الأحد، 14 ديسمبر 2014

المرحوم / قاسم رمضان عبدالعاطى رجل من رجالات القضاء الشرفاء


المرحوم / قاسم رمضان عبدالعاطى

رجل من رجالات القضاء الشرفاء





المرحوم/ قاسم رمضان عبدالعاطى

قاسم عبد العاطى . الوداع يا أستاذ


ناصر الدعيسى


يقول الكاتب والصحفى / ناصر الدعيسى

قاسم عبدالعاطى … وداعاً يا استاذ


حينما كنا طلابا في ثانوية إبراهيم الأسطى عمر في درنه كان كثيراً منا يريد دخول كلية الحقوق لا لشيء إلا لأن وكيل نيابة شهير بدأ صيته ينتشر بين أهالي المدينة، بيوتها وجناناتها ومقاهيها ومدارسها ودوائرها الحكومية. ولم يكن ذلك سوى الأستاذ “قاسم عبدالعاطى” خرج هذا الأسمر اليافع من سواني الجبيلة الجميلة آنذاك متفوقا على جيله.

ولا زلت أتذكر رسائل كان يتبادلها مع صديقه المرحوم أستاذنا “السنوسى لياس” كان يحدثنا عنها في رحلاتنا المدرسية. كان جيل عصامي، رجولة ونقاء سريره. جيل خسرنا من فرسانه اليوم هذا الرجل النزيه في زمن غابت فيه الكثير من القيم.. حينما غيَّب الموت هذا الرجل الذي عرفته نيابات ليبيا كلها شريفا صادقا حكيما في إدارة عمله. لم يتعصب لأحد إلا للقانون ولم يعالج قضايا لناس على حساب آخرين. لم يهدد ويتوعد بمنصبه ويجيره من أجل ذاتيات ومصالح. كما عرفته محاكم ليبيا مرة أخرى محامياً بارعاً. كان يدافع عن أزمات صعبة ويستوعب جذورها للعديد من الناس واحترمته ساحات القضاء لنزاهة يديه وعفة نفسه.

ورغم المناصب والمواقع التي تناوب عليها في سلك القضاء والتي وصل فيها لمكانة مستشار. لكنه ظل كما هو العصران الذي لم تتلوث يديه بشيء. المتفان من أجل خدمة وطنه، كان رحمه الله دافئ، رجل حوار يشدك كثيرا بحديثه، خفة دمه، ارتقاء منطقه وحينما تنتهي معه، تظل في ذاكرتك الأشياء كلها حتى تلك الانتقالات السريعة لسيجارته بين يديه.. وبعد ماذا تبقى من عصامي رحل؟ سوى تاريخ يحكيه الآخرون كلما أعدت لهم سيرة “قاسم عبدالعاطى” الذي جاء حب أهل مدينته له من مناقب وسلوك وأبجديات عرفناه عنه. سيظل “الأستاذ قاسم” كما تعودنا على لفظها، تاريخ رجل لن تنساه الأجيال خاصة في مدينته التي ودعته أبناً باراً لها، ووساماً ناصعاً على صدرها. لأنه ترك بصمات طاهره على سجل حياته، وداعاً يا أستاذنا الجليل.


قالوا فى المرحوم / قاسم رمضان عبدالعاطى

رثاء قاسم عبدالعاطى

بقلم المحامى المحترم / عبدالعزيز الفرطاس

(( كلمة فى حق صديق ))

-لا أقول رثاءاً … حتى لا تقفز الكلمات , بين مشاعر الحزن العميق … أمام حقيقة الموت , عندما يخشع القلب , ويتلعثم اللسان – في لحظة الفراق الدنيوي – بين المعارف وروابط الحياة الإنسانية … فإن لله وإن إليه راجعون … فهكذا صوت الحق , يخاطب حركة الحياة الدنيا على الأرض … تحت عناية السماء , في رسالة حمل الإنسان إسمها , رغم هول أعبائها , بعقله وقلبه , وتلك مشيئة الله سبحانه وتعالى … في إختياراته بين مخلوقاته

-ذلك القدر الرهيب , الذي قبله الإنسان , طائعاً ومؤمناً , و عاملاً من أجله في خلواته وصمته في خشوع … بين حقائق الأشياء , في وجودها وإنتقالها إلى رحمة الله الواسعة … وهى تشق طريقها في الحياة من أجل غاية وهدفاً تصبو إليه . فحسنت الروح رفيقاً .

-وما الحزن الذي يملأ قلوب البشر … إلا جزءاً من طبيعتهم الإنسانية بين المخلوقات … وبين الصفات و التكوين … وهكذا يحزن الإنسان على فراق الزمن في دائرة الأحزان , بين معارف الحياة … وبين هذا … وذاك !! … كان المرحوم / الأستاذ .. قاسم رمضان عبد العاطي محامياً وصديقاً وفياً … خلوقاً خاشعاً , مؤمناً صادقاً في حياته وتعاملاته , مخلصاً لواجباته , حريصاً في لسانه وتصرفاته , لا يخشى كلمة الحق , في مناسباتها وحلولها … والصمت عن وعي , له مساحه لديه في الإنصات إلى الآخرين , وهذا ما عرفته عنه – منذ أن كان طالباً بالثانوية العامة و الجامعة الليبية , ثم أداء رسالته على صعيد المهنة التي ساقها القدر بدءاً من القضاء الواقف إلى القضاء الجالس ثم إلى ممارسة مهنة المحاماة – في مسيرة الحياة التي قاربت نصف القرن من الزمن , وكأنها لحظة زمن هاربة … من الحياة … على هذا الكون .

-فكم كان المغفور له بإذن الله , عفيف اليد و اللسان , حليماً صادقاً , يحاكى الدعابة بين روح المحبة , فيلاطف المجلس ويرتفع عن مستوى الحدث , بحثاً عن حلول ترضى الأطراف , وتنال رضاء القلوب … إذا رأى لذلك مدخلاً , كما يجيد الأنسحاب الهادئ من العبث وغوغاء الحديث وزلاته , دون أن يترك لذلك صداه في المجلس … فقد كان ملتزماً بقانون الإنسانية , كما الحياة في علاقاته مع الآخرين – صديقاً أو قريباً أو جاراً … ضعيفاً أو قوياً , فينحاز إلى الضعيف و المظلوم , في تحرى الحق و العدل .

-فقد عرفته عن قرب في مساحات العمل , المرهق و المتنوع , فله رؤيته الخاصة وقناعاته , التي شكلت حياته الخاصة وعلاقاته العامة , فنال التقدير و الأحترام في شخصه وآرائه في شئون الحياة العملية .

فهو من الرعيل الأول في كلية الحقوق بالجامعة الليبية عام 66 / 1967 م , ونواة بناء الهيكل القضائي الليبي … فكم كان يخشى كلمة – العدالة – التي يكسوها المطالبة بالحق , مما جعله كثير الترتيب في إصدار قراره , بين خشية الله , و الحرص على الحقوق دون إنزلاق أو إنحراف .

- فهذه كلمات بسيطة ومتواضعة , أملتها معرفتي الحقيقية , عن قرب بين دروب المهنة في أروقة القضاء , تعايشاً مع الواقع ومعاناته المهنية – في مشوار الحياة – فكان مثالاً لذلك , يشهد له أقرانه وزملائه … ولعل ذلك , يحمل أحزان كل من عرفه , وعزائنا لشخص فقدناه جسداً , ولم نفقده في قلوبنا , وسيظل من عرفه يذكره بالخير , كلما تذكر بصماته وحلول آرائه بين أرشيف القضاء , و الحياة بعد الموت , مجرد ذكرى … فللمرحوم بإذن الله , كل دعاء خالص بالرحمة و الثواب , لأهله وأصدقائه وكل من عرفه , وإن لله وإن إليه راجعون .

المحامون ….  بمدينة درنه

عنهم المحامى

عبد العزيز الفرطاس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق