الناشطة الحقوقية الصحراوية
أمينتو حيدار تزور أمريكا لإثارة ملف
انتهاكات السلطات المغربية لحقوق الإنسان
في الصحراء المغربية
محمود معروف
الرباط-« القدس العربي»
لا زالت جبهة البوليساريو ترى في حقوق الإنسان
ورقة قوية في يدها ضد المغرب تستطيع من خلالها تحقيق مكاسب سياسية في
نزاعها مع المغرب على الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976
وتعتمد في ذلك على منظمات حقوقية أمريكية كمدخل للضغط على الإدارة
الأمريكية لتبني مطالبها في مجلس الأمن الدولي.
وفي هذا الإطار تأتي جولة أمريكية تقوم بها الناشطة الصحراوية أمينتو حيدار رئيسة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، بدأت في نيويورك الاسبوع الماضي لإثارة ملف انتهاكات لحقوق الإنسان بالصحراء ووضعها تحت المراقبة الدولية.
وتثير الجبهة التي تسعى لإقامة دولة مستقلة بالمنطقة المتنازع عليها ملف حقوق الإنسان، كلما اقترب موعد المناقشة الدورية السنوية لمجلس الامن الدولي حول النزاع التي تخلص بقرار جديد يتضمن تمديد ولاية قوات الأمم المتحدة المنتشرة لمراقبة وقف إطلاق النار بالمنطقة (المينورسيو) ومقاربة المجلس للنزاع وتسويته على ضوء تقرير يقدمه الأمين العام للامم المتحدة لتطورات النزاع خلال السنة التي يشملها التقرير ومقاربته لما يسرع عملية السلام المتعثر.
وتسعى جبهة البوليساريو إلى إعادة سيناريو شهدته أروقة مجلس الأمن الدولي سنتي 2013 و2014 حين تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار يتضمن توسيع صلاحيات قوات المينورسيو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان والتقرير بها للمجلس وهو ما هدد عملية السلام الصحراوي برمتها حيث اعتبرها المغرب مخالفة لاتفاق تشكيل هذه القوات وانتشارها ومهمتها التي حددها الاتفاق بمراقبة وقف اطلاق النار والاشراف على عملية الاستفتاء الذي كان مزمعا تنظيمه ليقرر الصحراويون مصيرهم في دولة مستقلة أو الاندماج بالمغرب.
ويعتبر المغرب توسيع صلاحيات المينورسيو مسا وانتقاصا بسيادته على المنطقة التي يعتبرها جزءا من ترابه الوطني، ويؤكد على تسييس مسألة حقوق الإنسان بالصحراء، وان هذه المنطقة المتنازع عليها شهدته، كبقية الأراضي المغربية إصلاحات واسعة في هذا الميدان خلال السنوات الماضية، وهو ما تشهد به الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة أو مندوبياتها ذات العلاقة بالإضافة إلى المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
وقالت جبهة البوليساريو ان أمينتو حيدار تقوم بحملتها بالولايات المتحدة تحت رعاية مؤسسة «روبرت كينيدي للعدالة وحقُوق الإنسان» المؤيدة للجبهة ومطالبها.
ووصفت الجبهة جولة حيدار بالولايات المتحدة بـ «زيارة عمل» في إطار الشراكة مع مؤسسة روبيرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان من أجل التعريف بالقضية الصحراوية وفضح الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية.
وتخوض مؤسسة «كينيدي» حملات لدعم جبهة البوليساريو داخل الولايات المتحدة وخارجها وأوفدت نشطائها إلى مدن صحراوية لم تلق ارتياح السلطات المغربية.
ووبدأت أمينتو حيدار جولتها من نيويورك لمطالبة مجلس الأمن الدولي وتحسيس الأمم المتحدة بمسؤولياتها تجاه الصحراويين ومطالبتها بالتدخل العاجل لحمايتهم «من القمع الممنهج» الذي ترتكبه السلطات المغربية في حقهم يوميا.
وقالت جبهة البوليساريو ان أمينتو حيدار استقبلت من أغلب أعضاء مجلس الأمن: الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، إسبانيا، نيوزيلاندا، إيرلندا، ونيجيريا إلى جانب مدير ديوان الأمين العام للأمم المتحدة ومدير بعثات حفظ السلام وأعضاء المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وأكدت خلال اجتماعاتها على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته من خلال توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية والتقرير عنها إلى جانب التكثيف من زيارات المقررين الخاصين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى الصحراء الغربية، كما طالبت المجلس بالتعجيل بإرسال بعثة للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة في حق الصحراويين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق