تعقيب على خبر استقالة
السيد عوض البرعصي
بقلم : عدلي البرقوني البرعصي
حتى
تمضي عجلة البناء والتقدم إلى الأمام لا بد من ضوابط محددة تضمن مسيرتها
وتقدمها وتحافظ على اتزانها وسهولة انسيابها بصورة متناغمة مع احتياجات
الوطن ومقدراته الفنية والاقتصادية في إطار الوضع الدولي السائد دون محاباة
لطرف على حساب طرف وبتطبيق أسس النزاهة ومبدأ ( من أين لك هذا؟ الذي علمنا
إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وتطبيقه بطريقة إدارية واضحة بحيث
تعرض على المجلس الوطني بصورة دورية لتحقيق وتثبيت مبدأ المراقبة والمساءلة
خصوصا بالنسبة لكبار موظفي الدولة بداية من رئيس الحكومة ومرورا بالوزراء
ومساعديهم …
أما بخصوص فحوى
الخبر أعلاه ، فمع بالغ تقديري للأستاذ عوض البرعصي – حفظه الله- إلا أنني
أجد في تقديمه لاستقالته بالرغم من المبررات التي ذكرها بهذه الصورة ستشجع
آخرين على تقديم استقالاتهم وبالتالي ستقع البلاد في دوامة تصعيد الاضطراب
وعدم الاستقرار الذي سينعكس بالدرجة الأولى على الناحية الأمنية وكذلك على
مختلف جوانب حياة المواطنين ويفسح مجالا أكبر لجهات ودول غربية متربصة كي
تحاول التدخل بصورة مباشرة إن أمكن أو بصورة غير مباشرة تزيد من شرخ
الانقسام والانفلات الأمني والفساد وتراجع الاقتصاد وسوء أحوال الناس ( كما
حدث في العراق مثلا ).
وأعتقد جازما بأن السيد
عوض لا يريد حدوث هذا وأنه يعمل جاهدا بألا يقع ما يسئ لبلده وأبناء وطنه
بأي شكل أو صورة لا من قريب ولا من بعيد، إذا لا بد من تحديد موضع
الخلل وتشخيص المرض بصورة أدق ليتم تقديم العلاج الناجح والمناسب بدلا من
الاستمرار في دوامة اللوم وإلقاء اللوم على الطرف الآخر تحت إشراف ومتابعة
حكماء وأشراف الوطن. …
الخلاصة
التي أريد التوصل لها ، وقد كنت كتبت في هذا الموقع منذ أكثر من شهر بخصوص
هذا الموضوع والتأخير في تنفيذ برامج الصيانة والبناء من خلال مجالس
البلديات المحلية التي يشرف عليها السيد عوض البرعصي وهي جزء من مسؤولياته (
تعليق على خبر في موقع شرفاء ليبيا) واقترحت آلية معينة للتنفيذ والمتابعة
دون الدخول في التفاصيل لضمان حل الإشكاليات التي تعيق تقدم العمل ، كما
أذكر أنني اقترحت إطلاق / خط ساخن / بين السيد عوض ومسؤولي المجالس المحلية
بحيث يتم تحديد المعيقات أو العقبات الإدارية والعمل على حلها أولا بأول
…. لكنني فهمت مما ذكره السيد عوض أن هناك معوقات بعدم إعطاء الصلاحيات أو
التفويضات اللازمة تتأتي من بعض من هم في ( قمة الهرم) !!؟؟؟ وهذا – حسب
رأيي المتواضع – أمر جد خطير لأنه لا تفسير له سوى أن يكون هذا ( البعض ) –
والعياذ بالله- مرتبط بأجندات أجنبية تضغط عليه ليعمل كذا وكذا وألا يعمل
ذلك أو ذاك … فإن كان الأمر كذلك لا بد من المصارحة والمكاشفة بطريقة حكيمة
والحكماء في بلادنا كثر .. والشجاعة الأدبية مطلوبة …
وأضيف
فأقول أن الشئ بالشئ يذكر بخصوص التعامل مع كبار المسؤولين في الدولة إذا
كان هناك طرف ( مشبوه) – والعياذ بالله – وقد أراد الفاروق عمر بن الخطاب –
رضي الله عنه – اختبار أصحابه بهذا الخصوص ذات مرة فسألهم ماذ هم فاعلون
لو رأوا منه تغيرا ( بمعنى الخروج عن جادة الصواب ) ، فقد جاء عن البخاري
في التاريخ الكبير (2/ 98) قوله أن :
بشير بن سعد الانصاري، له صحبة، مدينى وهو والد النعمان،
قال
لي عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان،
عن ابن شهاب، قال: أخبرني محمد بن النعمان بن بشير، أن أباه أخبره، أن عمر
قال يوما، في مجلس، وحوله المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو ترخصت في بعض
الأمر، ما كنتم فاعلين؟ فسكتوا، فعاد مرتين، أو ثلاثا، قال بشير بن سعد: لو
فعلت، قومناك تقويم القدح، قال عمر: أنتم إذا أنتم.
وهي
رواية أسنادها جيد .. . نسأل الله تعالى في هذه الأيام الأواخر المباركات
من شهر الرحمة والمغفرة أن يغفر لنا زلاتنا ويوفق ولاة أمور المسلمين لما
يحبه لنا ويرضاه فإنه – عز وجل- ولي ذلك وهو القادر عليه، ألا هل بلغت ،
اللهم فاشهد ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطهار والحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق