لاشك ان القذافي وفترة حكمه شهدت العجب العجاب من ممارسة القمع
والاستبداد وكان 2 مارس 1977م هو التاسيس الرسمي لحكمه الفردي بعد ان سبق
له ان كشف عن برنامجه عبر خطاب زوارة في 1973م وهو الخطاب الذي شق مجلس
قيادة الانقلاب ونتج عنه معارضة له من زملائه وكان ابرز نتائجه سنة 1975م
انقلاب مجموعة الرائد عمر المحيشي او كما سماه القذافي انقلاب ضباط مصراته
وعزف على منواله قصائد في حينها شاعر القذافي العزومي الذي انتجت المليشيات
من هم مثله ولكن تقدمهم كمحللين ونشطاء سياسين وناطقين باسمها وحتى
مسؤولين صحيح انهم لا يقولون شعرا ولكن لا يعدو كلامهم الا عبثا من عبث
العزومي.
اليوم يتكرر عبث القذافي بفضل المليشيات ولوان المشهد اختلف فان
كل مافعله القذافي تمارسه المليشيات من خطف المعارضين واغتيالهم او تصفيتهم
كما رسخ القذافي في خطاباته هذا الفعل الهمجي بل واغتيال الصحفيين كما
اغتيل ضيف الغزال وقبله مصطفى رمضان واقفال الصحف ومنع صدورها مثل الحقيقة
وغيرها والان المليشيات تمنع الصحف كما حدث لصحيفة ميادين ولغيريها وحجب
المواقع الإلكترونية كبوابة الوسط وليبيا المستقبل في الشهر الماضي واغتيال
الصحفيين مفتاح بوزيد وعزالدين قوصاد وغيرهم خلال سنتين واهانة مسؤولي
الدولة والعبث بمؤسساتها واللعب على الصراعات والتناقضات القبلية والجهوية
وحصار المدن والمناطق ومعاقبتها واستخدام الدين وفق مصالحهم وشراء ذمم
نافذين في المناطق الحدودية بالدول الاخرى كما الجنوب التونسي والزج
بالشباب في معارك خاسرة والتبرؤ منهم على طاولة المفاوضات وخلق اجسام
موازية للجيش الليبي من حرس ثوري وحرس شعبي وكتائب الشعب المسلح والان دروع
وحرس وطني.
الفارق بين القذافي والمليشيات ان القذافي كان الوحيد الذي يملك
السلطة والسلاح والثروة والوقت الكافي ورغم ذلك جعل دول الخليج وحتى تونس
ومصر تتقدم على ليبيا في جميع المجالات وخاصة الصحة والتعليم والصناعة
والخدمات والثقافة والرياضة رغم ان ليبيا لديها كل الامكانيات المادية
والموقع الجغرافي والمناخ المعتدل وحارب القطاع الخاص والاهم الزخم الثقافي
والفني وتهميش القامات التي لن تتكرر بسهولة في الشعر والمسرح والغناء
والرياضة.
دائما كانت مشكلة القذافي مع الدولة ومؤسساتها لذلك ضل لا ربعة
عقود وهو يردد ويعيش على مصطلح الثورة وحمايتها وهذا ما يفعله ويكرره قادة
المليشيات منذ اربعة سنوات انهم التلاميذ الذين تفوقوا على استاذهم
وكانوا خير وريث له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق