الخميس، 9 أبريل 2015

«الله وكيلك يا أبي صرنا فرجة»! :: لينا أبو بكر:


«الله وكيلك يا أبي صرنا فرجة»!

لينا أبو بكر:

 (جزء من مقالة).

ببالغ الأسف والأسى ننعى إليكم مخيم اليرموك الذي انتقل إلى رحمته تعالى عن عمر يناهز عمر الجوع إثر حادث مؤسف على أوتوستراد الموت أودى بعاصمة الشتات في مزبلة «السكراب «الوطني ، ونجى منه كل من الرئيسين: الفلسطيني والسوري، بالإضافة إلى قيادات الفصائل «المتطاوشة» فيما بينها وكل الآلهة السياسيين الذين اتفقوا على بيان يتيم وموحد يفيد بسقوط الجنة في أيدي أمراء الجحيم؟ فهل أدلك يا ربي على فلسطين

«مئة وعشرون كلمة أو ما يقاربها – أي ما يعادل تغريدة على تويتر – كتبها وزير خارجية بريطانيا آرثر جيمس بلفورعام 1917 إلى التاجر المصرفي وعالم الحيوان ليونيل وولتر دي روتشيلد ، يبارك قيام دولة صهيونية في فلسطين»… هكذا ابتدأ جورج غالوي السياسي البريطاني برنامجه « كلمة حرة» على قناة الميادين، في حين كان مخيم اليرموك يغلي بمجرمي الحرب على قناة «الغد العربي»، و يختبئ في عين كاميرا خرجت من فوهة مدفعية في ثكنة «الجبهة الشعبية» على قناة «العالم»! 

أكثر المشاهد مرارة هي تلك التي ظهرت فيها امرأة عجوز إلى جانب زوجها المقعد وهي تبكي الجوع والحصار، والمرض الخبيث الذي استبد بها ، مناشدة إخراجها وزوجها من المخيم في حين كان هو يربت على ذراعها ،وهي تطلق رصاصة الرحمة الأخيرة من قلب المخيم: خذونا عند اليهود أرحم!

المشهد برمته موجع و الصورة تقطر حنظلا ، والموت هو البوستر الإعلامي للنكتة السياسية، التي لا تكلف نفسها البحث عن النصف المقصوص من الصورة، فياسر عرفات الذي رحل وترك لنا خلفه إرثا ثقيلا من النكبات التفاوضية المتفتقة من رحم أوسلو بحسب «جورج غالوي»، أبقى على الشتات عاصمة للوطن، كأنه لم يكن يعلم أن المخيمات هي سفن نوح المثقوبة، وماركة مسجلة لتصفية الحسابات السياسية أكثر منها مأوى للمهجرين قسريا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق