المرحوم / المهندس جمعه سالم الأربش رجل من رجالات الوطن الأوفياء والمخلصين (الجزء الرابع)
المرحوم / المهندس
جمعه سالم الأربش
رجل من رجالات الوطن الأوفياء والمخلصين
هكذا هم الرجال الذين أقسموا آلا
يرجعوا إلا بالشهادات المتفوقة وفى مقدمة الصفوف فوفقهم الله تعالى من أجل
حبهم لوطنهم وإنتمائهم الوطنى الذى آمنوا به … هكذا هم الليبيون الوطنيون
الصادقون مع الله ومع أهلهم ومع أنفسهم ، فقد كانت النتائج مبهرة للأبصار
وإذ بالطالب /جمعه سالم الأربش فى قائمة أوائل الطلبة بجامعة عين شمس
راجعاً بشهادة شرّف بها الوطن وأهله . وبعد رحلة طويله من الدراسة والعمل والعطاء تبدأ رحلة المعاناة مع
المرض والتدهور الصحى وينتقل المرحوم / جمعه سالم الأربش إلى بارئه بتاريح
4/8/2002 م ودفن يوم الثلاثاء الموافق 6/8/2002 م لتحتضن جسده الطاهر
مدينة العجيلات مسقط رأسه التى طالما أحبها وعاش وترعرع فيها … فعلى روحه
الفاتحة .
فلندعوا
جميعاً ونترحم على رجل من رجالات ليبيا الأوفياء الذين عملوا بصمت وإخلاص
فلم يكن هدفهم المادة ولا الوجاهة الدنيوية بل كان خدمة الوطن وحب الناس .
وصلتنى هذه الرسالة من الصديق العزيز / مفتاح الأربش الذى يقول فيها ::
أخي العزيز مهندس فتح الله،،
سامحني على تأخري في الرد على ما كتبته من كلمات صادقة
ومؤثرة ابكتني بعد أن شخصت لي الحاج وهو يترجل من سيارته في صباح جمعة في
العاشرة ومعه عائلته الكريمة في زيارته الاسبوعية المعتادة لبيت الوالد في
العجيلات الذي كان يعزه كثيرا، ونهبُّ نحن في ملاقاته ومعه الحاجه عواشه
زوجته وسهام ابنته البكر وزهير ابنه وبقية العائلة. حملت
كلماتك في طياتها طلّته البهية مرتديا طاقيته البيضاء وجرده وفرملته
الزرقاء – زي انيق ونظيف ولكن لايدل على مرتديه بانه من علية القوم بل
انسان بسيط زهد في الدنيا واحبها على بساطتها مع بسطائها.
والدي الذي احبه الحاج جمعه ووالدتي التي تربى معها هما شخصان بسيطان امّيّان لم يملكا من حطام الدنيا عندما بدأ المهندس الشاب يتردد عليهما بعدما عاد غانما من مصر
اكثر من عشة خيش او زريبة جريد وصنور مكسوة بالسمار والديس وطنجرة وكسكاس
وقصعة لاموني وحماس . لقد تحول تردده علينا من شهري إلى اسبوعي مع مطلع
السبعينات، فكان يتمتع بالجلوس على الحصيرة في زريقة الشمس في الشتاء او
حول نار الحطب وداخانها في الأجواء الممطرة، وتحت المشماشات في الصيف،
يتمتع بخبزة الغناي وبالعيش وطبيخة القرعه (البازين) يأكلهما بنهم شديد
وبمتعة لا تفوقها متعة، يرفس له والدي بيده الخشنه المصفحة الموشنة التي
لا تحس حرارة الطبيخ حتى ان ابناء عمه سألوه مازحين “تاكل في رفيس اليدين
الموشنات؟”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق