الجمعة، 24 يوليو 2015

لباس المرأة الأمازيغية تُراث أصيل وعنوان للقبيله



لباس المرأة الأمازيغية  تُراث أصيل

وعنوان للقبيله



178[1]

تزنيت (المغرب)ـ

أنس مزور ::

 يستمد محمد بالقاضي، شهرته كمصمم أزياء، بمنطقة سوس (جنوبي غرب المغرب) من اختياره من طرف الفنانة الأمازيغية الشهيرة فاطمة تابعمرانت، كمصمم للباسها، الذي تقابل به جمهورها في جميع المهرجانات والمناسبات الفنية، التي تؤدي خلالها أغاني تراثية من الفن الأمازيغي.

ويقول بالقاضي ، إنه استمد أفكار الأزياء التي يصممها لعامة نساء القرية التي يقيم بها “ إدا وسملال” (إحدى قرى منطقة سوس) من تراث المنطقة، قبل أن يضيف إليه بعض التحسينات، لكنه بالمقابل قد يصمم أزياء خاصة، حسب طلب زبوناته.

“اللباس الخاص بالفنانة تابعمرانت، أصممه وفق ما تقترح علي من أفكار، وهو لا يرتبط بلباس قبيلة معينة، وإنما لباس خاص بها، يرتبط أساسا بذوقها، وبعض الاجتهادات التي أقترحها عليها” يشرح بلقاضي.

فعادة، تتميز القبائل الأمازيغية بالمغرب، وخاصة بمنطقة سوس بارتداء نسائها وفتياتها لباسا خاصا بكل قبيلة، وقرية، بشكل يجعل أهل المنطقة يتعرفون على قبيلة المرأة من لباسها، سواء تعلق الأمر باللباس اليومي، أو اللباس الخاص بالمناسبات.

وبهذا الصدد يقول بالقاضي “ يمكنني أن أعرف كل امرأة من أي قبيلة وقرية ، من خلال اللباس الذي ترتديه، فعادة نساؤنا لا يقبلن أن يرتدين الزي الرسمي لقبيلة أخرى، وحتى بعد تصميم أزياء جديدة خاصة بالمناسبات والأعراس، فإن هناك ما يميز عادات كل قبيلة على مستوى طريقة اللباس، والتزيين”.

التجول بقرية “إدا وسملال”، التي يقيم بها بالقاضي،  يجعل الزائر يكتشف أن جميع النساء يرتدين تنورة سوداء، وقميصا أبيض، وهو الزي الرسمي للقبيلة، لا تغيره السيدات بالقرية إلا عند حضور مناسبة معينة، من حفلات وغيرها، وفق ما يشرح بالقاضي.

ويتميز لباس المناسبات بالمنطقة بلونه الأحمر، وتطريز ملون، يقول مصمم القرية، إنه استمد شكله من التراث المحلي، قبل أن يضيف إليه بعض التغييرات تحمل بصمته.

يقول بالقاضي “ نقوم بإعداد كميات كبيرة من الزي اليومي، وزي الحفلات، بورشتنا، حتى نستجيب باستمرار لطلبات نساء وفتيات القبيلة.”

ورشة بالقاضي، لا يتوقف بها العمل، طوال أيام الأسبوع، كما يؤكد عزيز السملالي، أحد العاملين بها، لتتمكن جميع فتيات ونساء “إدا وسملال” من ارتداء زي القبيلة، الذي أصبح عنوانها، أينما حلت بناتها.

ولا توجد أرقام رسمية تحدد أعداد الناطقين بالأمازيغية كلغة أم في المغرب، غير أنهم يتوزعون على ثلاث مناطق جغرافية (منطقة الشمال والشرق ومنطقة الأطلس المتوسط ومناطق سوس في جبال الأطلس) ومدن كبرى في البلاد، فضلا عن تواجدهم في الواحات الصحراوية الصغيرة.

و”الأمازيغ” هم مجموعة من الشعوب الأهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غربي مصر) شرقًا إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى الصحراءالكبرى جنوباً.

(الاناضول)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق