ظاهرة السٌكر عند النحل
ظاهرة السٌكر عند النحل
نقلا عن السبيل الأردنية
متابعة الأستاذ / عدلي البرقوني
من
عجائب النحل ظاهرة يُسميها العلماء ظاهرة السُّكر عند النحل ، فبعض النحل
يتناول أثناء رحلاته بعض المواد المخدرة مثل ( الإيثانول) وهي
مادة تنتج بعض تخمر بعض الثمار الناضجة في الطبيعة، فتأتي النحلة لتلعق
بلسانها قسما من هذه المواد فتصبح ” سكرانه ” تماماً مثل البشر، ويمكن أن
يستمر تأثير هذه المادة على النحلة لمدة 48 ساعة.
إن الأعراض التي تحدث
عند النحل بعد تعاطيه لهذه “المسكرات” تشبه الأعراض التي تحدث للإنسان بعد
تعاطيه المسكرات، ويقول العلماء إن هذه النحلات السكرى تصبح عدوانية،
ومؤذية لأنها تفسد العسل وتفرغ فيه هذه المواد المخدرة مما يؤدي إلى تسممه،
ولكن الله تعالى يصف العسل بأنه (شفاء) في قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) [النحل: 69]
فماذا
هيَّأ الله لهذا العسل ليبقى سليماً ولا يتعرض لأي مواد سامة؟ طبعاً من
رحمة الله تعالى بنا ولأنه جعل في العسل شفاء، فمن الطبيعي أن يهيئ الله
وسائل للنحل للدفاع عن العسل وبقائه صالحاً للاستخدام .
وهذا ما دفع العلماء
لدراسة هذه الظاهرة ومتابعتها خلال 30 عاماً، وكان لابد من مراقبة سلوك
النحل. بعد المراقبة الطويلة لاحظوا أن في كل خلية نحل هناك نحلات زودها
الله بما يشبه “أجهزة الإنذار”، تستطيع تحسس رائحة النحل السكران وتقاتله وتبعده عن الخلية!!
وتأملوا معي الحكمة التي يتمتع بها عالم النحل، حتى النحلة التي تسكر مرفوضة وتطرد بل و”تُجلد” من قبل بقية النحلات المدافعات، أليس النحل أعقل من بعض البشر!!؟
إن
النحلات التي تتعاطى هذه المسكرات تصبح سيئة السمعة، ولكن إذا ما أفاقت
هذه النحلة من سكرتها سُمح لها بالدخول إلى الخلية مباشرة وذلك بعد أن
تتأكد النحلات أن التأثير السام لها قد زال نهائياً.
حتى إن النحلات تضع من أجل مراقبة هذه الظاهرة وتطهر الخلية من أمثال هؤلاء النحلات تضع ما يسمى “bee bouncers”
وهي النحلات التي تقف مدافعة وحارسة للخلية، وهي تراقب جيداً النحلة التي
تتعاطى المسكرات وتعمل على طردها، وإذا ما عاودت الكرة فإن “الحراس”
سيكسرون أرجلها لكي يمنعوها من إعادة تعاطي المسكرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق