! ألا يكفي للتدليل على جور هذا القانون وظلمه ويكشف سوء نوايا من كتبوه وروّجوا له  .. انه شمل حتى الشهيد البطل : العميد طيار " على حدوث العبيدي " الذى نادته النخوة الوطنية فجاء من طرابلس الى مصراته التي احتدم فيها القتال  سيراً على الاقدام الى أن أستشهد فيها  وهو يُقاتل عن مدينة ليست مدينته ! وعن اناس لا تربطه بهم صلة قربي !! ولكنه كان يُقاتل من أجل وطن!! ولن يُعفىَ من قانون العزل السياسي أيضا " البراني اشكال " وماقدمه للثورة ! .. والشهيد " عبد الفتاح يونس "رئيس أركان جيش الثوار الذين حسبوا على النظام السابق ! ألا يكفي أن أيادي الغدر والخيانةوالنكران طالت حتى الذين ساندوا الثورة وقاتلوا من أجلها  ؟؟! ..

     ان نصف المشكلة في وطننا يتحملها المواطن الليبي أمّا النصف الآخر مُقاسمة بين ما نسميهم بالمسئولين وبين الاعلام خصوصا الاعلام المرئي  ..الذى يسكب الزيت على النار كما يقول المثل وصدّع رؤوسنا وبثت الرعب والهلع في نفوسنا  بما يثيره من قضايا يقف عاجزا أمامها ..  فضلا عن إستضافة قنوات الاعلام المرئي من حين لآخر لأناس هم خارجون عن القانون ! ممن يحاصرون  قوت الليبيين ، ويتسبّبون في قطع الكهرباء وقطع الطرق ! وتستضيف أشخاصاً على طاولة الحوار يضعون بجانبهم بنادقهم !! مع آخرين لا يحملون سلاحا الاّ الكلمة !! نحن لا نريد إستضافة هؤلاء أو محاورتهم بل لا نريد حتى أن نسمع لهم ذكراً لأنهم احتكموا في بدايتهم  الى السلاح ! .. كيف نقبل أن يوجه بعضنا سلاحه ضد البعض ؟! أو أن يقتل بعضنا البعض غيلة وغدراً ؟!.

ان المواطن الليبي سنجده المتسبّب في كل ما يحدث من مآسي ومحن ! ما يحدث في وطننا يحدث بفعل المواطن الليبي وبإرادته الحرة  وليس بفعل كائنات جاءتنا من الفضاء الخارجي .. أو أشباح خرجت علينا من باطن الارض ! ولكنه المواطن !هو من يحمل السلاح وهو من يفجّر وهو من يغتال وهو من يُحاصر وهو من يعتصم وهو من يسطو على الأموال العامة والخاصة  وهو من يقطع الطرق وهو من يجرف الغابات ويحرقها وهو من يعرقل قيام الدولة وبناء جيشها وأمنها الوطنيين بسلبيته وعنجهيته وتقاعسه  وجهله !! .. ومن بين هؤلاء جميعا : أنا أيضا !! .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق