الإندبندنت: تقرير بريطاني
يبرئ الإخوان المسلمين من «الإرهاب»
توقعت هبوب عاصفة سعودية ـ مصرية
بوجه ديفيد كاميرون
لندن ـ «القدس العربي»:
توقعت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن يواجه
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عاصفة دبلوماسية سعودية ـ مصرية بسبب
تقرير حكومي بريطاني يتعلق بالإخوان المسلمين ويخلص إلى أنهم ليسوا جماعة
إرهابية.
وكان كاميرون قد أمر «بتحقيق عاجل» في الحركة الإسلامية قبل قرابة السنة، لكن هذا الأمر تعطل مرارا بسبب الخلافات بين الحكومة والمسؤولين حول نتائجه. وواجه رئيس الوزراء اتهاما بأنه أمر بالتحقيق تحت ضغوط من العائلة الملكية السعودية التي كانت تعارض الإخوان بشدة في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وإن خففت من موقفها هذا بعد تولي خلفه الملك سلمان الحكم.
على أن توقيت الإعلان البريطاني ـ قبل يومين فقط من خطاب الميزانية الأخير للحكومة الإئتلافية ـ سيثير قدراً عالياً من الشكوك في ان حكومة كاميرون تسعى لتقليل حجم النقد الذي تواجهه قبيل الانتخابات العامة في ايار/ مايو المقبل. وهذا مع ان التقرير نفسه خضع لقدر كبير من التعديل والحذف.
يذكر أن المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الإمارات صنّفت «الإخوان» منظمة ارهابية، وهذا شيء لا يتفق والموقف البريطاني القريب من موقف قطر وتركيا، حيث لجأ اليهما العديد من قادة الاخوان بعيد الانقلاب العسكري المصري الذي أطاح حكومتهم برئاسة محمد مرسي.
وعزا وزير الخارجية البريطاني السابق، السير مالكوم ريفكيند، تأجيل نشر التقرير إلى «مشاكل دبلوماسية» تتصل بنتائجه. وقال: «لدينا عدد كبير من الحكومات الصديقة التي تعارض «الإخوان المسلمين» وفي الوقت نفسه عدد آخر يدعمها».
يذكر أن السفير البريطاني السابق لدى الرياض، السير جون جينكينز، هو الذي قاد الفريق الذي أعد التقرير، وخلص إلى إن «الإخوان المسلمين» ليسوا منظمة إرهابية. لكنه دعا الإخوان في الوقت نفسه لاتخاذ «مواقف أكثر شفافية» بخصوص علاقاتهم مع تجمعات أخرى تشمل جمعيات خيرية وأئمة مساجد.
وقضى السير
وفريقه ثلاثة أشهر في جمع المعلومات عن أنشطة الإخوان، وسلم تقريره إلى
مكتب رئيس الوزراء في داوننغ ستريت في تموز/يوليو الماضي.
ويقول لورينزو فيدينو، الخبير في شؤون «الإخوان المسلمين»، والذي ساهم في إعداد تقرير السير جون، إن حكومة كاميرون تعمدت إرجاء نشر نتائجه لأنه «مسألة ساخنة وحساسة» كونه يتصادم مع الموقفين السعودي والمصري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق