الاثنين، 1 أغسطس 2016

هؤلاء لا يدفعون فواتير الكهرباء

هؤلاء لا يدفعون فواتير الكهرباء


بقرتان في أحد حقول فيلدبولسريد في 5 يوليو 2016 (أ ف ب) (photo: )


بقرتان في أحد حقول

فيلدبولسريد في 5 يوليو 2016 (أ ف ب)

تحول سكان بلدة ألمانية صغيرة من مستهلكين للطاقة إلى مصدرين لها، بعد اعتمادهم على المصادر الخضراء، التي تدر عليهم ربحًا جراء بيع ما يفيض على حاجتهم.

واستفادت بلدة فيلدبولسريد منذ العام ألفين من العصر الذهبي لمصادر الطاقة المتجددة معتمدة فكرة بسيطة مفادها بأن عملية الانتقال في مجال الطاقة يجب أن تكون من فعل كل السكان ليستفيدوا منها جميعًا، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

توماس فلوغر ينظر بفخر إلى طواحين الهواء الإحدى عشرة التي تحتل تلة تطل على البلدة الملقبة «بلدة الطاقة المتجددة». فهو شأنه في ذلك شأن السكان الآخرين في فيلدبولسريد اعتمد الطاقة البديلة وبات يكسب المال منها.

واستثمر فلوغر (55 عامًا) وهو مبرمج معلوماتية إلى جانب 300 شخص آخر من البلدة في بناء طواحين الهواء هذه. ويوضح «استثمرت أولًا 100 ألف يورو. واستعيد سنويًا حوالى 6% من هذا المبلغ». هذا الربح ناجم عن بيع فائض الطاقة المنتجة إلى مزود كهرباء محلي.

ويؤكد أرنو زينغيرله (59 عامًا) رئيس بلدية البلدة منذ عشرين عامًا: «مشاركة السكان هي العنصر الأهم. فينبغي أن يستفيدوا بأنفسهم من مصادر الطاقة المتجددة. لو كان الأمر يتعلق بمستثمرين غرباء فقط لما نجحت الأمور».

فائض على الحاجة
في العام 2015 أنتج سكان البلدة الهانئة الواقعة عند أقدام جبال الألب والبالغ عددهم 2600 نسمة أكثر بخمس مرات من حاجتهم الاستهلاكية من الطاقة. وهم يهدفون في العام 2016 إلى أن يزيد الإنتاج سبع مرات عن الاستهلاك بمساعدة مزيج من الطاقة الهوائية والألواح الضوئية الشمسية والحرارة الجوفية واستغلال الكتلة الحيوية والاقتصاد في الطاقة.

يقيم مارتن هارتمان وهو خبير طباعة في الثالثة والثلاثين في منزل جميل في حي أنيق في البلدة سقف مرآبه مغطى بألواح. من خلال هاتفه الذكي يمكنه الاطلاع مباشرة على استهلاك الكهرباء المنتج بغالبيته العظمى من الألواح الضوئية الشمسية ومن بطارية تخزن فائض الإنتاج.

كل الأبنية العامة في البلدة تتمتع بالاكتفاء الذاتي وبعضها ينتج أكثر مما يستهلكه. وتسجل المدينة ربحًا سنويًا بعد بيع الفائض قدره حوالى ستة ملايين يورو. ويشددد رئيس البلدية: «أؤكد لكم أن ضرائبنا ليست عالية جدًا»، حسب، وكالة الأنباء الفرنسية.

وغالبًا ما يستقبل وفودًا تضم دبلوماسيين وموظفين رسميين وخبراء ترنو إلى المئة سنويًا ليعرض عليها النموذج المعتمد في البلدة.

الكثير من الشركات انتقلت أيضًا إلى البلدة. شركة «سونين» للبطاريات التي تسمح بتخزين فائض الكهرباء المنتجة من الهواء والشمس واحدة من بين هذه الشركات. ويقول كريستوف أوستيران مؤسس الشركة ورئيسها: «بالنسبة لشركة مثل شركتنا تشكل البلد مثالاً يحتذى به».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق