الشهيد : محمد سعدون السويحلي

القائد الشهيد 

محمد سعدون السويحل

الشهيد : 

محمد سعدون السويحلي

الكاتب والمؤرخ / عمر فرج بوشويشينه

قادة وأبطال لحركة المقاومة الليبية، وقفوا في ميادين القتال دفاعاً عن حرية الوطن وقفة الشموخ والاعتزاز، سطروا أروع صفحات البطولة والفداء في أشرف الساحات، القائد الشهيد الشاب محمد سعدون الشتيوي السويحلي من بينهؤلاء القادة والأبطال الذين سطعت أسماؤهم في سجل النضال الوطني.

ولد عام 1893 م بزاوية المحجوب بمنطقة أم البخور بمدينة مصراته، تعلم القراءة والكتابة وبعضاً من أجزاء القران الكريم وعلوم الشريعة في كتَاب قريته زاوية المحجوب الملحق بجامع الفحول، شغف بحب الرياضة وخاصةً رياضة ركوب الخيل والرماية والسباق ولعبة ” كرة المعاقيب ” وهي تشبه لعبة الجولف، أشتهر بالفروسية والشجاعة وقوة الإرادة والاعتزاز بالرأي، وهو الأخ الأصغر لكل من المجاهدين أحمد و رمضان الشتيوي السويحلي.

تزوج من حواء بنت محمد بن علي، توفيت دون أن تخلف له أبناء ومن فاطمةبنت عمر شقلوف والتي أنجبت له ولداًَ وبنتاً توفيا أطفالاً ومن امرأة سمراء أنجبت له ولداً أطلق عليه أسم سالم وأستمر به نسله.

يوم غزت ايطاليا ليبيا كان محمد سعدون الشتيوي السويحلي شاباً يبلغ من العمر ثمانية عشرة ربيعاً، تم اعتقاله وأخيه أحمد بمعتقل فندق بن إسماعيل بمصراتة في 11. 7. 1915 م عقب هزيمة الجيش الايطالي بقيادة أمياني بمعركة القرضابية وتم نقلهما بعد ذلك عن طريق البحر من ميناء قصر أحمد يوم 16. 7. 1915 م إلي سجن القلعة بطرابلس، تم نفيهما إلي جزيرة سركوزا بإيطاليا، أفرج عنهما بعد أربع سنوات عقب صلح بني أدم حيث تم تبادل للأسري في 26. 6. 1919 م.

تولي قيادة الجيش الوطني للمقاومة الليبية بمنطقة مصراتة ” دور السويحلي” بعد مقتل أخيه المجاهد رمضان الشتيوي السويحلي في أغسطس 1920 م، خاض العديد من المعارك ضد العدو الايطالي أشهرها معركة عين أكعام، الساحليه، النقازة، المشرَك ” بئر تاجموت “.

قال عنه أغريسياني ” هاجمنا بشدة لامثيل لها، وببطولة فائقة ” واعترفت له المصادر الايطالية بالشجاعة الفائقة حيث ورد بهذه المصادر ” أنه قد قام بمهاجمة قواتنا بعنف غير عادي وبشجاعة كانت حقاً نادرة “.

استشهد القائد الشهيد في معركة المشرَك ” بئر تاجموت ” يوم 4. 5. 1923م ونقل جثمانه من ساحة القتال في اليوم التالي، ودفن بمنطقة السدادة عن عمر يناهز الثلاثين عاماً باذلاً روحه فداء للوطن.

بعد استشهاد محمد سعدون السويحلي التحق ما يقرب علي ” 130 ” مقاتلاً من أفراد جيشه بأدوار عمر المختار ببرقة وقد عرفوا بطابور السويحلي وكان لهم دور هام ومؤثر في جميع المعارك التي شاركوا بها، وتولي البعض منهم مناصب قيادية حيث أسند إلي المجاهد سليمان طالب منصب رئيس الإدارة بالقيادةالعامة للأدوار، وخلفه في هذا المنصب بعد وفاته المجاهد يوسف أمليطان السويحلي.

أقيم للقائد الشهيد محمد سعدون الشتيوي السويحلي نصباً تذكرياً بمناسبة الاحتفال بمعركة المشرَك ” بئر تاجموت ” وتم أيضاً إصدار طابع بريدي يحمل صورته برسم تقريبي في 31. 10. 1983 م تخليداً لذكراه وتقديراً لجهاده ونضاله الوطني.