إعلامي مصري
يثير جدلاً واسعاً بعد اعترافه بالتعاون
مع أجهزة الأمن
لندن – «القدس العربي»:
أثار إعلامي مصري معروف جدلاً واسعاً بعد أن
اعترف لأول مرة بتعاونه مع أجهزة الأمــــن في البلاد، وهــــو ما يمثل
مخالفـــة صريحـــة وواضحة وكبيرة لأخلاقيات وأصول مهنة الصحافة والعمل في
المجال الإعلامي، حيث يقول أغلب العاملين في الحقل الإعلامي إن الصحافي
كالطبيب يجب أن يكون مؤتمناً على أسرار عمله ولا يجوز أن يفشيها تحت أي ظرف
من الظروف.
واعترف الإعلامي المعروف ومقدم البرنامج التلفزيوني المسائي تامر أمين بأنه سلم لأجهزة الأمن ضيوفاً شاركوا في برنامجه ثلاث مرات، وليس مرة واحدة، حيث قال في حوار تلفزيوني إن أولهم كان صحافياً مغموراً من الإخوان المسلمين، مضيفاً: «عندما ظهر على الهواء اكتشفت أنه مطلوب لوزارة الداخلية في عدد من القضايا، وربما كانت عليه أحكام أو قضايا، لا أتذكر، فكلمونا خلال الفاصل وأبلغتهم من أي باب سيغادر الاستديو حتى يتم إلقاء القبض عليه». ثم تابع قائلاً: «أنا أعترف بأنني سلمته لقوات الأمن».
وسألت المذيعة التي تدير الحوار تامر أمين: «تسليم أحد الضيوف لأجهزة الأمن أليس مخالفاً للميثاق الإعلامي؟»، فرد بالقول: «أنا ألتزم بقانون بلدي، فهل يكون لدي مجرم مطلوب للعدالة وأقوم بتهريبه؟».
أما الضحية الثانية للإعلامي تامر أمين فيقول إنه «ضيف عضو في خلية حزب الله المطلوبة في مصر» مشيراً إلى أن «البوكس جيه بضهره» حيث تم اعتقاله فور انتهاء البرنامج التلفزيوني.
ويقدم تامر أمين برنامجاً يومياً على قناة «روتانا مصرية» حيث يطل على المشاهدين في كل مساء متناولاً العديد من القضايا التي تتعلق بالشأن المصري، لكنه في كثير من الأحيان لا يستضيف في الاستديو أحداً وانما يقوم بتحليل بعض الأخبار والأحداث ويبدي رأيه فيها متحدثاً للمشاهدين مباشرة عبر الكاميرا.
وتجول بين عدة قنوات مصرية قبل أن ينتهي به الحال في «روتانا مصرية» وقدم العديد من البرامج التلفزيونية، فيما أثارت اعترافاته بالتعاون مع أجهزة الأمن جدلاً واسعاً في مصر، وأثارت حفيظة الكثير من المتابعين والصحافيين الذين انتقدوا ذلك، واعتبروا أنه يتنافى مع أخلاقيات المهنة.
وقال صحافي مصري طلب عدم نشر اسمه إن ما اعترف به أمين يعيد تسليط الضوء على ظاهرة «الإعلاميين المخبرين» مشيراً إلى أن قوات الأمن في مصر أصبح لديها جيش من الإعلاميين الذين يتعاونون معها ويقدمون لها المعلومات، معتبراً أن هؤلاء الصحافيين يمثلون مصدراً هاماً للمعلومات بالنسبة لأجهزة الأمن المصرية.
ويؤكد أن الإعلامي كالطبيب لا يجوز أن يفشي أسرار عمله للآخرين، ولا يجوز أن يتعاون مع الأجهزة الأمنية التي يفترض فيها أن تقوم بدورها وعملها لا أن تجعل من صحافي أو مذيع «طعم» لاصطياد من تلاحقهم، خاصة إذا كانت الملاحقة أصلاً لأسباب سياسية.
من جهته، كتب الإعلامي المصري باسل رمسيس على صفحته على «فيسبوك» معلقاً على اعترافات تامر أمين بالقول: «لا يوجد ما يثير الدهشة لأن هذا النوع من مقدمي البرامج/الإعلاميين لا يختلفون فعلياً، سواء على المستوى الشكلي أو على مستوى المضمون، عن هذا المخبر في الأفلام الكوميدية القديمة، الذي يراقب من وراء جريدة «مخرومة» ويمسكها بالمقلوب».
ويضيف متابعاً: «في النهاية تامر أمين وغيره عبارة عن منتج طبيعي من منتجات دولتهم الأمنية. دولة تعتمد فقط على القمع والعنف لمحاولة الاستمرار في الحياة. تقتل وتسجن وتعذب وتغتصب تحت مظلة جو وطني فاشي ومزيف، داعية المواطن كي يتحول إلى مخبر حقير كي يحافظ على «الوطن».. دون أن تشرح له أين هو هذا الوطن».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق