الجيش الإلكترونى والأسماء المستعارة . .. ولدغ الأفاعى

الجيش الإلكترونى والأسماء المستعارة .

.. ولدغ الأفاعى

المهندس / فتح الله سرقيوه 

هناك مثل شعبى يُردده الناس كثيراً عندما يشتكى أحد  بأن لديه أصحاب وليسوا أصدقاءً لا يعجبهم شئ يصدر منه فكلما يتقرب منهم تزيد جفوتهم وكلما يتودد إليهم تزداد إساءتهم وإذا شكره أحد وأثنى عليه فى مكان عام تثور ثائرتهم ويزداد غضبهم دونما يكون (أمسلفّهم شر كما يقال) وهنا .. يرتفع صوت صاحب عقل ويقول (إللى يكرهك ما يحبك) فهذا النوع من البشر طمس ألله على قلوبهم وإمتلأت حقداً وكراهية وحسداً فلا ينتظر منهم خيراً ولكن ينتظر منهم الشر والإساءة والطعن فى الخلف ، فهم جبناء بطبيعتهم لديهم وجوه تتلون عشرات المرات فى اليوم الواحد وحسب كل موقف ، لا يستطيعون مواجهة الرجال وجهاً لوجه أللهم (الختخته) (والوشوشه) فهم أقرب للنساء فى إجتماعاتهم من الرجال تعودوا على القيل والقال والذم ونسوا الله فأنساهم أنفسهم .

 ناهيك عن ما نقرأه فى هذه الفترة من التطاول على البعض من خلال ما يسمى (الفيس بوك) حيث يستخدمه البعض بدون أسماء ولا هويات أللهم مجرد أحقاد شخصية وتصفية حسابات أو تحريض من هذا وذاك نتيجة لترسبات وضغائن وإتهامات ما أنزل الله بها من سلطان.، 

أما زلتم تخافون من مواجهة من يخالفونكم الرأى بعد تحرير الوطن فإلى متى ستحميكم صفحات الفيس بوك من الوقوع فى الخطأ وهو ما سيودى  بكم إلى الملاحقة  القانونية والعرفيه  آجلاً أم عاجلاً..

هذه الظاهرة تعودنا عليها فى الوطن عامة ولكن هناك مدن إشتهرت بها وتحولت هذه العادة إلى موروث حضارى سُميت به بعض المساطب فى مدينتى على سبيل المثال ومنهم من إعتبرها (فطانه وفراسه وذكاء ) ولكننى أعتبرها غير ذلك فهى اقرب للحسد والحقد على الغير أكثر من تحليل آخر وهنا أود أن أسرد قصة أشبه بالخيال حدثت فى فترة الإستعمار الإيطالى وتحديداً فى 1928م  وقد سمعتها أكثر من مرة ممن عاصروا تلك الفترة وعُرفوا بهذه القصة .

حطّت الرحال بعائلة من إحدى القرى الليبية  فى منطقة من المناطق  ، أسرة بسيطه تبحث عن العيش فى فترة يتعرض فيها ابناء الوطن للفقر والجوع والعازة ومعتقلات الإبادة ، وقد كان رب هذه الأسرة صاحب مهنة متواضعة وليس له فى أى شئ آخر عدى عمله البسيط الذى يكسب منه قُوت عياله ، فهو يذهب إلى عمله ويرجع مساءً إلى بيته المتواضع كل يوم ببعض الفرنكات عُملة تلك الزمن البائس ، وهنا لاحظ الرجل كل يوم مجموعة ممن يجلسون على إحدى المساطب المشهورة قبيل صلاة المغرب وهو عائداً إلى بيته يُشيرون إليه بالرغم من أنه يُلقى عليهم السلام كل يوم ويبتسم خوفاً من لسعات ألسنتهم القاتلة ، وهنا أيقن أن الكلام موجه إليه ولكنه لم يعطى ذلك إنتباهاً ، غير أنه شعر بعد مرور الأيام والأسابيع بأنهم يكرهونه من خلال نظرات حاقدة وغير مرتاحين لوجوده فقلب المؤمن دليله ، وفى يوم من الأيام زاره  بعض أقاربه من منطقته الأصلية ، فتردد فى الحديث حول ما يُخيفه ويشعر به ولكنه فى النهاية أخطرهم بالحقيقة وقال لهم (إن جيرانى فى هذه المنطقة يكرهوننى بدون سبب حتى أنه يخطر ببالى أحياناً أنهم يحسدوننى على الموت) فضحكوا وقالوا له ماذا تقول ؟ وهنا تدخل أحدهم وقال أتركوا لى الأمر وسآتيكم بالخبر اليقين .

فما بصاحبنا إلا أن مر عليهم وهم فى جلستهم المعتادة (طاحين قرمه فى عباد ألله ) وسارع بالسؤال قائلاً لدى إبن عم يُجاوركم هنا ومنذ الصباح وأنا ابحث عنه وقد تأكدت أن إيطاليا حكمت عليه بالإعدام وجئت لآخذ عائلته وارجع إلى قريتنا حتى لا يصاب بقية أهله بمكروه … فقال أحد الجالسين .. أتقصد فلان ؟ قال نعم  .. فقال دايخ والله ماذا يساوى هذا الذى تسأل عنه ؟؟ ولابد أن إيطاليا فقدت عقلها بأن يصل بها الأمر إلى إعدام هذا الدريويش (تصغير درويش) البسيط الذى لاقيمة له .. وهنا قاطعه الرجل وقال صدق إبن عمى فلا مكان له بجواركم بعد اليوم فقد حسدتموه على الموت حقاً.!!!

أستميحكم عذراً أيها القراء الأعزاء على الإطالة   والشئ بالشئ يذكر ولا أقصد الإساءة  لمنطقة أو فئة بعينها ولكنه التاريخ الذى لا استطيع أن أغير فيه  ، فمنذ أن خرجت علينا المواقع الإلكترونية فى الداخل والخارج من أجل نشر الثقافة الوطنية والإجتماعية ونقل الأخبار وإتاحة الفرصة للكتاب والصحفيين للمشاركة بآرائهم الحرة الهادفة لإثراء الحركة الثقافية فى الوطن كما أتاحت الفرصة كذلك للرأى الآخر والنقد فى إطار ما يسمى التعليقات والمداخلات فى حدود إحترام الغير وإحترام الكاتب و الصحفى دون التطاول عليه أو الخوض فى التجريح والطعن الشخصى . 

إلا أن بعض المواقع  كانت أكثر إلتزاماً فى مراقبة التعليقات وعدم تجاوز  حدود الأدب واللياقة .. بينما ذلك لم يكن متوفراً فى معظم مواقع الخارج التى أزالت كل الحدود وتجاوزت جميع القوانين واللوائح المعمول بها فى الصحافة والعمل الثقافى ، بل وصل بها الأمر إلى الفبركة للصور والأخبار  محاولة بذلك إقناع القارئ بأن ما تنقله حقيقة دامغة تستند إلى البراهين والقرائن وهى ليست كذلك ، مما تسبب فى خدش الحياء فى الأسرة الواحدة وإلصاق التهم بمجرد (قال فلان) وقالت (فلانه) وجاءنا خبراً شبه مؤكد ومن خلال مصادرنا المؤكدة … وهكذا…  حتى بدأ القراء بنفّضون من حول تلك المواقع لما رأوا فيها من تجنى على الغير ولم يتابعها ويحرص عليها إلا من فى نفوسهم مرض من ضعاف الشخصية وأصحاب الأمراض النفسية الذين يتلذذون بالطعن فى شرف وكرامة الوطنيين بما يتقيؤونه بما فى أجوافهم من قذارة وأحقاد . 

وقد تركزت تلك التعليقات المسومة فى مناطق دون غيرها وتأتى بدرجة مخيفة وكأنها حرب طاحنة وخصوصاً إذا كان الكاتب من تلك المنطقة فالويل له كل الويل  ، ولكم فى القصة التى سردتها سابقاً خير دليل .

أقول للإخوة الكتاب والصحفيين والمهتمين والمشاركين بالكلمة الصادقة والقوية فى كل المواقع بالداخل والخارج .. من منكم ؟ من لم يتعرض إلى  الأسهم التى تُرمى من على بعد أو من وراء ستار من أصحاب التعليقات التافهة والخسيسه  ، من منكم ؟ من لم يتعرض  إلى لدغ الأفاعى السامة ؟؟؟ لا تنزعجوا فهى افاعى بشرية ولكنها تحمل مخزون لا يستهان به من السموم القاتلة .. هذه الأفاعى التى تختبئ وراء ساتر قانونى يطلق عليه (الأسماء المستعارة والوهمية) هذه الفئة النكرة التى لا وجود لها إلا فى جداول وخانات التعليقات (وطنى أصيل ــ ليبى حر ــ مناضل ـــ ليبى ـــ صياد ـــ بطل ـــ شجاع ـــ هداف ـــ قنّاص ـــ ثائر ـــ  كل ما يخطر عليك من أسماء ، هذه الفئة اللآ أخلاقية المعدومة الضمير التى لا هم لها إلا تشويه كل صحفى ناجح أو كاتب متالق أو وطنى حقيقى وليس إدعاءً يقوم بإيصال المعلومة إلى المجتمع بكل أمانة ، هذه الفئة لا هم لها إلا الوقوف عثرة فى طريق حركة الصحافة الحرة والرأى الحر بنفثون سموهم عبر تلك الخانة المسماة (الأسماء المستعارة) فلا شك أن ما يسمى الجيش الإلكترونى الذى أنشأه وجند أعضائه أتباع الحاقدين والمغرضين وغيرهم من الإمعات ، فلقد كان هذا الجيش العميل ولازال يعمل جاهداً لعرقلة الحركة الثقافية الليبية وتدميرها وتشويهها داخل وخارج الوطن .

مع إحترامى وتقديرى لبعض التعليقات التى تلتزم بحدود الأخلاق العامة وحتى إذا أرادت النقد فلا شك أنه نقد هادف من ورائه مرجعية ثقافية تستحق التقدير.

ولو تتبعتم معى ما ينشره بعض من الكتاب الطبالين والصحفيين الهامشيين الذين لاهم لهم سوى منفعتهم الشخصية والذين لم نسمع عنهم يوماً ولم نقرأ لهم على مدار عقود من الزمن أى نقد للفساد والخراب والدمار الذى كان ينخر فى جسم ليبيا حتى وصلت الحالة الليبية  إلى درجة الإنهيار الإقتصادى والإجتماعى ، هذه الفئة لا تعرفهم إمعاك وإلا إحذاك … مواضيعهم هامشيه تافهة لا قيمة لها ولا تهم المواطن الليبى فى شئ اللهم محاولة (أننا هنا) ونسير فى ركب الثورة ومنهم من خرج علينا بعد القضاء على المقبور القذافى ومعظم أزلامه يلوح بيديه (أنا موجود) ، وعندما تقرأ التعليقات والمداخلات تجدها على نفس الوتيرة تمجيد وإشادة بهم وما يكتبونه وكأن هناك أجندة خفيه ومؤامرة على تدمير مبادئ وقيم  الشعب الليبى .

هذه الفئة إستطاعت أن تُجند نفسها لدس السموم فى جسد الوطن الذى يتماثل للشفاء يوماً بعد يوم  فهم من أتباع المتنفذين  أو ربما يكونون هم فعلاً ، وكأنهم (أفاعى وعقارب) جهزوا قواتهم بعد أن  تمتعوا بالدعم اللوجستى المتمثل فى سموهم المخزنة فى أجوافهم  وكذلك الدعم المعنوى الذى أتاح لهم مساحة من التعليقات بالمواقع الداعمة للفساد والمفسدين فى إطار إيجاد المبررات لهم وتحويلهم إلى مظلومين وكم كانوا يرددون (المال السايب يعلم السرقه) وحللوا الحرام وحرموا الحلال بحجة (النهب فى البلاد موش رايح) وعندما تفشل كل أسلحتهم يتحولون للطعن فى الصحفى والكاتب والتبلى عليه ، أليست هذه حرباً منظمة تقودها بعض المواقع أو قوة خفية مجهولة المكان والمعالم .

أقول لهؤلاء .. ليس هناك أشرف من ميدان المواجهة ولا أعنى هنا ساحات الحرب فهم أجبن  من ذلك ولكن أعنى ساحات الحوار والنقاش بالرغم من أنهم واضحون من خلال تعليقاتهم المسمومة  إلا أنهم يظنون أنفسهم ، أنهم من خلال الجحور التى يختبئون فيها يمكنهم الإختباء إلى الأبد ، يقابلك أحدهم ويأخذك بالأحضان وهو فى طريقه إلى مقاهى النت وما أن يجد إسمك على رأس مقالة أو تعليق حتى تنتابه حالة من الهيجان ويفرز سمومه ويغرس أنيابه المسنونة فى جسد الكاتب حقداً وغيضاً وكراهية .

ليعلم أصحاب القيم والمبادئ من شرفاء ووطنيين  ليبيا  الذين آمنوا  بتطهير  الوطن من الفساد والفاسدين أن حركة المجتمع فى الأمن والأمان والإستقرار  والتنمية  والتطور تظل فى خطر  إذا لم يتم إخراج هذه الأفاعى من جحورها والقضاء عليها فى الداخل والخارج ممن يتمتعون اليوم بأموال الشعب الليبى التى هربوها إلى بنوك العالم فى حسابات سرية ، وذلك لا يتأتى إلا بتقنية قادرة على تتبع آثار  (الحناشا) والتعرف عليها وفضحها فهم اقرب إلى خيانة الوطن ، يدّعون أنهم أحرص الناس عليه من خلال تعليقاتهم الدنيئة ، فعدوك الحقيقى الذى تحترمه هو الذى يواجهك علناً فهو أشرف  من تلك الطفيليات التى لا مكان لها سوى القذارة فهم مثل جُعلان الذى قيل فيه (وكم بالمسك مات جعلان). .