الثلاثاء، 21 يوليو 2015

ملوك الطوائف وأندلس ليبية فى المزاد العلنى .



 ملوك الطوائف
 وأندلس ليبية فى المزاد العلنى .


يوسف إبن تاشفين 
أمير المرابطين فى بلاد المغرب . 

بقلم / المهندس فتح الله سرقيوه 


من قرأ تاريخ العرب والمسلمين فى الأندلس لاشك أنه يتبادر إلى ذهنه عندما يقرأ عنوان مقالتى سيُدرك ما أود الوصول إليه مباشرة ولكننى سأحاول الولوج من خلال مرور تاريخى سريع على تلك الحُقبة الزمنية فى عهد العرب والمسلمين فى شبه جزيرة إيبيريا وتحديداً فى (الأندلوسيه) كما يُطلقون عليها الأسبان التى إشتهرت بحضاراتها وتاريخها العربى الإسلامى فى زمن كانت فيه أوروبا أقل لما يُقال عنها (أوروبا المظلمة) .

أقول ... عندما وصل العرب والمُسلمون إلى الأندلس بعد إجتيازهم البحر من شمال أفريقيا (مضيق جبل طارق) كان السند الأول لهم الأمازيع فى شمال أفريقيا وهم الذين آمنوا بالدين الإسلامى وأشهدوا أن لا إله إلا ألله وأن محمداً رسول الله صل الله عليه وسلم ، فكان حكّام الأندلس يجدون فيهم الدعم القوى لتثبيت حُكمهم فى (الأندلوسيه) ، حتى بدأت الخلافات بين الأمراء العرب الذين قسّموا الأندلس إلى دويلات صغيره وكل أمير بنى قصراً أحاطه بسور وعاش منعزلاً عن إخوانه فى وسط الخدم والحشم والحريم وحياة الرفاهية ونسىّ أن من وراء أسوار قصره هناك من يُدبّر له المكائد إستعداداً لطرده هو وباقى الأمراء إلى خارج الأندلس وللأسف لعب اليهود الدور الأساسى فى الفتن بين الأمراء العرب والمسلمين حيث كان كل أمير له مستشار يهودى ، فكان ملوك الطوائف يميلون إلى اليهود والأسبان ويثقون فيهم أكثر من ثقتهم فى بنى جلدتهم .

حتى كانت الطامة الكبرى وإنهيار دويلات أولئك الملوك السُذّج الذين أغرتهم حياة البذخ والأحلام الوردية والمال كما أغرت اليوم أعضاء المؤتمر الوطنى ونواب البرلمان ولجنة الدستور وأمراء المليشيات وغيرهم ، وفى تلك الفترة كان أمير المرابطين (يوسف إبن تاشفين) فى المغرب وما حولها حيث إستنجد به المعتمد إبن عباد أحد ملوك الطوائف ولا ننسى تلك العبارة التى قالها ذلك الأمير العربى (لأرعى الإبل عند إبن تاشفين خير من أرعى الخنازير عند الفونسو)... فهل سيجد الساسة الجدد ما يرعون أو يعملون ؟؟ لو إنهارت ليبيا لقدر الله بسببهم أم أنهم يظنون ما نهبوه من الأموال الحرام والصفقات المشبوهة ستظل فى حسابات بأوروبا إلى الأبد .

ولكن شتان ما بين من آمن بالله تعالى والوطن والقيم والتاريخ وبين الهلافيت التى جاءت  بهم الصدفة فى أى مكان أو أى زمان  فكانت موقعة الزلاقه التى قادها إبن تاشفين من أكبر المعارك التي انتصر فيها المُسلمون انتصاراً كبيراً على الإسبان ، وهُزم ملكهم الفونسو السادس هزيمة منكرة ، وعلى أثر هذه الموقعة خَلَعَ ابنُ تاشفين جميعَ ملوك الطوائف من مناصبهم ووحّد الأندلس مع المغرب في ولاية واحدة لتصبح أكبر ولاية إسلامية في دولة الخلافة ، والجدير بالذكر أن عدد المُسلمين من عرب وأمازيغ وغيرهم وصل فى سنة 1000 للميلاد (30) مليون مسلم ، بينما اليوم لا تجد فى الأندلس من يشهد أن لا إله إلا الله سوى مُهاجر أو طالب علم أو سائح ، كل ذلك نتيجة لسذاجة وجهل أولئك الحكام الذين شغلتهم الدنيا عن ذكر إلله وعن الأمانة التى إستلموها من الناس .

الشئ بالشئ يذكر كما يُقال .. نحن اليوم فى ليبيا نعيش وكأننا فى زمن ملوك الطوائف فكل عضو فى المؤتمر أو نائب فى البرلمان أو (أمير من أمراء المليشيات المسلحة) وشيوخ القبائل يسعى ليكون ملكاً على حزء من هذا الوطن ، لا شك أن التاريخ يُعيد نفسه فليس هناك فرق بين الأمس واليوم ، لقد دخل اليهودى (برنار ليفى) الصهيونى بأنفه المدببة بين الليبيين بحجة مساعدتهم للخلاص من النظام السابق (هذه واحدة) وبعد كذبة التحرير والإغراءات بمستقبل دولة ديمقراطية تنعم بالحرية والأمن والأمان ولكن قفز عليها الخونة والعملاء بدعم من الخارج ، حتى أصبحنا نتقاتل مع بعضنا البعض وإنتشرت الفتنة بيننا وكأننا فى دويلات ملوك الطوائف وها هو (برنار دينو ليون) الأسبانى يحاول دس السم فى علاقاتنا الإجتماعية ليصل إلى هدفه الذى لن يكون فى صالح ليبيا ولا شعبها .

لذلك أقول وأرفع صوتى إلى السماء ... يا ملوك الطوائف عفواً (يا أعضاء المؤتمر ويا نواب البرلمان ويا أمراء المليشيات ويا مشائخ القبائل وغيرهم) خذوا العبرة من التاريخ حتى لا تُباع ليبيا فى المزاد العلنى وسوف لن تكون هناك دولة إسمها ليبيا وستتحملون المسؤولية أمام الله تعالى , أومام التاريخ ,وأمام  أنفسكم ... ألا من عاقل ؟؟ ألا من مُدرك ؟؟ ألا من يوسف إبن تاشفين ليوحد هذه الدويلات بالقوة ... أقول رأى ولكم رأيكم .
 









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق