الاثنين، 21 أبريل 2014

دار الافتاء تصدر بياناً بخصوص الاعتداء علي البعثات الدبلوماسية

دار الافتاء تصدر
 بياناً بخصوص الاعتداء علي 
البعثات الدبلوماسية



- بيان دار الإفتاء رقم (1) لسنة 1435هـ - 2014م بخصوص الاعتداء على البعثات الدبلوماسية.

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه؛ وبعد:

فإن دار الإفتاءِ تشعرُ بالأسى؛ لِما وصَلت إليهِ الأوضاعُ الأمْنيةُ في ليبيا، مِن قتلٍ واختطافٍ، وتَعدٍّ وخروجٍ عنِ القانونِ؛ لا يتورّطُ فيه إلّا البُغاةُ والمُحارِبونَ.

وتستنكرُ دارُ الإفتاءِ بالخصوصِ، الاعتداءَ على أعضاءِ البعثات الدبلوماسية في ليبيا، ومقارّ سفاراتِها، وتَعدّهُ أمرًا مُشينًا، ونَكثًا للمواثيقِ، وغدرًا بمَن أُعطُوا الأمانَ والعهودَ، وقدْ قال صلى الله عليه وسلم عن المسلمين: (ذمّةُ المسلمينَ واحدةٌ يسعَى بِها أدْناهُم)[مسلم:3397]، وحذّر صلى الله عليه وسلم مِن قتلِ المُعاهدِ، وتوعَّدَ عليه بالنارِ، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن قتلَ مُعاهدًا لَم يرَحْ رائحَةَ الجنّةِ) [البخاري:3166]، فكيف إذا كانَ المخطوفُ مسلِمًا.

فَلا يَحلُّ التعدّي على أعضاءِ هذهِ البِعْثاتِ، ولا الغدرُ بهم، مهمَا كانت الأسبابُ؛ لأنّه عُدوانٌ، وترويعٌ لأبرياءَ آمنين، ولأنّهم رُسلٌ يمثّلونَ بلادَهم، والرسولُ - في شريعةِ الإسلامِ - لا يُغدَر بِه، ولا يُقتَل، ولا يُحبَس، قال صلى الله عليه وسلم: (لو كُنتُ قاتلًا رسولًا لضرَبتُ أعناقَكما)[أحمد:3708]، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "مضَت السُّنّة أنّ الرسُل لا تُقتل" [البيهقي:9/212]، ولِما في هذا العملِ، الخارجِ عن الشريعةِ، وعن كلِّ الأعرافِ والمواثيقِ والعهودِ، مِن ضررٍ بالغٍ بالأمّة، يهدّدُ أمنَها واستقرارَها، ويجعلُها عُرضةً للهيمَنةِ والتدخُّلِ الأجنبيِّ.

وتنبّه دارُ الإفتاءِ إلى أنّ الحالَ يزدادُ سوءًا، عندما يُرتَكبُ مثلُ هذَا العملِ المُشينِ، مِن اختطافٍ للأبرياءِ، باسمِ الإسلامِ ونُصرةِ أهلِه!!

فاللهَ اللهَ في الإسلامِ، يا أهلَ الإسلامِ؛ لا تغلُوا في دينِكم، ولا تجْنُوا على قومِكم، فأنتُم مَن يتطلّعُ الناسُ إلى أن تكُونُوا قدوةً لِغيرِكم، وتحبّبوهُم في دينِهمُ الإسلام، فلَأَنْ يهديَ اللهُ بكَ رجلًا واحدًا خيرٌ لكَ مِن حُمْرِ النَّعَمِ.
دار الإفتاء الليبية ..

صدر في 20/ جمادى الآخرة/ 1435هـ الموافق 20/ 4/ 2014م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق