الثلاثاء، 7 يوليو 2015

الشرفاء يدخلون التاريخ ولو بدمعة صادقة :: بقلم / فتح الله سرقيوه


الشرفاء يدخلون التاريخ

ولو بدمعة صادقة


بقلم / فتح الله سرقيوه

 

دموع الرجال لا تنهمر إلا عند الإحساس بالظلم وتخلى الصديق والشقيق والأهل والعشيرة فيجد الإنسان نفسه وحيداً فى الساحة لا سند ولا معين إلا الله سبحانه وتعالى وهو خير سند وأفضل معين .. وذرف الدموع لا يعنى الضعف والإستسلام وإنما تعبير عن الحسرة والألم على ضياع كل شئ فمنذ عقد أو يزيد وفى لقاء مع قناة العربية كان هناك لقاءً مثيراً مع أحد رجال العراق فقد كان جالساً بشموخ الجبال يمثل حضارة إسلامية عربية لا مثيل لها لبلد عربى شارك أبناؤه فى جميع الحروب ضد العدو الصهيونى وكان سداً منيعاً فى حماية الأمة فعندما بدأ الحديث عن العراق ومأساته سبقته دموعه قبل أن يتكلم .

إننى أعنى هنا ذلك الرجل الرجل (بما تعنيه تلك الكلمة)  الدكتور / محمد الدورى مندوب العراق لدى هيئة الأمم المتحدة الذى إحترمه العالم من خلال موقفه الشجاع ووفائه لشعبه وقيادته .. لقد صمد وناضل حتى اللحظة الأخيرة وكان مثالاً للمواطن الشريف الذى لم يطعن فى قيادته وشعبه وأمته وإستطاع بكلماته البسيطة من خلال اللقاء معه فى قناة العربية أن يُقنع العالم بأسره بقوله وبكل صراحة (إننا لم نختار المناسب فى المكان المناسب) ولذلك وصلنا إلى ما وصلنا إليه إنه وفاء الرجال وصمود الأبطال ونضال الشجعان بالفعل لا بالقول .

وقبل ذلك وخلال فترة دك العراق بالصواريخ والقنابل المحرمة دولياً تجهيزاً لإحتلاله كانت هناك لقاءات عديدة من وقت للآخر يُجهّز لها الحاقدون والكارهون للعراق فقد كان لقاء مع مسؤول عراقى كان يشغل مديراً للمخابرات العراقية فى فترة الحرب على إيران حيث سقط المعنى فى أحضان المخابرات الأمريكية وقام بتزويدهم بكل ما يمتلك من معلومات عن قدرات بلاده العسكرية والإقتصادية وكان يتحدث من خلال لقاءاته فى الفضائيات العربية والأجنبية معتبراً نفسه بطلاً من أبطال هذه الأمة المُهانة التى يسقط أبناؤها واحداً بعد الآخر فى أحضان دول الشر .. وأمثال هذا الشخص العشرات الذين نهبوا ثروات بلدانهم وحولوها إلى حسابات بالخارج أو أهدروها وسرقوها على شكل إكراميات داخل بلدانهم أو تعويضات عن نضال مزيّف.

أقول لذلك (الشخص) أين الديمقراطية التى وعدوك بها ؟ أين الأمن والإستقرار والحرية التى أعدوها للعراق ؟ أين المستقبل الزاهر الذى تحدثت عنه يوماً ما يا سيادة المسؤول ؟ لقد رأينا الديمقراطية بأم أعيينا والمثل الشعبى لدينا يقول (خبر صدق نظر) لقد كذبت عليكم أنفسكم وكذبت عليكم أمريكا وكذبتم على العراق وها هى الديمقراطية القبيحة كشرت عن أنيابها فى عراقنا الشقيق لتنقلب إلى إحتلال وإستعمار وتصفيات جسدية لأبناء العراق وهتك لأعراض الماجدات العراقيات .. ماذا بعد ؟ لقد أقتيد الرئيس العراقى إلى حبل المشنقة مرفوع الرأس كالأسد الجسور وسمعنا كلماته الأخيرة يتلو الشهادة بخروح روحه إلى الله عز وجل ويحتقر العملاء من حوله. فوالله لقد كان أشرفكم والله أرحم الراحمين يغفر الذنوب لمن يشاء.

فشتان ما بين الدكتور محمد الدورى مندوب العراق فى الأمم المتحدة سابقاً وذلك الشخص البائع نفسه لأمريكا ، وليعلم إذا كان لا زال على قيد الحياة .. أن أمريكا لا تحترم إلا الشجعان وما عليه اليوم إلا أن يستغفر ربه ويُكفّر عن ذنب إقترفه هو وأمثاله فى حق الأمة الإسلامية والعربية .

 وأود أن أذكره بكلمات قالها شيخنا البطل شيخ الشهداء عمر المختار عندما حاولت إيطاليا المستعمرة لأرضنا إستمالته عن طريق العملاء ، فعندما عرض المندوب الإيطالى الهدايا والأموال على المختار فى إحدى المفاوضات قال له أحد العملاء (درت يا  بوالمختار) ويقصد بلهجتنا فى البادية (كثر حليبها) فرد عليه الشيخ الجليل (إحلبها أنت) فأنا لن أبيع وطنى أبدا فأين المختار اليوم ؟وأين أولئك العملاء ؟ وأرجو أن يكون ذلك الشخص قد فهم المعنى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق