الأحد، 5 أكتوبر 2014

عيد بأي حال عدت يا عيد !!؟


عيد بأي حال عدت يا عيد !!؟



عدلى
بقلم : عدلي البرقوني البرعصي

ذكرني عنوان القصيدة أعلاه بالأوضاع المأساوية التي تمر بها ليبيا حاليا حيث أعتقد أبناء الوطن الشرفاء أن أوضاع البلاد والعباد ستتغير وتتجه نحو الأحسن والأفضل على جميع المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بعد سقوط واندحار نظام الطاغية المستبد القذافي ومقتله في أواخر أكتوبر 2011 ، لكن للأسف الشديد يبدو أن أزلام وأتباع وأذناب الطاغية الهالك مازالوا يعيثون في الأرض فسادا ودمارا ... وكيف لا وهم قد تربوا وترعرعوا على العبودية والمذلة والتنعم بالملذات والمحرمات التي كان يبيحها لهم النظام الفاسد !!!؟؟؟  كيف لا وهم لا يزالون يحلمون بالسيطرة على عامة أفراد الشعب بأساليب القهر والاستعباد ونهب خيرات البلاد لصالح فئة ضالة مضلة مجرمة منافقة تدعي الإسلام وهي أبعد ماتكون عن أبسط تعاليمه السامية !!!؟ وقد صدق قول الحق – سبحانه وتعالى - عليهم فوصفهم وفضحهم كما وصف أمثالهم من قبل ،بقوله – عزّ وجل – "  وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ  " سورة البقرة – آية 14 .

فهم يعيشون بيننا ويحملون أسماء عربية وإسلامية لكن قلوبهم معلقة بالغرب متيمة بعشق الملذات والتعلق بشهوات الحياة الدنيا  والتحرر من كل فضيلة أو خلق كريم وهم أبعد الناس عن معاني الوطنية والنزاهة التي يتغنون بها ويتلفظون بكلماتها ومفرداتها ومستعدون لبيع بلادهم للأجنبي و (المستعمر ) بأرخص الأثمان في سبيل تلبية طموحاتهم الساقطة بالهيمنة والسيطرة على موارد البلاد وخيراتها ومن ثم إلقاء بعض الفتات لأفراد الشعب والعودة لأساليب الحكم بالقهر والحديد والنار والإرهاب بأوسع معانيه وأشد ممارساته  وما قصة التعذيب والتنكيل بأبناء الوطن  الشرفاء وأحداث سجن ( أبوسليم ) عنكم ببعيد !!؟؟

أما شماعة " الإرهاب " و " الإرهابيون " التي يرددوا مفرداتها كالببغاوات من خلال اتهام أي توجه إسلامي تارة بأنهم / إخوان / وتارة بأنهم  / قاعدة / ولا نستغرب عما قريب إذا سمعنا اتهامات تحت مسمى / داعش / !!؟

وللأسف الشديد فإن أكثر ما يحز في القلب ويشعرك بالألم هو فئة ممن يوصفون بالمثقفين وعددا من ( المتفيهقين ) و ( المنظرين السياسيين) الذين ما زالوا يتأرجحون بين الجانبين " " مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا  " سورة النساء – آية  143 ...يكتبون في بعض المواقع الإلكترونية الليبية أو الأجنبية ، منهم من يعادي الإسلام جهاراً نهاراً ومنهم من يتستر ببعض الجمل والعبارات الوطنية ، لكنه لا يخفي جهله وحقده على الإسلام وتعاليم الدين " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ " سورة آل عمران – آية 114 ...وقد يحاول بعض هؤلاء الكتاب أو " المتفيهقين " الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة للتدليل على صحة ما يرمون إليه ولكن بأسلوب فيه من المكر ما فيه ...

نعم ، فهم ليس لديهم أي منطق أو إثباتات أو أدلة على ما يقولون و( ينهقون) به صباح مساء ، فأصبحت هذه الاتهامات المضللة " بالإرهاب والإرهابيين "أقوى سلاح بأيديهم  للاستقواء به على أبناء الوطن الشرفاء دون تقديم أي بديل إسلامي يثبت هويتهم ( إن كانوا مسلمين حقاً !؟) خصوصا وأن شعار " الإرهاب والإرهابيين " أصبح هو الشعار السائد والشائع هذه الأيام في أسواق الإعلام وأقلام الصحافة المرتزقة وأسواق النخاسة ونوادي أسيادهم ( المستعمرين القدماء) من الطغاة الأمريكيين ودول الغرب الاستعمارية المعروفة ( بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها) !!؟؟؟ وقد صدق قول الحق – تبارك وتعالى – في هؤلاء وأسيادهم بقوله – سبحانه– " وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ" سورة المنافقون – آية  4.

ولئن كان المقدم هشام أبو حجر وهو أحد القادة العسكريين الميدانيين للثورة الليبية قد قدرضحايا المواجهات منذ بدء الانتفاضة الليبية ضد نظام حكم العقيد معمر القذافي بحدود 50 ألفا وذلك بعد مقتله في شهر (أغسطس 2011) ونقل عنه قوله آنذاك – كما نسبت له وكالة رويترز والـ بي .بي.سي. - أن ضحايا مصراتة وزليتن قدرت بحدود 15 ألفا، وفي جبال نفوسة بلغ العدد حوالي 17 ألفا  بينما بلغ عدد الذين تم تحريرهم من سجون القذافي 28 ألفا ...

أعتقد أن شعبنا الليبي الكبير سيتمسك بدينه وعقيدته وأخلاقه النبيلة و يحافظ على انتصارته وحريته وسيادته ولن يكون أقل شجاعة وجرأة وإقداما بأي حال من الأحوال من الشعب الجزائري البطل الذي قدم أكثر من مليون شهيد ثمنا لاستعادة حريته واستقلاله وكرامته ودحر المستعمر الفرنسي الغاصب .

أما بالنسبة لعنوان هذه المقالة فهو قصيدة مشهورة لأبي الطيب المتنبي وهذه نبذة مختصرة عنه نقلتها عن الشبكة العنكبوتية لمن رغب في مزيد من الفائدة الأدبية :

أبو الطيب المتنبي (303هـ - 354هـ) (915م - 965م كان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره ...

وهو صاحب الأبيات المشهورة التي يقول فيها :

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي   وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها     ويسهر الخلق جراها ويختصم

أما قصيدته عن أحوال العيد التي تشبه أيامنا هذه فهذه بعض الأبيات منها :
عـيـدٌ بِـأيَّـةِ حـــالٍ عُـــدتَ يـــا عِـيــد *** ُبِـمـا مَـضَـى أَم لأَمْــرٍ فِـيـكَ تـجـدِيـدُ
أَمــــا الأَحِــبــةُ فـالـبَـيَـداءُ دُونَــهُـــمُ *** فَـلَـيـتَ دُونَـــكَ بَـيْــدًا دونَــهــا بِــيــدُ
أكُلمـا اغْـتَـالَ عَـبـدُ الـسُـوءِ سـيـدَهُأ *** َو خـانَـه فَـلَـهُ فـــي مـصــرَ تَمـهـيـد
نـامَـت نواطِـيـرُ مِـصـرٍ عَــن ثَعالِـبِـهـا *** فقـد بَشِـمْـنَ ومــا تَفْـنـى العناقـيـدُ
الـعَـبـد لـيــسَ لِـحُــرٍّ صــالــحٍ بــــأخٍ *** لَــو أنــهُ فــي ثـيــابِ الـحــرِّ مـولــود

وكل عام وليبيا وأهلها بخير وعسى الله – عز وجل – أن يحق الحق بكلماته وقدرته ويبطل الباطل ولو كره المعتدون...ولو كره الظالمون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق