الجمعة، 10 أبريل 2015

السناريو الغربى .. الأمريكى والعودة إلى ليبيا بعد العراق :: بقلم / فتح الله سرقيوه





السناريو الغربى .. الأمريكى 

والعودة إلى ليبيا بعد العراق




 بقلم / فتح الله سرقيوه
 

كذب الأمريكان ولو صدقوا .. خدعوا المجتمع الأمريكى والعالم بأسره عندما قالوا أن هناك أسلحة دمار شامل بالعراق وزوروا التقارير الإستخباراتية لكى يُمرروا هذه الكذبة البشعة ويُقنعوا حلفائهم بالدخول فى إتلاف عسكرى لإسقاط النظام العراقى نظراً لخطورته على الأمن القومى الأمريكى أولاً.. ثم على دول العالم الديمقراطية ثانياً.. والدول العربية المجاورة ممن تدور فى فلك السياسة الأمريكية .



لقد كان لهم ما أرادوا فى ظل الخنوع العربى والسلبية المُطلقة ومباركة بعض العرب من خلال جامعة (الظل) العربية وتم تدمير العراق وجيشه القوى وبنيته التحتية ومؤسساته بالكامل ونُهبت حضارة دجلة والفرات وسُرقت المقتنيات الأثرية وهُرّبت للخارج وتم تصفية علماء العراق بواسطة الموساد الصهيونى الحاقد ، وما هى إلا فترة وجيزة حتى تكشّفت الأمور وإتضحت الحقائق فيما بعد ، وإتضح أن السبب الرئيسى ليس أسلحة الدمار الشامل ، تلك الكذبة المُشينة والعار فى جبين المجتمع الأمريكى المُتحضّر ومن ساعدهم من العرب ولكنها الهيمنة والسيطرة المُطلقة على دولة عربية ذات سيادية كانت تُشكل يوماً ما قوة إستراتيجية ضد توسع الكيان الصهيونى وسنداً لأمة كانت تُسمى الأمة العربية أقول ذلك وربما لا يُعجب البعض ولكننى أعتقد اليوم ويعتقد معى الكثيرون أن الصورة واضحة جلية لا يختلف عليها إثنان.



نظرية المؤامرة تعوّد عليها العرب ورددوها كثيراً وحفظوها كما يحفظ التلميذ نشيد الصباح حيث فُرضت عليهم رغبة أو طواعية فهم يعرفون أن إحتلال العراق مُخطط له مُسبقاً من قبل الأمريكيين وأن كل دولة عربية تسبح فى الفضاء الأمريكى تائهة على إرتفاع منخفض تم تكليفها بدور محدد مادى أو إعلامى أو حتى بالصمت لبقائها على خريطة المذلة .

لقد إنتهى النظام العراقى وشاهدنا قمة المهانة والمذلة لأحد الرؤساء العرب وهو يُجر إلى حبل المشنقة بين أهله ومواطنيه وأمته العربية يوم عيد الأضحى ، عيد المسلمين والعرب ليُنفذ فيه حكم إعدام سياسى باطل قانوناً ، ونسى العرب أو تناسوا أن هذا المشهد المُراد به إذلالهم  وليس تطبيق العدالة المُزيفة بل التلويح للمنطقة العربية بأن العصا الأمريكية غليظة وطويلة لكل حاكم عربى يُخالفهم فى تحقيق أهدافهم ، ولكن المثل الشعبى يقول (عصا الذلال (الجبان)  طويله)، وستُكسر بعون إلله يوماً ما عندما تستيقظ هذه الأمة من سُباتها .



وماذا بعد ؟؟ إنتهى النظام العراقى فأين الديمقراطية ؟ التى وعدوا بها الشعب العراقى أين الأمن والإستقرار؟ أين الدولة الجديدة ومؤسساتها ؟ أللهم مجموعة من المتعاونين العملاء وأصحاب النفوذ وبعض الحاقدين ممن سهّلوا لقوات التحالف الدخول للعراق والذين باعوا الوطن رخيصاً ولا شك أنهم اليوم نادمُون على تفريطهم فى كرامة شعبهم إذا كان لا زالت لهم كرامة أو ضمائر حية .



بعد عقد من الزمن  أو يزيد رأى الأمريكيون أنه لابد من إستمرار المؤامرة وتنفيذ المُخطط كاملاً فكان مايُسمى (الربيع العربى) فنصبوا فخاخهم للبسطاء والسذّج من المهابيل العرب وهيأوا لهم أحلام اليقظة فى السلطة والجاه والإنتقام الساذج من بنى جلدتهم وحكومات بلدانهم ، وضخوا بينهم العملاء والخونة الذين عاشوا فى أحضانهم ، وكلّفوهم بالمهام الأولى فى بلدانهم !! غير أن الوطنيين فى تونس و مصر لم تنطلى عليهم المؤامرة فقد إستوعبوا المخطط التآمرى وفوّتوا الفرصة على كل من يريد تدمير بلدانهم لوعيهم وثقافتهم وإدراكهم وفهمهم لسياسة الغرب الحاقد على الأمة العربية .

 ولكن الليبيين بكل أسف من أصحاب الأطماع فى الثروة والحكم والإنتقام الناتج عن رواسب دفينة وأحقاد متوارثة نسوا فيها مصلحة الوطن والشعب الليبى ، ساندوهم فى تدمير ليبيا ونهب ثرواتها وبذر الفتنة بين أبنائها ، ولم يبقى سوى سيناريو العراق أيها الحاقدون ، لكى تتدخل أمريكا وبعض من العرب الطامعين فى وطننا بمجرد أن تلوح الحرب الأهلية بين أبناء الوطن التى يدفعون الليبيين فى إتجاهها ، وهنا سترفع أمريكا صوتها من أجل حماية مصالحها فى النفط الليبى وثروات ليبيا فى باطن الأرض...أما من ساندهم من الليبيين فقد أخذوا نصيبهم وزيادة من الغنائم ورجعوا من حيث أتوا غير مأسوف عليهم وستطالهم لعنات الأجيال القادمة.

 فماذا أنتم فاعلون ؟؟ أيها العملاء أصحاب الإيدولوجيات وذيول الأحزاب التى أكل عليها الدهر وشرب ، أما آن الأوان أن تستفيقوا من سُباتكم قبل أن تتدخل أمريكا ويتقاسم معها الغنيمة دول جنوب أوروبا ويحتلون وطنكم ويومها لن تتوقعوا أن تكونوا أسياداً فى وطنكم بل عبيداً لا قيمة لكم وسيحتقركم شعبكم الذى وثق فيكم وسلّمكم زمام أمره فى إنتخابات قذرة ومزورة بما يعرف (7/7) كان يظن أن تلك الإنتخابات هى المُخلّص له من السنوات العجاف غير أنها أثبتت أنها هى العجاف بكل جدارة .. ولكن لتعلموا أن هذا الشعب لطالما كان الله تعالى إلى جانبه وفى عونه دائماً لطيبة أهله وروابطه الإجتماعية المتميزة التى طالما حاولتم تفكيكها دون جدوى !! وسيٌخلّصه الله سبحانه وتعالى بقدرته العظيمه من براثنكم وبراثن أسيادكم الغرب والأمركيين الذين مكّنوكم من ليبيا الغالية . وغداً لناظره قريب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق