الأحد، 12 أبريل 2015

ضيف الأجواد إضيف والبخيل يا كل عشاه مرتين




ضيف الأجواد إضيف 

 والبخيل يا كل عشاه مرتين

بقلم / فتح الله سرقيوه 






يقول الشاعر ... (لجواد إتنادوا وين ما تقصدهم .... ولنذال من بعيد إن جيتم تنقدهم ) .. وهو ما يؤكد أن الأجواد يمكن لصاحب الحاجة والمظلمة أن يقصُدهم لأنهم أهل لذلك أما الأنذال يمكن أن تنتقدهم بمجرد أن تشاهدهم من بعد وقبل أن تُخالطهم أو تتحدث معهم .... ويقول كذلك أهلنا فى البادية (علىّ وجوهها تشرب لبنها) وهى فراسة فى تقييم البيت المُضيف وهل هو جدير بالضيافة وأصولها ؟ !

 ويقال كذلك (الربيع يبان من فم الدار) أى انه لوكان هناك جود وكرم وإستعداد للضيافة  يمكن أن يشعر بها الضيف بمجرد وصوله أمام البيت ، موروث شعبى لم يأتى من فراغ بل جاء نتيجة خبرة فى الحياة الإجتماعيه والعلاقات الإنسانية ، وقد قيل المثل الشعبى (ضيف الأجواد إضيّف) وهو مثل تعارف عليه أهلنا بأنه يمكن للضيف أن يسطحب معه ضيوف وهو فى طريقه للمُضيفين إذا كانت تنطبق عليهم مواصفات الكرم والجود وإحترام الآخرين .

 ولا شك أن من عُرف عنه الجود والكرم عُرف عنه كذلك الشجاعة لأن البخيل الذيلى لا يمكن أن يكون شُجاعاً ولا كريماً ، هذه الأمور تعارف عليها أهلنا منذ زمن بعيد وعندما تبحث عن هذه الصفات  تجدها مطابقة للواقع فى أى مكان أو زمان ، ولذلك تغنى الشعراء بالأجواد وأهل الجود والكرم كما استهزؤا واستخفوا بالبخلاء ومن إشتهروا بالنذالة ولكنهم اشادوا بالشجاعة فى شعرهم . 

 وأتذكر هنا ما قاله أحد الشعراء فى حق إحدى القبائل بالجبل الأخضر وهى قبيلة أشتهرت بالجهاد وبالجود والكرم والفزعة كغيرها من قبائل وعشائر المنطقة وهى قبيلة (البراعصه) العريقة عرين المجاهدين والكُرماء ، الشهيد /حسين الجويفى والمناضل / مفتاح بوشاح والمرحوم  / حسين مازق وغيرهم ،  حيث قال أحد الشعراء الذين حطت بهم الرحال فى الجبل الأخضر وتحديداً مدينة البيضاء وهو أحد الذين جاوروا تلك القبيلة وتعرفوا عليها عن قرب وهو حقاً رأى مُحايد يؤخذ فى الإعتبار  فى حقهم ..

يقول المرحوم الشاعر/ إدريس الشيخى فى إحدى قصائده عن قبيلة البراعصة ..



(تريس كرب ما تنهاس وإنت إحذاهم ......... ديما على الشرقان ديّارين) 


(حسيت توا ما نقدر إنعيش بلاهم  ............ لجل رفق لا يوم لا يومين) 


( وإن قرضهم شخص يبقى واهم .......... وإلا عدوا عندا عليهم دين )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق