رؤية في سياق الاحداث
رؤية في سياق الاحداث
بقلم : أ . ح . بن سعود
كما
يقول المثل الشهير ، مرغما من بجانبك وليس بطلاً ، في سياق ذلك المثل ،
الاتحاد الاوروبي بلهف يتواصل مع أهم رموز الدولة وأطياف المعارضة في مصر
المحروسة ، ينصت ويستوضح المطالب لجمع الشمل حسبما يبدوا للمتابع ، وهي
بمثابة خطوة واجبة في اتجاه دعم الحلول التوافقية الواجبة التي من شأنها أن
تُنهي الازمة وتنزع فتيلها ، وتُساهم في إعادة تأهيل الأنشطة السياحية
والوقوف بإجابية الى جانب دعم الاقتصادي المصري المُترنح ، الذى أضحى (
قاب قوسين أو ادنى من لعنة الفراعنة ) ، بمعنى خطوات من لحظة الانهيار
وحدوث الكارثة ، بسياق ماحدث في الجانب المقابل من الضفة الشمالية لشواطي
المتوسط التي مازالت تُلملم أوجاعها ، وقد بالغت في شد حزامها حتى تعبر الى
بر الآمان.
إذا ما حدث الإنهيار في مصر لا
سمح الله ، ستكون أثاره موجعة وجد خطيرة النتائج وسياق الاحداث ، نظرا
لتعاظم حجم استثمارت دول الاتحاد الاوروبي ، التي تُمتل نصيب لا يُستهان به
في المنطقة وفي مصر المحروسة بالذات ، إضافة الى ذلك ما سيؤول اليه المخاض
ويفضي الى عدم الإستقرار وقد تخرج الأوضاع عن السيطرة ويتسبب ذلك في شل
حركة التجارة الدولية التي تُمتل 8% من إحتياجاتها عبر قناة السويس ، وهي
بمثابة شريان الحياة الرئيسي للإتحاد الاوروبي جملة وتفصيلا ، وهو الذي
يُعاني الآن من ظروف اقتصادية صعبة المّت به في مكمن وأوجعته في عمق
استراتجياته التي رسمها أجداد هم في ذلك السياق ، ونفدها أحفادهم في ظروف
مختلفة الأبعاد .
معظم دول الاتحاد المّت بها
ظروف اقتصادية عسيرة وصعبة لم يعتادوها من قبل ، وهو ما سوف يزيد الطين
بلة كما يقال … و ينعكس ذلك الاثر بصورة سيئة على تكلفة اسعار السلع
والخدمات ، مما سيؤدي الى حالة حرجة تندر بتردي الاوضاع المعيشية للسكان ،
ومنها على الخصوص تلك الاحتياجات الضرورية التي لا تستوجب الانتظار ، فهي
بمثابة النار التي سوف تُشعل المنطقة برمتها ، وتدخلها في فوضى عارمة تنتشر
كالنار في الهشيم ، لكون منطقة الإتحاد الأوروبي رغم التسترالخجول ، فهي
على حافة بركان ، بسبب تردي الاوضاع المعيشية لأكثر من 35% من سكانها ،
نظراً لتعاظم الفوضى المالية المقننة والمستباحة ، وتُعد المنبّع الرئيسي
لإنتشار الفساد المبيّت والمقيث الذي تجلى بوضوح في مؤشرات الإنفاق العام
للدولة ومؤسساتها التي لا تحقق عوائد ولا تُضيف للإقتصاد سوى الانفاق ، في
غياب ميثاق شرف الرقابة وشرف القسم ، التي ساهم بصورة مباشرة في تغول
الاقتصاد العالمي ليصبح خارج عن السيطرة واللجم ، كل ذلك مجتمعا أدى الى
الإنهيار الكلي لإ قتصاد تُديره رؤوس أموال تعاظم ثراؤها وتكالبت على جمعه ،
وأدى ذلك الى العجز الظاهر في موازين المدفوعات ، ثم تحقق الافلاس بشكله
الحقيقي كنتيجة حتمية لامفر منها ، بمعنى ( عدم قدرة مؤسسات الدولة على
الإفاء بالتزاماتها واجبة السداد وعلى رأس تلك المؤسسات البنوك ) ، وهي
الكارثة بعينها التي لاتبقي ولا تذر .
الخلاصة : إذا ما تقاعست أو راوحت دول الاتحاد الاوروبي في مد يد العون
والمساعدة الفورية والعاجلة والغير مشروطة ، للمساهمة في تقريب وجهات
النظر بين الفرقاء وأخذ المبادرة للملمة ونزع فتيل الآزمة وتلطيف حالة
التوتر وأستدراك نفس الاستقطاب الظاهر بين اطياف المجتع الواحد ، إذا ما
تقاعست تلك الدول عن دورها الاخلاقي وحسن الجوار في منطقة البحر الابيض
المتوسط ، الامر الدي قد يُقحم منطقة الاتحاد الاوروبي في أعراض تلك
الاحداث الجانبية ذات الأثر المباشر ، وهي بمثابة الكارثة ، في صيف ساخن
لا تُحمد عقباه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق