.. ونسينا العدو الحقيقى
كان
واضحاً لنا أن العدو الحقيقى لمصر، ولكل الأمة العربية.. هو إسرائيل وذلك
منذ قرن من الزمان، بل ربما قبل 100 عام عندما منحت بريطانيا لليهود وعدها ـ
من خلال وزير خارجيتها بلفور ـ بقيام وطن قومى لهم فى فلسطين، أى وسط
الأمة العربية، لتفصل عرب المشرق فى آسيا عن عرب المغرب فى أفريقيا.
وفهمت
إسرائيل سر الشخصية العربية.. إذ كانت تشغلنا كل فترة بموقف جديد ومشكلة
جديدة ننسى بها أصل المشكلة. فهى ـ مثلاً ـ عام 1956 حاولت أن ننسى قضية
احتلالها لفلسطين وهزيمتها للعرب عام 1948.. ثم جاءت عام 1967 لتحتل أرضاً
جديدة فى الأردن وفلسطين وسوريا.. ومصر، لكى تصبح القضية هى محاولة
إجلائها عما احتلته فى يونية 1967.. عما سبق أن احتلته عام 1948.. وقد نجحت
فى ذلك تماماً.
<<
الآن نجح أعداء العرب فى زرع مشاكل جديدة، لننسى مشاكلنا القديمة مع
إسرائيل.. ومن المؤكد أن إسرائىل ومن زرعها وسطنا أقصد أمريكا وبريطانيا
وغيرهما ـ هم من فعلوا ذلك. ووقعنا فى أكثر من فخ الاول بأيدينا ـ كما حدث
من حزب الله و سيطرته على أمور لبنان ـ وكذلك من حماس، وما نتج عن مخططها
لتقسيم المقاومة الفلسطينية.. والثانى فى اندفاعنا فى مواجهة العدو
الجديد.. وهو الآن متعدد. هناك عدو غاشم فى الشمال ـ أقصد تركيا ـ يحاول
التغلغل فى العراق وسوريا وغزة فضلاً عن عدائه لمصر. وهناك عدو لا يقل عنه
عنفاً فى الشرق أقصد إيران التى لا يستطيع من يدير أمور العراق أن يتخذ
قراراً دون موافقته وأصابعه البارزة فى سوريا وفى حماس «غزة» وفى لبنان حزب
الله وكذلك مؤامرته الكبرى فى شرق الجزيرة العربية «السعودية والبحرين»
وفى اليمن ومحاولته القفز الى مضيق باب المندب، جنوب البحر الأحمر.
<<
وهكذا عاد مخطط محاصرة الأمة العربية من الشمال والشرق والجنوب، والى
القفز الى أفريقيا، التى فقدناها فى غفلة من الزمن.. وما زيارة نتنياهو
الأخيرة لبعض دول أفريقيا إلا محاولة لتقطيع ما بقى من أواصر الاتصال مع
أفريقيا.. وها نحن ندفع الثمن.
ومع
كل هذه المخاطر نصل الى خطر داهم تقوده داعش، فى العراق وفى سوريا وتقيم
لها دولة وما اسم داعش إلا الحروف الأولى لاسم: الدولة الإسلامية فى
العراق والشام.. وبالطبع وراء ذلك ـ الآن ـ تنظيم القاعدة الذى نشأ فى
أفغانستان برعاية أمريكية.. ثم ما يجرى فى اليمن من حرب أهلية تبدو فيها أن
الأمور تسوء وتسوء!!
<<
وداعش ليست فقط فى بلاد النهرين والشام.. ولكنها الآن أيضاً على حدودنا
الغربية، فى ليبيا.. فإذا كانت داعش الأولى تهددنا عند حدود الأمن القومى
العربى.. فإن داعش وأصابعها تهددنا وتهدد الأمن القومى المصرى.. وهكذا نحن
محاصرون تماماً.
ولا ننسى هنا ما يجرى فى السودان.. بقسميه.. ولا ما يجرى فى منابع النيل وتهديدهم لنا فى أهم عناصر الحياة.. وهى المياه.
<<
وهكذا تتوزع معاركنا ـ وتتوسع ـ وفى كل الاتجاهات.. وهذا بلا شك قمة
التخطيط الذى يستهدف القلب.. أى مصر، لأنها التى تقف حجر عثرة دفاعاً عن
الكل.
فهل يجب ألا ننسى العدو الأصلى الذى يقف وراء كل ذلك وهو إسرائيل؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق