الجمعة، 7 يونيو 2013

من حكم الدكتاتوريات . إلى عقلية الميلشيات ..!!


من حكم الدكتاتوريات .

إلى عقلية الميلشيات ..!!



66dd125d3c997ceeb2b2dbb7faab4c80_174[1]

بقلم / خديجة العمامي

5/6/2013

لم يشعر الليبي خلال أيام الثورة وهويدفن الأخ والأبن والصديق بألم مثل الألم الذي يشعر به ما بعد الثورة..! فتلك الأيام كانت تجعله يساهم في رفع الظلم وإشراقة شمس بلدٍ؛ غاب عنها نور العدالة ودولة القانون، فقد كانت دولة القذافي دولة العصابة الواحدة.. فأنتصرنا عليها بإذن الله ثم بمناصرة الأشقاء والأصدقاء… ولكن نحن اليوم في دولة العصابات.. وتعدد الخلافات.. وإدعاء البطولات.. فقد أخذتهم العزة؛ وغرهم بالله الغرور.. وظنوا أنهم أوصياء علي العباد والبلاد..!

ومما زاد الأمر سوءً ما قدّمه بعض المسؤولين من تنازلات، لتلك التكتلات التي لا تعرف غير منطق الرصاص، ولجم الألسن..! ولكن سؤال يدور في الأذهان.. ألم تكن حجتكم ضد القذافي بإستخدامه القمع في حرية الرأي والتعبير، ولكونه أبدلكم بيوتكم سجوناً… وأعتدى وظلم..؟؟ ألم تطلبوا النصر من الله لأنكم ظُلمتم ..!؟

هل ثُرنا لكي نتسابق مع القذافي في حلبة الظُلم، ونكسب نحن أكبر النقاط في رصيدنا من ظلم الأخرين.. حتي وإن قد سبقونا بالظلم يوما..؟ فالظلم _ يا سادة _ ظلمات.. وكيف لثورة كانت من أجل إحقاق الحق من خلال مؤسسات الدولة الشريعة أن تنقلب إلى منقلب المزاجية! وترفض أن تكون إلا من خلال عقلية المليشيات ؟؟! والتي رغم إدعائها الدائم بالسير علي نهج الدين الحنيف كانت شكلاً لا مضمونا.. متناسيين أن الرسول الكريم لم يخرج لدفع الظلم بالظلم.. فأين هم من قوله الكريم ((ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟)) كلمة قالها في قومٍ أسرفوا في ظلمه وظلم أتباعه.. وكان حينها قادراً علي الإنتقام.. والذي بعثك بالحق أنه كم يدمي القلب تلك المقاطع المنتشرة علي المواقع الإلكترونية لإعتداءات على النساءِ والاطفالِ والرجال، حتي وإن ظلمونا في وقت ما، فنحن وهم أبناء وطن واحد، ولن نستطيع سلخهم من هذه الارض..

آه كم تذكرت دعاء الرسول الكريم في تلك المقاطع حين أستعاذ الله من قهر الرجال…!!

يا من تزرعون الكتائب كزرع القمح في الحقول..! غير أن القمح مفيد للإنسان والدواب وأنتم دمارٌ لكليهما.. عليكم أن تعلموا أن بنادقكم لن تستطيع إعادة الطائر إلى القفص..! فقد تعود أن يطير ويعشق سماء الحرية..!

يا من قست قلوبهم فهي كالحجارة أوأشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار..!! عثتم في هذه الأرض إستبداداً وظلماً للعباد… أقمتم السجون من غير وجه حق، ومنحتم أنفسكم حق القصاص..! ونسيتم أن الثورة جاءت من أجل دولة مدنية، وليست دولة تستقي أركانها على منهجية تنساب لدين عقولكم المريضة والتي يبرأ الدين منها.. فأين قول الرسول بأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.. فلا سلم المسلم من لسانكم بالتشهير والقذف، ولا سلم من أيديكم من السرقة والخطف والتعذيب، لستم أنتم من حارب الظُلم، لأن من حارب الظُلم لا يظلِم، لستم أنتم أهل الخير لأن الخير والخير لا يتقاتلان، ولستم أنتم أهل أخلاق، لأن الأخلاق لا تعتدي علي الاخرين..!

لم يسلم منكم حتي أهل الكتاب الذين أوصى بهم الرسول الكريم، ويعيشون بيننا منذ سنين.. هل حقا أنتم مسلمون.. ((بئسما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين))..

ولكن أين هم الفقهاء والمشايخ الأجلاء من هولاء القوم.. أين المنابر التي حادت عن النهج لصراعات شخصية ومصالح حزبية.. لا نراهم عن الاخلاق يتحدثون، ولا بالخير يوصون…؟!!

ليبيا لن تكون موطناً لكم…!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق