من نوادر جشع حكام ليبيا
بقلم / محمد علي المبروك
الاحمق
ما ان تدفعه طلوعا لقمة الجبل حتى يتركك في وسطه او عند سفحه تهب عليك
العواصف وتتدحرج ترتطم بالصخور الجبلية ولايسأل عن حالك بل يتفرج عليك
متمتعا بإثارة المشهد المأساوي الذي انت فيه .
دفع
ابناء الشعب الليبي افرادا للمؤتمر الوطني وافرادا لمجلس النواب وافرادا
للجنة صياغة العقد الوطني العام ( الدستور) وافرزوا هؤلاء قذارة من
الحكومات آخرهما حكومة الحاسي وحكومة الثني وكانوا كلهم في جعبة واحدة ولم
ارى ولم اسمع في حياتي شجع كجشع هؤلاء .. جشع على بؤس ومعاناة الشعب الليبي
الذي لم يبالوا به وهو في أدنى معيشة ارضية . وانفتحت شهواتهم الدونية .
البهيمية . على طلب مبالغ مالية شهرية . شاهقة ومزايا وعطايا على البؤس
الذي يعيشه هذا الشعب من مرتبات دونية او مرتبات قطعت عنه وغلاء معيشة
وتهجير وتشريد وغيرها ، وآخر الجشع . الذى لاح لنا بقبحه بشع . هو مقترح
مرتبات مجلس الأنياب .. مجلس الدواب .. الليبي في الشرق .
دون
حياء او خجل او وجل أرادوا ان يقفزوا قفزا عاليا عن معيشة الشعب الليبي
حتى يتجاوزوه ويكونوا بعيدين عنه وهم في الأصل بعيدين عنه فسنوا لأنفسهم
مبالغ شهرية تراوحت بين (12000دينار) و(15000دينار) وأخيرا (24000 دينار)
ومزايا تتعلق بالإقامة والسفر والعلاج وغيرها وتحت هذه المعيشة العالية
يقيم الشعب الليبي في معيشته الدنيا ، يتقاضى مبالغ تراوحت بين (400 دينار)
و(600 دينار) و(1000دينار) ،لقد بات واضحا ان الانتخاب في ليبيا لمجلس
النواب او المؤتمر الوطني او لجنة العقد الوطني العام او الترشح في اي
حكومة ليس لغرض وطني بل لغرض معيشي للإثراء من ثروة الشعب الليبي المنتهكة
السائبة .
هل
هو السفه ؟.. هل هو الحمق ؟ هل هو من نوادر الجشع او نوادر الطمع ؟ كل من
ينصب نفسه حاكما في ليبيا تشريعيا او تنفيذيا يختار له الاموال بما شاء .
كمشيئة البلهاء . ويقابل ذلك عائلات في مدينة بنغازي مهجرة مشردة تعيش على
عطايا يسيرة من فضلات من لا فضل لهم ويقابل ذلك عائلات جائعة حافية عارية
في الغرب الليبي قطعت عنها حكومة الغرب الليبي مرتبات أربابها ممن كان في
الشرطة العسكرية او كان في القنوات المرئية العامة والإذاعات وممن كان في
وحدات الجيش وممن يتقاضى مكافأة او راتب متعاون ولا علاقة لهم لابفجر ولا
كرامة ، ويقابل ذلك عائلات في الجنوب الليبي جائعة حافية عارية لانقطاع
مرتبات أربابها بسبب وضع الجنوب .
كونوا
على ثقة . وببالغ الدقة . ان من يطالب بمثل قيم هذه الاموال وهو في مركز
مسؤولية وطنية وفي وضع كوضع ليبيا لاحرج لديه ان يبيع وطنه بيعا وبابخس
الاثمان .
الظلم
العظيم في هذا الأمر ان مصدر هذه الاموال هو ثروة طبيعية عامة وهو النفط
الليبي ولا حق لأحد ان يخصص منها نصيباً لنفسه بل هى حق لكل من ينتمي لهذه
الارض ولو كان مصدر هذه الاموال جباية او رسوم او ضرائب حكومية لجاز
تخصيصها لان في تحصيلها جهد حكومي ولكنها ثروة كل الليبيين فمن اين لهؤلاء
تخصيصها لأنفسهم وحرمان اصحاب الحق منها،مايقهر النفوس الوطنية ويلقيها
إحباطا ويؤججها غضبا . ويتوهها صوبا وحدبا . ان تجد هؤلاء الحكام التنفيذين
والتشريعيين عجزة ومقعدين ومعاقين امام انهيار ليبيا وبصفاقة .. بحماقة .
وعقول معاقة . يطالبون بمرتبات عالية ومزايا ملكية رئاسية بل وينشرون
الحسرة في نفوس هذا الشعب الذي يعلم جميعه ان وزراء عهد القذافي بما يعرف
باللجان الشعبية ونواب عهد القذافي بما يعرف بالمؤتمرات الشعبية كانوا
يتقاضون مرتبات لا تتعدى (1200) دينار ليبي وهو مرتب متقارب مع مرتبات باقي
الليبيين وكانوا اكثر نشاطا وحيوية من جميع حكومات فبراير التشريعية
والتنفيذية وكانوا اكثر فائدة لليبيا من هؤلاء ، طبعا مع الظلم والاستبداد
الذي كان في ليبيا .
هذه
الاموال التى أرادوها اكتسابًا. وانتهزوها استلابا. هى مدخرة من عهد
القذافي ولم تحصل في عهدهم الحكومي الوضيع .. في زمنهم الشنيع . فلا توجد
ايرادات وطنية بسبب تعطل الصادرات النفطية وشح الإيرادات الضريبية ، حتى
ماحصل من اموال في بداية حدث فبراير أهدرها المجلس الانتقالي ثم اكملت
حكومة الكيب إهدارها ثم اكملت حكومة زيدان اخر ما تبقى من اموال وقد لجأت
الى بعض ماادخره القذافي ومن عهد زيدان والى اليوم فان ليبيا تعيش على
الاموال التى ادخرها القذافي وهؤلاء لايعرفون الادخار . يعرفون الاهدار .
الاهدار . بما لم يبلغ به عهد ولا اخبار . وبما لم يكن في البلدان والأقطار
. وبما يجعل مستقبل الاجيال فاقة وافقار .
هذه هى الحقيقة التي قد لاترضي
الكثير ولست ممن يكتبون ترضية للآخرين وإنما اكتب ارضاء للحقيقة ، وهى ليست
دعوة للقذافي وإنما حتى تعلموا مبلغ السوء الذي وصلت اليه اوضاع ليبيا وكل
ذلك ممن دفعتم بهم حكاما . فكانوا ظلاما. على اشرف أراضي الكون واعرق
بلدان العالم .. ليبيا .. ليبيا التي بخستم حقها هل هؤلاء بقيمة ليبيا
العظيمة حتى يحكموها ؟ ( لاحول ولا قوة الابالله العلي العظيم ) .
ذلك وغير ذلك أمورا لاتطاق ليخجل من نفسه .. ليجهد روحه حتى يرسم لمحة من حياء على وجهه كل من لازال يتبجح (بثورة فبراير ) .
محمد علي المبروك خلف الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق