الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

كلمة رئيس جمعية عمر المختار/ المهندس فتح الله سرقيوه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

فى ملتقى المؤسسات الأهليه بمدينة البيضاء

بتاريخ 19/5/2011

 

 

(الله نور السموات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح فى زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار، نور على نور ، يهدئ الله لنوره من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم …. صدق الله العظيم ).

شيخنا الفاضل / محمد عمر المختار الرئيس الفخرى لجمعية عمر المختار…..

المستشار / مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطنى الإنتقالى

شباب الثورة الأحرار ..

الإخوة/ حكماؤنا ومشائخنا وعقلاؤنا الذين نعتز بهم أيما إعتزاز

الإخوة / أعضاء الجمعيات الأهلية نواة المجتمع المدنى

الإخوة الأفاضل / أعضاء المجلس الوطنى الإنتقالى ……

الإخوة الأفاضل / أعضاء المجالس المحلية

الإخوة /السادة والسيدات الحضور الكرام .

فى بداية الحديث …. نتوجه بالدعاء .. نسأل ألله تعالى أن يرحم شهدائنا الذين سقطوا فى ميادين الحرية من أجل ليبيا وأن يتغمدهم برحمته الواسعة وأن يشفى جرحانا وأن يمتعنا برؤية أسرانا ليعودا إلى أهلهم وذويهم … إنه سميع مجيب الدعوات رب العالمين . (سورة الفاتحة)

نحمد الله تعالى الذى جمعنا فى هذه الأيام الإستثنائية وفى هذه المدينة التاريخية العزيزة على قلوبنا … نحمد الله تعالى الذى جمع بين أبناء ليبيا فى الداخل والخارج على قلب رجل واحد من أجل تحريرها والعبور بها إلى بر الأمان بعونه تعالى … نحمد الله الذى ألهمنا الصبر على المحن والشدائد حتى جاء يوم الخلاص بإيماننا الصادق بأن المصائب محك الرجال … اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد أشرف الخلق النبى المصطفى الذى طالما تطاول عليه الطاغية وتجاوز فى الحديث عنه كل الأدب فزوّر القرآن ونكر السنة المحمدية وإستهزأ بتعاليم الإسلام .. فعذراً سيدى يا رسول الله لقد جاء اليوم الذى يرد فيه أبناء ليبيا الظلم عنك وعنهم وعن الأمة الإسلامية والعالم كافة من الإستبداد والتطاول والإستخفاف بالحقوق المشروعة فلم تهمهم الدماء من أجل الحرية وإحقاق الحق والدفاع عن الدين الإسلامى والعودة بليبيا إلى الإستقرار والأمن والأمان ولم يهمهم فى تحقيق ذلك التضحيات التى أذهلت العالم بأسره.

نحييكم بتحية الإسلام تحية شباب السابع عشر من ثورة فبراير المجيدة التى غيّرت مسار التاريخ الليبى ورجعّت للمواطن الليبى كرامته (إرفع رأسك يا أخى فأنت ليبى) … تحية أحفاد المختار وآل السويحلى والبارونى والسعداوى … تحية الفضيل وبورحيل والعبار والجويفى وبومطارى … تحية الأجداد المناضلين الشرفاء .. تحية جمعية عمر المختار … تحية وحدة الأرض والدم … تحية شهداء الوطن .. تحية أهل الفردوس دار القرار تحية تبدأ بالسلام وتُختم بالسلام فمن حقكم علينا تحيتكم بتحية الإسلام ونقول ( السلام عليكم ) ومن حقنا عليكم الرد بتحية أفضل سراً أو جهراً (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته) .

قال لى أحد أبنائى أحد شباب هذا الوطن وهو لم يتجاوز عمره (14) سنه هو الأصغر سناً، كيف يا ابى يقول (القذافى) من أنتم على شباب الثورة فإذا كان يقصد الشباب فهؤلاء كلهم ومنذ 1969 م ولدوا فى عهده ولديهم سجل وأرقام حيث تحول الليبيون إلى لوحات وملفات ورموز أمنية فمن المؤكد أنه يعرفهم !! وإذا كان يقصد من فى عمره فلم يكن محقاً ولا صادقاً وهو يعلم ما قدمه الآباء من تضحيات راح ضحيتها الآلاف فى غياهب السجون وعلى أعواد المشانق وتصفيات جسدية خارج الوطن ناهيك عن من هاجروا من ظلم الطاغية إلى خارج الوطن ، ولكن كان يجب عليه القول (أين كنتم) ؟؟ !! ويضيف على لسانه .. لقد كنت أعتقد أننى قضيت عليكم منذ زمن بعيد ، ألم أذبّح آباءكم وأبنائكم وأهدر كرامة رجالكم الشرفاء ؟؟ ألم أحاصركم وأنشر الفتنة والفرقة بينكم ؟؟ ألم أدوس بأرجلى على حرماتكم وأنتهكت أعراضكم ؟؟، ألم أنهب أرزاقكم وأجوعكم وأتطاول عليكم وأترك أبنائى للإستخفاف بكم والسخرية منكم ؟؟ ، أنا ملك الملوك وهذه أرضى ملكى وملك أبنائى من بعدى ، أرحلوا منها .. فإما أن أحكمكم أو أن أقتلكم .. قالها السيد شلقم فى تلك الليلة التى سجلها له التاريخ ، ولقد قالها فرعون منذ آلاف السنين أيها الطاغية ومن حقك على العالم كله أن يطلق عليك إسم جديد (فرعون العصر الحديث) فإنك تستحق ذلك بجدارة وإقتدار لأنك ملك الطواغيت والقتلة وفرعون هذا الزمان ولا مكان لسيرتك المقززة وصيتك السئ السمعة أنت وعائلتك وأتباعك ورفاقك من التبع والأنذال إلا على الصفحات السوداء وفى مزبلة التاريخ .

أيها الإخوة الحضور من حكماء وعقلاء ومشائخ ومثقفين …

أيها الحضور من شباب ليبيا الثورة ومن أهلها الأوفياء …

أقول …. فى هذه اللحظات الحاسمة ونحن نسترجع حركة التاريخ الليبى التى قام بتزويرها نظام الطاغية وزبانيته ومريدوه من حملة لافتة (سمعاً وطاعة سيدى الحاكم بأمره) ممن سخرّوا أنفسهم لنشر أكاذيبه وتخاريفه فيما يسمى بالكاتب الأخضر فأغدق عليهم الشهادات العليا حتى أصبح كل من حوله من الجهلة يحملون شهادات الدكتوراه فى تاريخ ليبيا المزور وفى الفصول الثلاثة لكتابه مهزلة الفكر المعاصر ، فمن خلال أولئك التبّع حاول جاهدًا طمس التاريخ المشرف لحركة إصلاحية دينية كان لها الفضل فى إنقاذ عشائرنا وقبائلنا وأهلنا فى ليبيا والعودة بهم إلى دينهم الإسلامى يوم أن فقدوا أساسيات وتعاليم هذا الدين نتيجة لأمور كثيرة ساعدت فى تجهيل أهلنا وتعاليم ديننا وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .. فكانت الحركة السنوسية بقيادة شيخ هذه الحركة الداعية للحق (محمد بن على السنوسى) أصول إسلامية شريفة وأعمال وخدمات إنسانية وتربية أخلاقية تمثلت فى أتباع تلك الحركة الذين ربوا على القيم الإسلامية والأخلاقية ، وليسوا كمن ربوا على الفساد والإعتداء على الحرمات والسطو والكذب وقلة الأصل والإنحراف الخلقى من أتباع الطاغية الذين يسمون (اللجان الثورية ومن على شاكلتهم من أجهزته الأمنية الفاسدة ).

أقول .. من رحم الحركة السنوسية خرج أتباع الخير ونشر الفضيلة فكانت حركة الجهاد الليبى بقيادة السيد أحمد الشريف ثم سيدى عمر المختار ورفاقه الأشاوس الذين قادوا تحرير ليبيا من الإستعمار ، فكانت لهذه القيم السامية تأثيراً مباشراً على أبناء ليبيا الذين تتلمذوا على درب أولئك الأوائل … فكانت جمعية عمر المختار طليعة من طلائع المجتمع المدنى التى تقدمت الصفوف ودعت إلى توحيد ليبيا ولم ترضى بديلاً عن ذلك ولا على الديمقراطية السياسية حيث كان الدستور فى سنة 1951م والذى على أساسه قامت دولة ليبيا دولة الحرية والعدل والمساواة والقانون الذى يتساوى فيه الكل حقيقة ماثلة (ليبيا للجميع) وهى دولة خرجت من رحم الدستور دولة دستورية برلمانية ديمقراطية.

وهنا لزاماً علينا قول الحق وفاءً لأهل الحق … حيث يقول الإمام الشافعى رضى الله عنه

ف .. بالحق لذى الحق …… إذا حق له الحقُ (ف بمعنى أوفى) من الوفاء

فلا خير بمن ينكـ ـــُر ذا حق له الحقُ

الإخوة .. الكرام .. أبناء ليبيا الأعزاء ..

منذ ما يقرب من ثمان سنوات تحرك بعض من أبناء ليبيا الشرفاء وفى إطار العودة إلى تاريخنا المشرّف .. تاريخ يرفع الرأس لكل ليبى حيث حاولوا تأسيس جمعية بإسم عمر المختار وقد كانت بداية تلك الإرهاصات فى سنة 2003 م فى إحتفالية بذكرى إستشهاد البطل / الفضيل بوعمر الأوجلى الذى إستشهد فى معركة الأثرون بالقرب من درنه ولم يكن يُعرف عنه شيئاً لأن تاريخه طمس كما طمس تاريخ المجاهدين الليبيين وبعد وضع العراقيل والتهديد والوعيد والشد للخلف والإستدعاءات الأمينة والإستفسارات غير المنطقية والتى المراد بها إفشال هذا العمل ،، لقد إستطاعت تلك المجموعة الوطنية إقامة تلك الإحتفالية وأعتقد أن أهل الشهيد بوعمر يتذكرون ذلك جيداً وكيف كانت المعاناة لتحقيق الهدف ، وبعد أن وفقهم الله فى ذلك ، كانت هناك فى السنة التالية إحتفالية الشهيد / يوسف بورحيل المسمارى والتى أدى إقامتها لتعرض أولئك الشرفاء للملاحقات الأمنية والترصد نتيجة للتقارير التى قدمت من أزلام النظام وأتباعه ، علماً بأن أولئك الوطنيون تعرضوا للإنتقادات من البعض الذين لم يفهوا الرسالة من إقامة تلك الإحتفاليات والتى كانوا يهدفون من خلالها خلق حركة وصل بين الجيل الجديد وتاريخ اجداده وأن ليبيا ليست خالية ولا عقيمة من التاريخ المشرف حيث حاول الطاغية على مدار عقود من الزمن حصر وتقزيم التاريخ الليبى فى تاريخ عائلته غير المشرّف وبطولاته الوهمية .

لم تتوقف المحاولات فى إعادة الروح للجمعية الأم .. فقد قمنا بتقديم الأوراق المطلوبة للحصول على إشهار جمعية عمر المختار فى أبريل 2007 وهنا بدأت رحلة الإصطياد فى الماء العكر من قبل الأجهزة الأمنية وفى النهاية رفُض الطلب وتأكدنا حينها بأن النظام لا يؤمن بالمجتمع المدنى أصلاً ولا يرغب فى إقامة جمعية بإسم عمر المختار خوفاً من إنتهاج الجمعية مبادى جمعية عمر المختار فى الأربعينيات ، فقد رفض الطلب وما لنا إلا الأنتظار حتى يأتى الله بأمر كان مفعولا ، فكانت ثورة الشباب ثورة أحفاد المختار والسويحلى والبارونى وهاهى جمعية عمر المختار تولد فى مناخ الحرية والعدل والديمقراطية … فهنيئاً للجمعية بتحرير مدن ليبيا الحبيبة مدينة مدينة … وقرية قرية …. وواحة واحه …. من زمرة الطغيان والإستبداد وهنيئاً لليبيا بجمعية المختار .. جمعية كل الليبيين … والتقدير والإحترام للمجلس الوطنى الإنتقالى الذى أصدر قرار الإشهار لأنه يعلم مدى وطنية وتاريخ هذه الجمعية النضالى . وستظل هذه الجمعية إحدى جمعيات المجتمع المدنى التى ستعمل من أجل وحدة ليبيا وترسيخ الوحدة الوطنية ونشر العدالة والديمقراطية الحقيقية التى تكفل العمل السياسى للجميع دون إقصاء أو تخوين أو إبعاد . فنحن نؤمن بأن شيخ الشهداء عمر المختار رمزاً من رموز التاريخ العالمى وكنا دائماً نستشهد بتاريخه وحكمته فى القيادة ، فكان دائماً يرد على أسئلة الشباب المتحمس فى حركة الجهاد ، فقد جاءه مرة عدد من الشباب الثوار يقول له سيدى (عمر) إننا لانثق فى فلان .. فرد بإبتسامة الشيخ القائد التى تعكس الحكمة وخبرة الحياة .. يا أولادى (يا من اللى معانا وهو معاهم .. وياما من إللى معاهم وهو معانا) فتحلوا بالصبر ولا تلقوا الإتهامات جزافاً فربما تحاسبوا عليها يوم الحساب … وبالرغم من أننا ندرك جيداً أن سم الأفاعى من أزلام وأتباع الطاغية القذافى لا يتحول إلى شهد بين عشية وضحاها ولكن إيماننا بتاريخنا النضالى يجعلنا نقتدى بشيخ الجهاد ، الشيخ القائد الحقيقى… فلنا فى حكمته ورجاحة عقله قدوة نقتدى بها .

لقد بادرت جمعية عمر المختار بالتعاون مع مؤسسات العمل الأهلى لإقامة هذا الملتقى فى ظروف لا تخفى عن الجميع نسعى من خلاله تقديم الدعم المعنوى لثوار ليبيا الأحرار من أجل تحقيق الإنتصار وتحرير مدننا وقرانا وواحاتنا ونواجعنا وكل شبر على أرضنا الحبيبة من أيدى العصابات والمرتزقة من كتائب الإجرام ، هذا الملتقى الحاشد يأتى كذلك لدعم المجلس الوطنى الإنتقالى والمجالس المحلية والشد على أيديهم على ما يبذلونه من مجهودات جبارة حتى ترسوا سفينة الحرية الليبية تحمل على ظهرها جميع الليبيين بعد أن تتحرر ليبيا بالكامل من إستعمار (القذافى الطاغية وعائلته).

شكراً للعالم الحر الذى لم يصمت ولم يقف مكتوف الأيدى ولم يسمح لطاغية العصر الحديث بأن يعبث بأرواح الليبيين الأبرياء ونهب أرزاقهم وتنفيذ المخطط الشيطانى لإبادتهم بواسطة مرتزقة جهزهم فى إسطبلات ليوم أراده .. ولكن الله سبحانه تعالى يقول (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .. صدق الله العظيم ). فتحية لجامعة الدول العربية وشرفائها ونخص بذلك دولة قطر الشقيقة والإمارت العربية المتحدة وإلى دول العالم الحر المتمثلة فى الحلف الأطلسى التى ساندت الشعب الليبى فى محنته وأنجدت مدينة بنغازى من ما دبره الطاغية لها وحماها الله تعالى من كيده وكيد أبنائه ومرتزقته ولا زال أصدقاء ليبيا يقدمون المساعدة لحماية أهلنا فى مصراته والزاوية وجبل نفوسه .

وفى الختام ومن هذه المدينة العريقة التى إحتضنت يوماً ما الجامعة الإسلامية فى عهد الخير والإصلاح عهد (العائلة السنوسية الشريفه ) … ولا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر لك من بذلوا الجهد والتجهيز والإتصالات وأخص بالذكر شباب الثورة أعضاء المجتمع المدنى بالبيضاء واعضاء جمعية عمر المختار … هكذا هم شباب ورجالات ليبيا الأحرار

عاشت ليبيا حرة مستقله … عاشت وحدتنا الوطنية المتماسكة … عاش الشعب الليبى العظيم


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق