الأحد، 6 أكتوبر 2013

المارينز اعتقلوا "أبو أنس الليبي" أمام زوجته وأولاده


المارينز اعتقلوا

"أبو أنس الليبي" أمام زوجته وأولاده


انتظروا عودته من مسجد

صلى فيه الفجر بطرابلس


فاعترضوه حين اقترب من البيت


6/10/2013

398daf8722ab18aea460b7ee8f246d62[1]
لندن - كمال قبيسي:- 


بعد أكثر من ساعتين من نشر "العربية.نت" لتأكيد من مصدر ليبي في لندن بأن "أبو أنس الليبي" تم اعتقاله فجر أمس السبت في العاصمة الليبية، بعد بحث أميركي عنه استمر طوال 13 سنة، ورد تأكيد من مسؤولين أميركيين بأن فريقا أميركيا اعتقله فعلا، وهو ما تضيفه "العربية.نت" إلى تقريرها عن "أبو أنس" المطلوب أميركيا لدور مهم قام به وأدى إلى نجاح "القاعدة" في 1998 بتفجير السفارة الأميركية في العاصمة الكينية، نيروبي، تزامناً مع هجوم آخر استهدف نظيرتها في تنزانيا، حيث سقط 224 قتيلاً، ومعهم أكثر من 4500 جريح.


ومما تناقلته الوكالات بعد نشر "العربية.نت" لتقريرها عن اعتقال "أبو أنس" أن شقيقه، واسمه نبيل، أخبر بأن 3 سيارات اعترضت شقيقه قرب البيت حين عاد بسيارته بعد أن صلى الفجر في أحد المساجد بطرابلس، ونزل منها ملثمون شاهدتهم زوجة "أبو أنس" من نافذة البيت، وكذلك عاينهم أولاده وهو يجردونه من مسدسه ويسيطرون عليه ويقودونه الى جهة مجهولة، في عملية أعلن البنتاغون أن "وحدة عسكرية أميركية" نفذتها. 


وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جورج ليتل، في بيان إنه "اثر عملية اميركية لمكافحة الارهاب فان ابو انس الليبي هو الآن محتجز بشكل قانوني لدى الجيش الاميركي في مكان آمن خارج ليبيا". المصدر في لندن هو نعمان بن عثمان، رئيس "مؤسسة كويليام" البريطانية الناشطة في أبحاث خاصة بمكافحة التطرف والإرهاب، فذكر "نقلاً عن مقربين جدا جدا من أبو أنس" الذي ولد باسم نزيه عبدالحميد نبيه الرقيعي في 1964 بطرابلس، بأنه بعد خروجه من مسجد صلى فيه فجر السبت بالمدينة اتجه إلى حيث يسكن قرب طريق المطار "وهناك اعترضه ملثمون واعتقلوه وهو يكاد يهم بدخول البيت" كما قال. 


وذكر بن عثمان الذي كانت تربطه صداقة قديمة مع "أبو أنس" استمرت 20 سنة في الماضي، أن الملثمين نزلوا من سيارات غير معروف عددها تماما، إلا أن المقربين من "أبو أنس" أخبروه بأنهم شاهدوا منها سيارتين فقط، وفي أحداها نقلوه عند الفجر أمام شهود عيان. وقال بن عثمان، الذي كتب تغريدة في "تويتر" عبر فيها عن استغرابه لعدم اعتراف الحكومة الليبية باعتقال "أبو أنس" حتى الآن، إنه ليس متأكدا من وقوع بيت "أبو أنس" حاليا قرب طريق مطار طرابلس "لأنه ربما انتقل إلى غيره، لكنه كان يقيم هناك مع زوجته وأولاده الثلاثة قبل 7 أشهر" على حد ما ذكر عن الرجل الذي لم يرتبط اسمه بتفجير السفارة في كينيا إلا عام 2000 فقط.

مغربي كشف عنه معظم المعلومات.

في ذلك العام، أي بعد 18 شهرا من العملية الانتحارية، اكتشف الأميركيون علاقته بتنظيم "القاعدة"، عندما أخبرهم عضو سابق فيه بأنه كان ضمن فريق راقب سفارات غربية، وأهمها الأميركية بنيروبي قبل سنوات من تفجيرها، وسريعا ضمه "الأف.بي.آي" في 2001 إلى لائحة مطلوبيه، بجائزة ما زالت قيمتها 5 ملايين دولار لمن يساعد على اعتقاله. وقال نعمان بن عثمان إن ذلك العضو السابق في "القاعدة" لم يكن إلا المغربي الحسين خرشتو، المعروف باسم "أبو طلال المغربي" والذي كان بأواخر 1994 في كينيا يدرس الطيران وقيادة طائرة بن لادن الخاصة، ثم انشق عن التنظيم وأخبر الأميركيين بكل ما يعرفونه عن "أبو أنس" الذي طرأ في 2002 جديد بشأنه.


 وكان الجديد هو ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية من أن السودان "اعتقل 21 شخصا تمهيدا لتسليمهم إلى الولايات المتحدة لقاء استبعاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب" وبينهم 9 متشددين "منهم أبو أنس الليبي" على حد قولها. لكن الحكومة السودانية نفت على لسان غازي صلاح الدين، مستشار رئاسة الجمهورية لشؤون السلام بالسودان آنذاك، ثم اتضح أن شخصا لقبه "أبو أنس" بالفعل تم اعتقاله، إلا أنه لم يكن ليبيا "بل هو مصري" على حد ما أعلنه وزير الداخلية السوداني، اللواء عبدالرحيم محمد حسين، وراجعته "العربية.نت" في صحف أتت ذلك الوقت على الخبر.

شاحنة محملة بأكثر من 900 كيلو تي أن تي دمرت سفارة أميركا بنيروبي.

وجمعت "العربية.نت" معلومات عن "أبو أنس" من مصادر عدة أطلعت عليها، ومنها أنه تخرج من كلية الهندسة بجامعة الفاتح، وهي "جامعة طرابلس" الآن، حيث درس علوم الكمبيوتر، وهو متزوج من ليبية والدها كان دبلوماسيا سابقا، وكان له منها 4 أبناء، إلا أن أحدهم، وهو عبدالرحمن، سقط قتيلا في 2011 حين شارك بالهجوم على معقل العقيد القذافي في باب العزيزية بطرابلس. و"أبو أنس" خبير بالمعلوماتية والاستطلاع والتجسس والمراقبة والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر، وبفضلها ارتقى بسرعة في "القاعدة" وانضم إلى مجلس الشورى فيها، طبقا لما طالعته "العربية.نت" من شهادات أدلى بها معتقلون من التنظيم، ممن أكدوا أنه ساهم في 1993 بمراقبة السفارة الأميركية بنيروبي وتصويرها، لتستهدفها "القاعدة" بعد 5 أعوام بانتحاري اقتحم مقرها بشاحنة محملة بأكثر من 900 كيلوغرام "تي.أن.تي" وأتت عليها بالكامل. وكان "أبو أنس" حين أقام في أفغانستان ينتحل شخصية بن لادن ويرتدي الثياب نفسها التي كان يرتديها زعيم "القاعدة" القتيل، لأنه بطوله تقريبا وطريقته بالمشي شبيهة بطريقة بن لادن تماما، فكانت "العيون" الأميركية تراه في مكان ما وتظنه بن لادن الحقيقي.

فتاوى تجيز تعذيب الرهائن.

وأهم ما طرأ من جديد بشأن "أبو أنس" كان العام الماضي حين ذكر كثيرون أنهم "شاهدوه يتجول بحرية في طرابلس" طبقاً لما بثته "سي.أن.أن" نقلا عن مصادر في استخبارات غربية طلبت عدم كشف هويتها، وأن السلطات الليبية قد لا تكون عارفة بوجوده على أراضيها، كما نفت تلك المصادر علمها بقيام جهات أمنية دولية بالطلب من طرابلس اعتقاله، لأنه لا توجد اتفاقية لتبادل المطلوبين بين ليبيا والولايات المتحدة.


 وكانت الولايات المتحدة تسعى وراء "أبو أنس" ما أمكن، وربما علمت العام الماضي فقط أنه عاد إلى ليبيا، بعد أن اطمأن إلى تراجع اهتمام أجهزة الاستخبارات بملاحقته خلال السنوات الأخيرة، علما أنه التحق بتنظيم "القاعدة" في أواخر الثمانينيات "وخلال تلك الفترة، وبعد أن شن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حملة ضد الأصوليين المتشددين، فر إلى السودان" ثم غادره قبل رحيل بن لادن في 1996 إلى أفغانستان، فأقام في قطر قبل أن يستقر بمدينة مانشستر في بريطانيا التي منحته حق اللجوء السياسي لخشيتها من تعرضه للأذى إذا عاد إلى ليبيا. وحين اكتشف الأميركيون أمره أسرع الأمن البريطاني بأوائل عام 2000 وداهم منزله للقبض عليه، لكنهم اكتشفوا أنه فر من البيت الذي عثروا فيه على "وثيقة إرهابية" من 180 صفحة عنوانها "دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطواغيت" وفيها تفاصيل للمقاتلين عن استخدام المتفجرات وتعذيب الضحايا، كما شرح المحاذير الأمنية التي يتطلب عليهم اتباعها حين القيام بعملياتهم بدقة وأمان، مع فتاوى من بعض علماء الدين "أجازوا فيها تعذيب الرهائن، خاصة من يحجبون المعلومات والأخبار والأسرار عن شعوبهم".

المصدر: العربية نت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق